الأقباط متحدون - الحبة البمبى تهدد عرش «شهريار»
  • ٢٠:٤٨
  • الجمعة , ٧ ديسمبر ٢٠١٨
English version

الحبة البمبى تهدد عرش «شهريار»

مقالات مختارة | سحر الجعارة

٣٥: ١٠ ص +02:00 EET

الجمعة ٧ ديسمبر ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

يصر البعض على أن تظل المرأة فى خانة «المفعول به»، وأن تخرس وتكبت رغباتها الإنسانية والجنسية، لأن ثقافة الرجل الداعشية قررت أن تعتقلها خلف النقاب، وأن تختن عقلها وتشوه الأعضاء التناسلة لها، (وهو التعريف العلمى للختان)، وأن تختزلها فى كونها مجرد «وعاء للإنجاب».. أو «جارية» عليها أن تلبى طلب زوجها فى أى وقت، وإلا ستلعنها الملائكة حتى الصباح.. حتى لو كانت منهكة أو مريضة.. إنها «متاع للرجل» وليست إنسانا له حقوق بيولوجية ونفسية.

العالم الذى احتفل فى يوم 2 ديسمبر الجارى بمناهضة «الرق» فى العالم، لا يعرف أن لدينا فى الشرق «رقيق» يتعرضن يوميا لما يسمى «الاستعباد الجنسى للنساء» وعلى رأسه «الاغتصاب الزوجى» فى الفراش، والإتجار بالقاصرات، وانتهاك حقوقها كأنثى تحولت، (بفعل قوانين «العار والعورة»)، إلى «دمية جسدية» يفرغ فيها الرجل مخزون القهر الذى يتعرض له.

ولهذا قام المجتمع بانتفاضة ضد «الحبة البمبى» أو الفياجرا النسائية، لمجرد أنها تبدأ بالحديث عن تحسين «الرغبة الجنسية» للمرأة.. فبمجرد أن وافقت منظمة الغذاء والأدوية الأمريكية على عقار الـFlibanserin، وتقرر طرحه فى الأسواق المصرية انهالت علينا الفتاوى والتشكيك فى جدوى العقار.. وكأنه عقار «مضاد للعفة» فى مجتمع «متحرش بالفطرة»!.

بداية، لا تتصور أن امرأة تضرب وتهان، (بغطاء شرعى)، طول اليوم قد تتولد لديها رغبة فى الجنس أو حتى الأكل، ولا تتخيل أن امرأة تعانى الاكتئاب أو تتعاطى مضادات للاكتئاب قد تشعر بالمتعة أو حتى بالرجل نفسه.. فالمعروف علميا أن هرمون «البرولاكتين» الذى يرتفع بالاكتئاب ومضاداته وبالتوتر والضغوط المتزايدة، يوقف الرغبة الجنسية بل ويمنع التبويض أصلا.

ورغم أن «الحبة البمبى» عبارة عن عقار يعمل على مراكز المخ الخاصة بـ«هرمون السعادة» المسمى السيروتونين والدوبامين وإحداث التوازن بينهما.. وهو ما يحسن الرغبة الجنسية لدى المرأة قبل سن انقطاع الدورة، لكن الأطباء يشترطون ألا يكون نقص الرغبة نتيجة الاكتئاب، أو الأمراض النفسية أو الأعراض الجانبية لبعض الأدوية.. أو الختان المجحف الذى يبتز الجزء المسؤول عن الوصول لذروة النشوة للمرأة أى «الأورجام». هل يبدو غريبا أن تكتب أنثى عن حقوق المرأة البيولوجية؟.. ربما لكن هذا المجتمع لا يفيق إلا بأسلوب «الصدمة الكهربائية»، ومعظم الرجال لا يكلفون أنفسهم عناء معرفة مفاتيح إثارة المرأة، وهى بالمناسبة «مفاتيح عاطفية».. لا يدركون أن «الحب» والمعاملة الكريمة ومراعاة ظروفها إن كانت عاملة أو مريضة أو منهكة بأعباء الأسرة يغنى تماما عن أى عقار!.

الرجل يتعامل أيضا مع زوجته بأسلوب «الصدمة» من ليلة الدخلة، ورغم أنه «متدين بطبعه» فلا يقدم لنفسه، بل يقتحمها وكأنها «غانية مدربة».. ولا يعترف بأنه المسؤول الأول عن تثقيفها جنسيا فى ظل انعدام تدريس الجنس بالمدارس، واقتصار المعلومات الجنسية على الكتب الصفراء ومواقع البورنو.. الأدهى والأمر أنه قد يهبط عليها فى الفراش مخدرا بفعل الحشيش أو مخمورا.. فيتخيل أنها «محظية» وأنه شهريار.. وأن «سيف الطلاق» يتهددها إن لم تمتثل حتى لرغباته «الشاذة» أحيانا!.

فى مجتمع يرفع شعار «الفضيلة» الحديث عن الرغبة الجنسية للمرأة «عيب وحرام».. أما «الاستعباد الجنسى للنساء» فمشرعن.. ومكتوب على الجبين!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع