الأقباط متحدون - الوزير معيط لا يحب الروبيان!
  • ١٧:٥١
  • الاربعاء , ٥ ديسمبر ٢٠١٨
English version

الوزير معيط لا يحب الروبيان!

مقالات مختارة | حمدى رزق

٣٦: ٠٧ م +02:00 EET

الاربعاء ٥ ديسمبر ٢٠١٨

الوزير معيط
الوزير معيط

حمدى رزق

 الروبيان يسمى «القَمرون، والقريدس»، وهو حيوان مائى لافقارى قشرى يتنوع إلى حوالى ألفى نوع، ينتشر «الروبيان» فى أغلب مناطق العالم، ويعيش فى المياه، سواء كانت مالحة أو عذبة، وتسمى الأنواع الصغيرة منه «روبيان»، بينما تسمى الأصناف الكبيرة منه «الجمبرى»، الروبيان معروف فى مصر بالجمبرى والكبير بالجامبو.

 

ووفقاً للتقرير الإحصائى، للجهاز المركزى للتعبئة والإحصاء «عام 2017» استوردت مصر روبيان «جمبرى» بقيمة 37.035 مليون دولار، وكافيار بقيمة 37.906 ألف دولار، وكابوريا بقيمة 390.720 ألف دولار، هنا يستوجب تحريك الدولار الجمركى على استيراد الروبيان.. ولا تثريب على الوزير معيط.
 
بلاها روبيان طالما وزير المالية لا يحب الجمبرى، فلنعتبره سلعة استفزازية مؤقتا، فعلا سعره مستفز، معاك يا سيادة الوزير حتى تحرير البلاد من الروبيان، بلاها أكل روبيان، حتى طعم الروبيان وحش، ربنا يخلى لنا بلطى المزارع وقراميط البرك.
 
ولكن لست مع الوزير معيط أبدا فى تصنيف أجهزة الحاسب الآلى «الكمبيوتر» والتيلفون المحمول سلعا استفززية تخضع للسعر الدولارى الجمركى الجديد، هناك فارق بين الروبيان والحاسوب، وبين الجمبرى والمحمول، الروبيان طعام آخره خلف باب الحمام، والحاسوب ثقافة رقمية، وتعليم إلكترونى، يدخل فى أبواب الثقافة والفنون والآداب من وسع، لزوم ما يلزم، سلعة ضرورية فى عصر الانفجار الرقمى.
 
نعم الروبيان سلعة الأغنياء، وافتكر آخر مرة أكلت روبيان كانت قبل سنوات، لما كنت غنى قبل تطبيق الضريبة العقارية، إيش جاب لجاب، إيش جاب الجمبرى للآى باد، المحمول حاجة تانية خالص، صنف تانى، فى إياد الفقراء، أصبح مكتوبا فى قائمة عفش العروس، بدلا من ماكينة الخياطة، عروس من العصر الرقمى لازم فى قائمتها كمبيوتر بذاكرة تحفظ العشرة، وآى فون 7.
 
نائب من العصر الرقمى، الدكتور إبراهيم عبد العزيز حجازى عضو مجلس النواب، خرج من فوره لا يلوى على شىء، يلوم الوزير معيط ويسلخ وجهه على غلطته الاستفزازية فى حق الحاسوب والمحمول، وطلب منه فورا وبلا تأخير حذف أجهزة الحاسب الآلى وتليفونات المحمول من قائمة السلع المصنفة استفزازية التى ستخضع لسعر الصرف المعلن المحرر من البنك المركزى.
 
النائب عنده حق، فعلا هذه السلع بالتحديد ليست سلعا استفزازية أو ترفيهية أو غير أساسية، اليوم تعتبر سلعا أساسية فى مجال التعليم تساعد الشباب والكبار على التعلم والاستفادة من التطور الرقمى والقضاء على الأمية الرقمية، والأخيرة من بنات أفكار النائب الرقمى، فعلا «العلام حلو يا جدعان».
 
النائب حجازى ينقل المواجهة مع الوزير معيط بذكاء واحترافية إلى ملعب السياسة، يقول النائب: إن إدراج تلك السلع يتنافى مع توجيهات الرئيس فى تطوير منظومة التعليم الجديدة التى تعتمد بشكل أساسى على الحاسب الآلى للقضاء على الأمية الرقمية بين شباب مصر، كما أن إدراج تلك السلع يتنافى مع إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسى إطلاق مبادرة «أفريقيا لإبداع الألعاب والتطبيقات الرقمية» التى تهدف إلى تنمية القدرات وتأهيل 10 آلاف شاب مصرى وأفريقى على تطوير الألعاب والتطبيقات الرقمية باستخدام أحدث التقنيات وتحفيز تأسيس 100 شركة مصرية وأفريقية ناشئة فى هذا المجال.
 
أعتقد أن الوزير معيط سيراجع نفسه حتما، وسيراجع قائمة السلع الاستفزازية بشكل أكثر انفتاحا على العصر الرقمى، الحاسوب كالماء والهواء حتى أسأل وزير التعليم طارق شوقى، وحبذا لو استثنيت الحاسب الآلى والمحمول ومشتقاتهما.. والروبيان إن أمكن.
نقلا عن اليوم السابع
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع