الأقباط متحدون - أزمة دير السلطان كاشفة ومنشأة في الراي العام القبطي
  • ٠٨:٠٦
  • الاثنين , ٢٩ اكتوبر ٢٠١٨
English version

أزمة دير السلطان كاشفة ومنشأة في الراي العام القبطي

سليمان شفيق

حالة

٤٧: ٠٩ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٩ اكتوبر ٢٠١٨

أزمة دير السلطان
أزمة دير السلطان

كتب: سليمان شفيق

تابعت عن كثب خمسمائة راي اثير حول أزمة دير السلطان علي صفحات التواصل الاجتماعي ، وفي الصحف المصرية والعربية ، وبعيدا عن الازمة فقد وجدت بعض الملاحظات الاساسية التي تستحق التوقف امامها بالاشارة والتحليل المبدئي :

اولا : غياب المعلومات الاساسية عن تاريخ الدير منذ اهداء صلاح الدين الايوبي لة وحتي الان مرورا بحكم المحكمة العليا الاسرائيلية 109/ لسنة 1971.. وحتي الان .. وان المشكلة ليست مشكلة ملكية لانها تعود للكنيسة القبطية الارثوزكسية بل هي مشكل حيازة بين الرهبات الاقباط وبين الرهبان الاحباش .
ثانيا : غياب المعلومات الاساسية عن تاريخ العلاقة بين الكنيسة الارثوزكسية والكنيسة الحبشية حتي عام 1959 تاريخ استقلال كنيسة الحبشة عن الكنيسة القبطية الارثوزكسيةوصولا الي خروج كنيسة ارتيريا .
 
ثالثا : غياب المعلومات الاساسية عن علاقة اسرائيل بالمقدسات الاسلامية والمسيحية ، وانها مجرد دولة غير مالكة لتلك المقدسات وانة وفقا للمعاهدات الدولية فالفاتيكان وفق معاهدة بين الفاتيكان واسرائيل ،مسئولة عن المقدسات المسيحية للكنائس الغربية والاردن مسئول عن المقدسات الاسلامية والمسيحية للكنائس الغربية ، وفقا لاتفاقيات وادي عربة .
 
رابعا : عدم معرفة ان الاتفاقيات بين مصر واسرائيل وكامب ديفيد لم تتناول المقدسات في المقدسية الاسلامية والمسيحية .
 
خامسا : انقسم الاعلام من الاقباط الي عدة اتجاهات :
1ـ الدفاع او الهجوم علي اسرائيل وفق رؤئ سياسية : 55% تحدثوا عن اسرائيل علي انها دولة قانون مدنية وان موقف الانبا انطونيوس والرهبان خطأ في تصديهم للقوات الاسرائيلية ، دون ادراك ماهية اسرائيل القانونية تجاة المقدسات وان اي قرارات خاصة بها بأي حال لابد ان تعود الي الفاتيكان لمقدسات الكنائس الغربية وللاوقاف الاردنية وفقا لاتفاقيات وادي عربة ، وان وزارة الاديان الاسرائيلية وفق تلك الاتفاقات لاعلاقة لها بذلك وتقتصر سلطتها علي المقدسات التي تملكها اسرائيل ، ووصل الامر بحوالي 15% من اصحاب الاراء الي(الهجوم 
 
وليس النقد ) علي نيافة الانبا انطونيوس ورهبان الدير بشكل غيرلائق .
 
2ـ ايضا تجدر الاشارة الي ان الكنيسة القبطية الارثوزكسية والانبا انطونيوس لجأؤا للتصدي دون استخدام حقهم القانوني في الاستشكال لوقف الترميم عبر الاوقاف الاردنية او الخارجية المصرية .
 
3ـ اما ال 45 % الذين ايدوا موقف المطران انطونيوس والرهبان فأنطلق موقفهم من رؤية تكاد تكون "عنصرية" ضد اليهود ، وحوالي 10% تناولوا الامرمن منظور سياسي ضد اسرائيل .
 
4ـ الصحافة القبطية تناول بعضها الموضوع في صورة اخبار وتقارير بنسبة 70% وال 30% تناولها كتاب وصحفيين بشكل سياسي .
 
5ـ لم تصدر من الايبارشيات القبطية اي بيانات سوي اربعة من المهجر وايبارشية ابوتيج في الوطن (وهي ايبارشية الانبا انطونيوس من حيث الميلاد والخدمة قبل الرهبنة).
 
6ـ حدث خلط بين هموم الاقباط في الوطن وبين ما حدث من اسرائيل واستغل بعض المعارضين لنظام الحكم في مصر ما حدث في سياق يكاد يحمل تبرير لما حدث من اسرائيل بوعي او بدون وعي ,
 
7ـ عدم صدور اي بيانات من المقر البابوي يحمل اي موقف معلن للكنيسة مما حدث .
 
8ـ نشر خبر من ان قداسة البابا تواضروس الثاني عقد اجتماع مع المجلس الملي لمناقشة الازمة ، ومع احترامي لقداسة البابا واعضاء المجلس الملي فليس من بينهم خبراء في الشأن المقدسي او "الاستيتكوا" والمعاهدات التي عقدتها اسرائيل بشأن المقدسات ، او من القانونيين الذين يعرفون السياق القانوني لاسرائيل كدولة احتلال في علااقتها بالمقدسات .
 
9ـ عدم ادراك من يديرون الازمة بدور اليهود الفلاشا والعلاقات الاثيوبية الاسرائيلية .
 
10ـ عدم ادراك من يديرون الازمة ان جوهر الازمة يتلخص في :
ا/ انها ازمة حيازة وليست ازمة ملكية والاساس الموضوعي لها هو الحوار مع الاشقاء الارثوزكس الاحباش .
 
ب/ ان المسئولين الروك الارثوزكس الذين يجري الاتصال بهم وادخالهم في الازمة اقرب لاسرائيل وان الارثوزكس الذين لهم علاقات قوية بأسرائيل هم الكنيسة الروسية التي لها حزب روسي قوي ومصالح حيوية مع اسرائيل .
 
ج / من الكنائس غير الارثوزكسية فقط الفاتيكان .
 
11/ ومن ثم فلابد ان يبدأ من يديرون الازمة بالتحرك في ثلاثة اتجاهات :
 
ـــ الحوار مع الكنيسة الارثوزكسية الاثيوبية .
 
ـــ توكيلات لمحامين اسرائيلين للدفاع عن الدير مع الاخذ في الاعتبار ان الكونجرس الاسرائيلي المصري من اشد المدافعين عن وطنهم الاول مصر قبل الهجرة لاسرائيل .
 
12ـ تحرك وزارة الخارجية المصرية جنبا الي جنب مع وزارة الخارجية الاردنية والاسرائيلية للتفاوض حول الحيازة وليس الملكية .. مع الاخذ في الاعتبار ان قرار الترميم الذي حاول الاشقاء الاحباش تمريرة بحيل قانونية يهدف الي تغيير المعالم القبطية الي معالم حبشية حتي يتسني لهم السيطرة قانونيا علي الحيازة وصولا لاهداف اخري .
 
كما تجدر الاشارة الي ان اسرائيل تهدف من تلك المحاولات اعترف رسمي من الكنيسة القبطية الارثوزكسية بدولة اسرائيل مثلما فعلت الفاتيكان من قبل عبر عدم مسئولية اليهود الحاليين عن صلب المسيح ، والذي رفضتة الكنيسة القبطية الارثوزكسية من قبل في حبرية اصحاب القداسة كيرلس السادس والبابا شنودة الثالث .
 
هذة ملاحظات سريعة بعيدا عن الخفة او الاندفاع بتبرير ما فعلتة اسرائيل او الهجوم عليها بشكل شبة عنصري ، واتمني علي الجميع ضبط النفس وعد استخدام الازمة لا للمعارضة للدولة ولا للكنيسة .