الأقباط متحدون - من زمن الفراعنة وحتى الآن.. تعرف على تاريخ وتطور عروس المولد
  • ٠٩:٥٨
  • الجمعة , ١٦ نوفمبر ٢٠١٨
English version

من زمن الفراعنة وحتى الآن.. تعرف على تاريخ وتطور عروس المولد

٠٤: ١٠ م +02:00 EET

الجمعة ١٦ نوفمبر ٢٠١٨

حلاوة المولد,
حلاوة المولد,

 صُنعت من عسل النحل في مصر القديمة.. وتطورت حتى العروس البلاستيك

ارتبطت بـ"المولد" في العصر الفاطمي.. واختلفت فيها التيارات الدينية
كتب - نعيم يوسف
أيام قليلة ويحتفل المسلمون حول العالم بالمولد النبوي الشريف، وهو ذكرى ميلاد رسول الإسلام الذي يوافق 12 ربيع الأول من كل عام، ورغم أن هذه المناسبة يحتفل بها المسلمون في العديد من دول العالم، إلا أن الاحتفال في مصر له طابع مميز وخاص، وأشهر ما يميزه "العروسة، والحصان".
 
حلاوة واحتفال
"حلاوة زمان عروسة حصان.. وآن الأوان تدوق يا وله.. ما ليش دعوة ياما.. أنا عاوز حلاوة.. ما ليش دعوة ياما.. يوه بطل داناوه.. ماليش دعوة ياما.. حلاوة حلاوة.. حلاوة زمان عروسة حصان"، هكذا وثق الشاعر الكبير صلاح جاهين، الاحتفال بالمولد النبوي في مصر، في أغنية غناها الفنان محمد قنديل.
 
رغم ارتباط العروسة والحصان حاليا بالمولد النبوي، ويطلق عليها شعبيًا اسم "حلاوة المولد"، إلا أن هذه الحلوى لها تاريخ تضرب جذوره في عمق التاريخ المصري القديم.
 
في مصر القديمة
انتشرت العروس الحلوى، في مصر القديمة، مع أعياد الربيع وأعياد التتويج الملكي وخاصة للبهجة وباللآلهة المعتقد في منح مواطنيها الراحة والسرور، جنبا إلى جنب مع الفطائر والكحك، وكانت تُصنع من العسل النحل الصافي الممذوج بدقيق الذي كان غالبا مطحونًا من القمح، لعدم وجود دقيق الذرة وقتها، واستمرت ونُقلت إلى الهكسوس والليبيون والأحباش والفرس والإغريق.
 
عصر الفاطميين
ارتبطت أشكال العروس والحصان، بالمولد النبوي منذ عصر الفاطميين، وكانت تُصنع عسل البطاطا وعسل النحل الممذوج بالدقيق المنخول ، وكانت لها قوالب من الخشب يصب بها الممذوج حتي يتصلب أشكالها التي تتنوع، وكان يتم تلوينها من أوراق التوت، والتين والكركم، والرمان، والعرق سوس، وتزخرف بالإضافات من زهور اللوتس والبردي ، ثم مع تنوع الثمار الجديدة الزراعة في مصر دخلت مثل البرقوق والكرز وغيرة ، وكانت تمذج عصائرها مع العسل أو تلون بها.
 
تطور السكر والدقيق
تطورت صناعة "عروس المولد"، مع التطور الاجتماعي والاقتصادي والزراعي في مصر، وبعد معرفة المصريين لدقيق الذرة، استبدلوه بدلا من القمح والدقق المنخول في صناعتها، وكذلك استخدموا سكر القصب بدلا من عسل النحل، نظرًا لرخص ثمنه، إلا أنها حافظت على أشكالها التاريخية المعروفة.
 
تطور البلاستيك
حدث تطور جديد في هذه الصناعة، وهي عرائس البلاستيك والتي تصدر أصوات من بواطنها، ورغم قبولها ورواجها إلا أنها لم تقضي على "حلاوة المولد"، التي يتم اللعب بها ثم تؤكل.
 
البعد الديني
نظرًا لارتباط هذه الحلوى بعيد ديني مُختلف عليه، وهو المولد النبوي، حيث ترى المؤسسات الدينية الرسمية للدولة أن الاحتفال به جائز، بينما ترى التيارات الإسلامية المتطرفة أن ذلك "بدعة"، فأيضا حدث انقسام في الآراء التي تخص هذه الحلوى، وبينما تؤكد المؤسسات الرسمية جواز الاحتفال بهذه الحلوى، قال بعض الشيوخ إنه لا مانع من تناولها كحلوى فقط، ولكن بعيدا عن الاحتفال، والأفضل اجتناب الاحتفال بهذه المناسبة، و"يا تاكل قبل الموسم يا بعد الموسم".