الأقباط متحدون - هيا بنا نهدم مؤسسات الدولة
  • ٠٠:٠٧
  • الجمعة , ١٦ نوفمبر ٢٠١٨
English version

هيا بنا نهدم مؤسسات الدولة

مقالات مختارة | رامى جلال

١٩: ١٢ م +02:00 EET

الجمعة ١٦ نوفمبر ٢٠١٨

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

 رامى جلال
تماسك مؤسسات الدولة المصرية، مثل: الجيش والقضاء والإعلام والأزهر والكنيسة والفرق الرياضية الجماهيرية الكبرى، مثل الأهلى والزمالك، والشركات المصرية العملاقة ذات المهمات الممتدة خارج القُطر المصرى، مثل: المقاولون العرب، والمصرية للاتصالات، وغيرها هو السبيل الوحيد لبقاء الدولة نفسها.. أما محاولات الهدم والإضعاف والخلخلة فهى طرق هدم الدول دون حروب، مع ملاحظة أن ذكر السلبيات ومحاولة تقويمها هو شىء صحى ولا يدخل ضمن نطق هذه المحاولات الخبيثة.. والمعركة الوطنية الآن، لكل وطنى، هى الدفاع عن وجود مؤسسات الدولة وتقويمها، ومن ثم بقاء الدولة نفسها وتقويتها، أما بكائيات مواقع التواصل الاجتماعى وإشاعة جو الفوضى والإحباط ومحاولات إفقاد الناس لأى أمل، فهى أمور يجب مواجهتها ومجابهتها بشكل حازم وحاسم.

سيحاولون طوال الوقت مهاجمة الجيش المصرى وإضفاء صفات غير محببة عليه وإلصاق صور غير جيدة به، فاعرف أن الجيش المصرى هو الجيش الحقيقى الوحيد الناطق باللغة العربية والباقى فى هذه البؤرة التعيسة بجانب جيوش تتحدث بالعبرى، والفارسى، والتركى (يريدون هدم الجيش لنستعيض عنه بميليشيا مثل العديد من دول الجوار).

سيرددون لك مصطلح «إعلام العار»، فافهم أن العار هو فى ترديد هذا الكلام البائس، فالإعلام المصرى بشكل عام هو مؤسسة وطنية بها بالفعل مشاكل علينا معالجتها ونماذج سيئة من المهم التخلص منها، لكنه منظومة كاملة ومهمة وقابلة للتقويم (يريدون هدمه والإجهاز على مصداقيته لكى تخلو الساحة لقنواتهم الموجهة من الدول المعادية لمصر).

ستجد طوال الوقت من يهاجمون مؤسسة الأزهر بكل ضراوة وبغاية الشراسة، فلا تنجرف كثيراً مع هذا التيار الخبيث الذى يعانى من مشكلة مع الدين نفسه، وليس مع المؤسسة الدينية.. الأزهر مؤسسة لديها مشكلاتها وتحتاج إلى إصلاحات هيكلية حقيقية لكنها مُحملة بألف عام من التاريخ والعلم، ومن يسافر إلى خارج مصر، فى أى بقعة آسيوية أو أفريقية سيعرف معنى أهمية وقوة هذه المؤسسة الوطنية العظيمة (يريدون هدم الأزهر لكى تكون المرجعية الدينية لتيارات دينية يمينية متطرفة).

هناك أيضاً من يهاجم الكنيسة المصرية طوال الوقت، وفى كل حين وعند أى فرصة، بسبب وبدون سبب، بينما الكنيسة المصرية العظيمة عمرها ألفا عام، وهى الأقدم على الإطلاق على سطح الكوكب، وهى التى حفظت الإيمان الأرثوذكسى منذ عهد تلاميذ السيد المسيح وحتى هذه اللحظة، فمن غير المنطقى أن يطالب أحد بفوضى مسيحية خلّاقة ينتج عنها تدمير مؤسسة دينية مهمة وتشتت جيل كامل (يريدون هدمها ووضع كنائس صغيرة مكانها فى إطار هدم أى مرجعية تجمع المصريين).

يبدو أن البعض فى مصر يعانى من حالات طفولة سياسية مبكرة، وهى أنماط تصيب الشاب الذى لم يبلغ سياسياً بعد، وهو كأى طفل لا ينظر إلى الأمور إلا بنظرة كلية ولا يقدر على متاعب التفكير المركب.. ارحموا الدولة المصرية من العوم على عوم أعدائها.. بلادنا تعانى من مشكلات كثيرة لكنها تتعافى، فلا تتعافَ أنت عليها.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع