الأقباط متحدون - الغيرة من «the Vikings»
  • ٠٣:٤٩
  • الخميس , ١٥ نوفمبر ٢٠١٨
English version

الغيرة من «the Vikings»

مقالات مختارة | وائل السمرى

٤٢: ٠٣ م +02:00 EET

الخميس ١٥ نوفمبر ٢٠١٨

 «the Vikings»
«the Vikings»

 وائل السمرى

يحدث كثيراً أن أغرق فى سلسلة من الأعمال الروائية، فى مجموعة شعرية كاملة، فى حقبة تاريخية مهمة، أذكر أياما قرأت فيها التاريخ المملوكى مثلا وغرقت فى الدهشة والرهبة، أياما أخرى غصت فى تاريخ الأندلس، زمنا قرأت فيه الأعمال الشعرية الكاملة لصلاح عبدالصبور وأحمد عبدالمعطى حجازى وفؤاد حداد وعبدالرحمن الأبنودى وأبو الطيب المتنبى وأبوالعلاء المعرى أبونواس وأبوتمام، أياما أخرى التهمت فيها أعمال يوجين يونسكو وصامويل بكيت، أياما قرأت فيها كتابات إليوت ورامبو وبودلير وأشعارهم، ساعات من النشوة واللذة والمعرفة، ساعات استطاعت أن تشعرنى بأنى ما فاتنى من العمر دون معرفة هؤلاء والاستمتاع به كانت هباء منثورا، ساعات عشت عليها عقودا من الزمن، سدت الكثير من احتياجاتى المعرفة، وأمدتنى بمخزون وافر من المتعة الدائمة، لكننى لم أكن لأتخيل أبدا أن يحقق مسلسل مثل هذا الأثر، وأن أغرق فى «the Vikings» كل هذا الغرق المشمول بالمتعة والمعرفة.
 
هو مسلسل كندى آيرلندى أذاعته فى البداية قتاة «هيستورى» ثم عرضته شبكة «نت فيلكس» واسعة الانتشار، وحتى الآن فقد وقع فى أسره ملايين البشر، وأصبح أبطاله الذين لم يتمتعوا بتلك الشهرة المدوية أكثر شهرة من أبطال هيوليود العتاة، لماذا، لأنهم عملوا واجتهدوا وابتكروا وأسسوا مدارس فى التمثيل والأداء تخصهم وحدهم.
 
قصة المسلسل تتناول سيرة حياة عائلة «راجنر لوثبروك» ذلك الأسطورة الحية لشعوب الشمال الأوروبى المشهورين باسم «الفايكينج» هؤلاء القوم من المحاربين الأشداء الذين تربوا ليصارعوا الوحوش ويقتلوا الدببة والذئاب بأياديهم العارية، ولما تنبهوا إلى أن العالم يضم الكثير من البلدان غير بلدانهم الفقيرة الجليدية كونوا جيوشا لم تستطع أكبر الدول الوقوف أمامها.
 
«أودين» ضحى بعينيه من أجل المعرفة، وأنا على استعداد بأن أضحى بأكثر من هذا، هذا ما يقوله «راجنر» فى بداية المسلسل لابنه، وأودين هذا الذى يقصده، هو «إله» من آلهة «الفياكينج» الذى يقدسونه ويعتبرونه أول المعينين لهم والمحاربين فى صفهم، ومن تلك الكلمة تنطلق مسيرة هذا البطل الذى استطاع أن يغير من تاريخ بلاده وأن يقودهم نحو الحلم والمجد والشهرة، فأين نحن من مثل هذه المشاريع الضخمة؟ وأين نحن من تلك المتعة المصفاة؟ وأين نحن من تاريخنا المجهول؟
نقلا عن اليوم السابع
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع