الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. اندلاع مظاهرات كوبري عباس الأولي
  • ١٥:٠٠
  • الثلاثاء , ١٣ نوفمبر ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم.. اندلاع مظاهرات كوبري عباس الأولي

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢١: ٠٨ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٣ نوفمبر ٢٠١٨

الطالب محمد بلال
الطالب محمد بلال

فى مثل هذا اليوم 13 نوفمبر 1935م..
بعد يومين من إعلان الهدنة وانتهاء الحرب العالمية الاولى ، أبدى ثلاثة رجال وهم سعد زغلول وعلى شعراوى وعبد العزيز فهمى رغبتهم فى مقابلة المعتمد البريطانى السير ريجالند وينجت، عبر وساطة من حسين رشدي باشا، رئيس الوزراء، ووافق المعتمد البريطانى وقابل الرجال الثلاثة الذين رغبوا في التحدث عن مستقبل مصر، فقبل مقابلتهم والتقوه في مثل هذا اليوم 13 نوفمبر 1918.

وظل تاريخ هذه المقابلة المهمة عيدًا قوميًا يحتفل به وهوعيد الجهاد، ذلك أن هذا اليوم كان الشرارة الأولى لثورة ١٩١٩، فقد تلاحقت الأحداث حتى بلغت ذروتها، وكان المعتمد البريطاني قد قال لرئيس الحكومة آنذاك رشدي باشا: «كيف سوغ سعد زغلول وعلى شعراوي وعبد العزيز فهمي لأنفسهم أن يتحدثوا باسم الشعب المصري؟».

وقد أوحى هذا الاعتراض البريطاني بفكرة للرجال الثلاثة وسائر قيادات الوفد، وهي الحصول على توكيل شعبي باعتبارهم يتحدثون نيابة عن الشعب، فكانت عرائض جمع توقيعات الشعب رغم مصادرة السلطة لها، وكان يتعين على الإنجليز أن يستوعبوا هذه الإرادة الشعبية الجماعية لكنهم تحدوها وقمعوها وكأنما أراد الله برفضهم هذا أن تندلع أول شرارة للثورة.

وفي مثل هذا اليوم أيضًا 13 نوفمبر ولكن في 1935، وفي سياق الاحتفال بعيد الجهاد، وعلى إثر خطاب ألقاه السير صمويل هور، وزير الخارجية البريطاني، في قاعة «جولد هول» في لندن، تناول فيه الحديث عن الدستور المصري، وقال إن بريطانيا نصحت بألا يعاد دستور ١٩٢٣ ولا دستور ١٩٣٠، فالأول غير صالح للعمل والثاني لا ينطبق على رغبات الأمة، وما إن أدلى صمويل هور بهذا التصريح إلا وكان له وقع الصدمة في نفوس المصريين، فاندلعت المظاهرات في القاهرة وقابل البوليس هذه المظاهرات بإطلاق الرصاص على المتظاهرين، وكان أول الذين استشهدوا إسماعيل محمد الخالع، الذي كان عاملًا في سرادق الاحتفال.

وتجددت المظاهرات في الأيام التالية، وكانت أهم المظاهرات التي قام بها طلبة جامعة الملك فؤاد (القاهرة حاليًا) التي تدفقت من الجامعة وعبرت كوبري عباس وأطلق البوليس النارعليها، فسقط كل من محمد عبد المجيد مرسي، الطالب بكلية الزراعة، ومحمد عبد الحكم الجراحي، الطالب بكلية الآداب، وعلي طه عفيفي، الطالب بكلية دار العلوم.

كما استشهد في طنطا الطالب بالمعهد الديني عبد الحليم عبد المقصود، ويذكر أن المهندس إبراهيم شكري، الطالب بكلية الزراعة وقتها، وعضو حزب مصر الفتاة ومؤسس حزب العمل فيما بعد، كان من بين المتظاهرين، وسقط إلى جوار عبد الحكم الجراحي، وظنوه قد استشهد وحملوه مع الشهداء إلى المستشفى، وهناك اكتشفوا أنه مازال على قيد الحياة ليكتسب اللقب الذي لازمه طوال حياته وهو «الشهيد الحي»...

الطالب محمد بلال كان على رأس المظاهرات بصفته طالب بكلية الطب. اتجه مسرعًا إلى مستشفى القصر العيني لمتابعة المصابين، وعاد سريعًا ليعلن إصابة الطالب عبد الحكيم الجراحى وأنه في حالة خطيرة فتأججت ثورة الطلاب حزنًا على زميلهم، واجتمعت اللجنة التنفيذية العليا للطلبة وتضم مندوبين عن الكليات وقررت الاستمرار في المظاهرات، خاصة بعد وفاة الطالب على طه عفيفى. وطالبوا بخروج جثمانه وزميله عبد الحكيم الجراحى. في مظاهرة شعبية تليق بهما وتقدم الطالب محمد بلال بعريضة إلى وزير المعارف؛ قوبلت بالرفض. فزادت نيران الغضب بين الطلبة المتظاهرون وخرجوا في صباح اليوم التالى إلى أقرب الثكنات الإنجليزية بهدف الوصول إلى قصر عابدين، فألقى القبض على الطالب إبراهيم شكرى (وزير الزراعة وزعيم حزب العمل فيما بعد) ضمن مئات الطلبة المقبوض عليهم.

استطاع محمد بلال، ونور الدين طراف (وزير الصحة فيما بعد) من سرقة جثمان الطالب على طه عفيفى، وانضم إليهما الطالب عبد اللطيف جوهر، وتم إخفاء الجثة بمدرج المحاضرات. فاهتزت وزارة الداخلية لحادث سرقة الجثة وتم تفتيش منزل الطالب محمد بلال بمعرفة حسن باشا رفعت (وكيل الداخلية) والدكتور على باشا إبراهيم. حيث وجدوا ملابس بها آثار دماء ولكنهم لم يجدوا الجثة، ولم يجد التفتيش شيئًا. وأمام إلحاح الشرطة اشترط محمد بلال التصريح الرسمى بجنازة شعبية للشهيد عفيفى ولم يرشد عن مكان الجثة إلا بعد مكالمة من مصطفى باشا النحاس يؤكد فيها لمحمد بلال بموافقة وزير الداخلية على طلبه وبالفعل وتم تشييع الجنازة كما أراد...!!