الأقباط متحدون - خاشقجي الكنيسة القبطية1-2
  • ١٣:٥١
  • الاربعاء , ٣١ اكتوبر ٢٠١٨
English version

خاشقجي الكنيسة القبطية1-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

١٣: ١٢ م +02:00 EET

الاربعاء ٣١ اكتوبر ٢٠١٨

الكنيسة القبطية
الكنيسة القبطية
د. مينا ملاك عازر
الكتابة بعد هدوء العواصف لها مميزات كثيرة، أولا أنها تبقي على الحدث قائم رغم أن الكثيرين قد يكونوا قد بردوا من الداخل، وثورات الغضب أو ومضات الفرح قد خبت، وبالتالي وهنا تأتي أهمية الميزة الثانية، أن تستطيع التفكير بهدوء أكثر فأكثر، وتصل لعمق قد لا تستطيع الوصول له بسبب العواصف والأنواء وتلاطم الأمواج، لذا كنت أفكر في إيقاف سلسلة الحديث عن الجالس فوق عرش جوجل بيد أنني تراجعت، وقررت إرجاء هذه المقال لوقت تكون الأمور أهدأ أو هذا ما أتمناه لأتحدث معكم، ولكم عن خاشقجي الكنيسة القبطية.
 
قبل الحديث عن بطلنا، أحدثكم عن أمر يتعلق بالكنيسة القبطية وهو دير السلطان الذي تملكه الكنيسة القبطية وتمتلك الأسانيد والوثائق التي تثبت، وآثاره تشهد بهذا، بفنها القبطي العظيم، وتراثه العميق في القبطية، ناهيك عن أحداث ومذكرات كتب فيها أصحابها، ما يؤكد ملكية الدير للكنيسة غير أحكام القضاء الإسرائيلي الباترة الناجزة التي تقضي بأحقية الكنيسة في الدير، دير السلطان ليس أرض كنسية فقط تحتلها كنيسة أخرى وتدعمها في ذلك سلطة احتلال للأرض، لكن دير السلطان ذو أهمية دينية إذ هو يشهد على أهم خمس مراحل تقريباً في مراحل صلب السيد المسيح ممر لكنيسة القيامة يمر منه السياح القادمون والذاهبون، ممر لبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية أثناء ذهابه لكنيسة القيامة وأثناء العودة منها لمقر البطريرك بكنيسة الأنبا أنطونيوس التي تلاصق من الخلف لكنيسة القيامة، دير السلطان وهبه السلطان صلاح الدين الأيوبي بعد أن أدرك أن الأقباط وقع عليهم ظلم شديد منه ومن الفرنجة في آن واحد، وكانوا محرومين من دخول بيت المقدس أو أورشليم وقت التواجد الصليبي بها فقرر مراضاتهم ومنحه لهم.
 
قررت الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية أن تأوي الرهبان الأحباش الهاربين والذين بلا مأوى -إذ لم يستطيعوا ان يدفعوا ما عليهم من ضرائب- في هذا الدير جنبا لجنب مع رهبانها علماً بأن الرهبان الأقباط كانوا متواجدين وأن الكنيسة الحبشية تعتبر بنتاً للكنيسة القبطية، فقامت الكنيسة القبطية بدور الأم بإيواء من لا مأوى لهم وحتى لا تضيع ممتلكات الكنيسة الحبشية في القدس قرر أساقفة الأقباط أن يدفعوا عنهم الضرائب وقد كان.
 
الرهبان الأحباش استغلوا لحظة ما في تاريخ الإنسانية المعذبة بسبب الصراعات واغتصبوا الدير من الأقباط وأخذوا المفاتيح مرة وأعادها للأقباط الملك حسين بعد إثبات البابا كيرلس السادس أنه له الحق القبطي في الدير وفي المرة والثانية اهتبلت إسرائيل الفرصة لأنها كانت على خلاف مع مصر بل كانت في حرب، وكانت لها مصالح مع الأحباش وتركتهم يغتصبون الدير مغيرين المفاتيح للقلالي الخاصة بالرهبان الأقباط حتى لم يبقى سوى راهب واحد بقلاية واحدة في الدير. 
 
أتوقف هنا لنتفهم ما هي مصالح إسرائيل مع الأحباش؟ ولنتعرف على خاشقجي الكنيسة القبطية الأرثوذوكسية.
 
المختصر المفيد إذ أنت أكرمت اللئيم تمرد.