الأقباط متحدون - العميــد مجــدى بشـــارة قلينــى وملحمــة الجزيــرة الخضــراء
  • ٠٨:٠٩
  • الاثنين , ١٢ نوفمبر ٢٠١٨
English version

العميــد مجــدى بشـــارة قلينــى وملحمــة الجزيــرة الخضــراء

٥٤: ٠٧ م +02:00 EET

الاثنين ١٢ نوفمبر ٢٠١٨

العميد مجدى بشارة قلينى قائد ملحمة الجزيرة الخضراء
العميد مجدى بشارة قلينى قائد ملحمة الجزيرة الخضراء

بــقلـــــم - تمــــارا سعـــد فهيـــم
عملاق من عمالقة القوات المسلحة المصريه وبطل من اهم أبطالها. يشهد عليه مشوار حياته انه متفوق حتى على ذاته، تاريخه مشرف قائم على الإيجابيات، لذا كل ما تمتد اليه يديه ينجز بنجاح منقطع النظير. لم يخيب ظن احد فيه ، كان دائما عند حسن ظن الجميع ، قراراته جريئة ورصينة ومن ثم صائبة لذا لفت أنظار العالم له. شخصيتة لها ملامح مختلفة ، تشعر فى محضره وكأنك فى حضرة كيان مقدس من تراز فريد له كامل الهيبة وخالص الاحترام. عندما يتحدث يتحدث بعقلانية ونظام وهدوء، وفى تقديرى المتواضع يمتلك عبقرية ساحقة. تعالوا بنا نتأمل لنتعلم من حياة أسد من أسود القوات المسلحة المصرية العميد مجدى بشارة قلينى قائد ملحمة الجزيرة الخضراء يوليو 1969.

بإنتصاره فى معركة الجزيرة الخضراء، شهد له كل من الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس محمد انور السادات ، ومن ثم كرم وتوج منهما. وحفظت سجلات معركة الجزيرة الحضراء لدى القوات المسلحة المصريه، فى وثائقها العسكريه. المعركة أصدرت لها كتب بلغات مختلفة وتدرس فى روسيا. وحديثا قدم قائد كوماندوز إسرائيلى اعترافاته عن معركة الجزيرة الخضراء .

وللأهمية يجب ان نذكر تفاصيل أعترافاته :- بعد مرور عشرات السنين على ملحمة الجزيرة الخضراء، ومنذ ايام ليست بقليلة، تحدث قائد كوماندوز إسرائيلى اسمه "أمى ايلون" ، عن معركة الجزيرة فى احدى محطاتهم التليفزيونية ، وأعترف انها كانت معركة غير متكافأة ومريره جدا جدا كما وصفتها كلماته ، جرح فيها مرتين ، وحاول ان يظل على قيد الحياة ، و فقد كثير من زملائه ماتوا بين اياديهم ، ولم يتخيلوا ان يكون القتال فى المعركة بهذه القوة . تلك هى المعلومات التى صرح بها كوماندوز إسرائيلى . ولتكتمل الصوره يجب التوضيح بأن المعركة كانت بهذه القوة نظرا لقرارات قائدها العميد مجدى بشارة وهو يمثل صخرة راسخة شيدت عليها أعظم إنتصارات القوات المسلحة المصرية.

تقع الجزيرة الخضراء فى منتصف خليج السويس، وتبعد عن مدخل القناة بحوالى ثلاثة كيلومتر ، ومن ثم كان يمثل موقعها مصدر قلق للعدو فى ذلك الوقت، وعنها قاموا بمراقبة الجزيرة طمعا فى أحتلالها ولكن لحظهم السىء كان العميد مجدى بشارة قلينى، يتتبع تحركاتهم وهو يجلس فى موقعه داخل الجزيرة الخضراء، ليكشف عن مراقبتهم السرية للجزيرة فى اوقات مظلمة وليالى كاحله غير قمرية، ورغم ذلك كان العميد مجدى بشارة محلل جيد لإستكشافاتهم ، وبذكاءه المنقطع النظيراكتملت لديه الصورة بجميع أركنها ، ومن ثم امسك بيديه خيوط المعركة ، وسارع بإخبار القوات المسلحة المصرية بأنه يتوقع هجوم على الجزيرة ، وبدأت القوات فى الإستعداد وذلك للتصدى لأى هجوم على الجزيرة الخضراء. وعليه حدث ما توقعه العميد مجدى بشارة ، لتبدأ المعركة وينهزم العدو امام العقلية الجبارة لقائدها، وقرارته التى مهما كان ذكاء العدو فى ذلك الوقت لم تخطر على باله ولو للحظة، فكلما تعقدت الأمور وزادت المعركة شراسه كلما كان العميد مجدى بشاره اكثر تصدى، يرفض ان يسلم ولو شبر من الجزيرة، وإذ به يطلب بقوة وشجاعة وجراءة من القوات المسلحة المصرية ضرب الجزيرة الخضراء وهو بداخلها ومعه جنوده ، لكى ما يقضى على العدو الملتف حول الجزيره ، معلنا محاربتهم لأخر نفس واخر جندى، مفضلا الموت بشرف عن ان يحتل ولو شبر واحد من ارض الجزيرة الخضراء، بطل من أبطال القوات المسلحة المصريه ، عبقريته فى إدارة المعارك نقشت فى الوجدان ، والى اليوم معركته موضع حديث الكثير من البلدان .

ملحمة الجزيرة الخضراء سجل عنها وعن قائدها الكثير فى الكتب والمقالات واليكم بعض التصريحات :- " لو لم يكن العميد مجدى بشارة قلينى بطل ملحمة الجزيرة الخضراء ومعه جنوده المشاركين فيها لازالوا على قيد الحياة ، لأعتقد من يقرأ تفصيل المعركة انها مجرد اسطورة ، وشطح من شطحات الخيال". وتحدث الجنود عن قائدهم قائلين :- " كنا كالآلات العتيقة بين يديه ، واستخدمنا كأسلحته البسيطه، التى حارب بها بكل صبر، وكأننا فى غرفة عمليات قائدها العميد مجدى بشاره ، وفى معاركه تمتعنا معه بالدقة ، وتعلمنا من كل تفصيلة معنى الأمانة، كان دائما يقر على مسامعنا قائلا:- انا لم اقاتل بمفردى وإنما برفقة أبطال شجعان ". كل من يدرس ملحمة الجزيرة الحضراء يتأثر بملامح شخصية قائدها .

و لنلقى نظره بسيطة على حياته الخاصة ، نجد ان تفوقه مبدأ لا يتجزأ ، نراه بوضوح فى اسرته الصغير له ابن وابنة، مشرفين متفوقين يحالفهم النجاح فى كل خطوات حياتهم ، وعلى المستوى الإنسانى يضرب بهم المثل فى الأصالة والأخلاق العاليه. وعليه نكتشف ان وراء كل رجل عظيم امرأة فاضلة:- السيدة قرينته نجاة هانم ، التى تذوقت ايضا مرارة معركة الجزيرة الخضراء ، وذلك عندما تلقت خبرمغلوط لاستشهاد زوجها ، لتعانى ثقل الأحزان وتأخذ فى ذهول العزاء ، وفى اعماقها الكثير من علامات الإستفهام ، وما بين بضعة أيام تتغير الأحوال من الظلام لإشراقة وجه العميد مجدى بشارة على قيد الحياة وهو فى منزله يجلس بين اسرته .

العميد مجدى بشارة قلينى فى كل مرة احلل شخصيته، اكتشف بأننى امام عملة نادرة ، تجمع بين مهارات مختلفة ومتفردة . قد يكون فى صمته حكمة، وفى صموده إيمان ، ولكن يوم ان تترجم قراراته لأفعال نجد مواقفه تنقل الجبال . ليتأرجح بين البطولات ، ويسجل فى القوات المسلحة المصريه ملحمة من أعظم الإنتصارات ، ليشار عليه ويقال عنه:- أنه رجل صاحب عقلية متفردة فى إدارة الأزمات ، له حكمة ممنهجة ومدروسة ، علاوة على هذا حريص على إنسانيته، قلبه متسامح محب للغير. بإختصار نقدر ان نقول ، ان شخصية العميد مجدى بشاره خضراء كما الجزيرة الخضراء . وحينما يتحدث عن زملائه فى المعركة، نجد عيناه تتغرغر بالدموع !! ، اسد المعارك ، الرقيب على ذاته كما عقارب الساعة

الى اليوم وبعد مرور عشرات الأعوام على ملحمة الجزيرة الخضراء ، لم يقدر ان يسيطر على دموعه كلما تذكر جنوده ! .

ودائما يردد عبارته الشهيرة قائلا :- "انا جندى فى الجيش المصرى لا استحق تكريما على واجبى" . ولكن سيادة العميد تواضعك يزيدك استحقاقا ، وانت خير الرجال ، الذى حفر وبأصابعه اسمه على الجزيرة الخضراء ، ليصبح العميد مجدى بشارة قلينى قدوة لأجيال وأجيال ، ويشيد بك العدو و الحبيب. ليتعلم ابناء المستقبل ان أسود القوات المسلحة المصريه ، محاربين حتى النخاع ، حرصين على سلامة شعبهم و ارضهم حتى لو كان الثمن دمائهم .

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع