الأقباط متحدون - إيران و«نظرية الصداع»
  • ١٨:٤٤
  • السبت , ١٠ نوفمبر ٢٠١٨
English version

إيران و«نظرية الصداع»

مقالات مختارة | بقلم : عماد الدين أديب

٥٥: ١٠ م +02:00 EET

السبت ١٠ نوفمبر ٢٠١٨

عماد الدين أديب
عماد الدين أديب

 لماذا تحارب دول التحالف العربى تلك الحرب المكلفة فى اليمن؟

 
سؤال مباشر يحتاج إلى إجابة صريحة ومباشرة يمكن أن توضح لبعض القطاعات من الرأى العام الذين قد تنقصهم المعلومات أو خلفيات التاريخ أو -للأسف- تنقصهم شجاعة مواجهة الأخطار واختيار «الحل الأسهل» وهو اللامبالاة!
 
بدأت الحرب من دول التحالف «كرد فعل» على استيلاء ميليشيا الحوثيين المذهبية المدعومة من إيران على الشرعية فى اليمن بهدف إقامة إمارة شيعية تابعة لطهران تجعل من حدود اليمن مع جيرانها خط انقضاض أول على الرياض وأبوظبى ليعيد مشروع نشر نظام ولاية الفقيه فى المنطقة.
 
إذن التحالف العربى حارب كرد فعل وليس بهدف العدوان أو السيطرة وبهدف حماية الأرض، والحدود، والشعب والثروات من حرب الوكلاء الإيرانيين ضد قوى الاعتدال العربى.
 
إذن نحن أمام حرب طرفها الأول: نظام عنصرى قبلى مذهبى عميل يدعو للتطرف والهيمنة، فى مقابل تحالف عربى معتدل يسعى للاستقلال والتنمية والرفاهية داخل حدود الدولة الوطنية، إذن المعادلة على النحو التالى:
 
أ- تطرف مذهبى مقابل تسامح دينى.
 
ب- مشروع احتلال وانقضاض على الحدود المستقرة للدول، مقابل مشروع يحترم حدود وسيادة الدول.
 
جـ- مشروع خلافة الولى الفقيه، مقابل مشروع علاقات الدول القائمة على احترام كل طرف لاختيارات ومعتقدات واجتهادات الآخر، ما دامت ملتزمة بالقوانين والمواثيق الدولية.
 
د- مشروع لتفجير المنطقة بإثارة نعرات طائفية ومذهبية وقبلية وعنصرية، مقابل من يسعى للنقاش والتعاون والتنمية وفق مبادئ الحفاظ على مصالح الدولة الوطنية وعدم التدخل فى شئون الغير.
 
والآن يبدو أن إيران مصابة بحالة من الثأر السياسى، لذلك هى تثأر من واشنطن التى فرضت عقوبات صارمة عليها منذ الرابع من هذا الشهر، لتحويل حياة الناس فى اليمن والعراق ولبنان إلى جحيم، والتصعيد العسكرى فى اليمن، وعرقلة الحكومة فى لبنان، وإثارة المعارك السياسية داخل الحكومة فى العراق.
 
إيران تريد أن ترسل رسالة واضحة للأمريكان؛ إذا كنتم قادرين على معاقبتنا مباشرة، فنحن لن نعاقبكم مباشرة ولكن بطريق غير مباشر عبر أصدقائكم فى المنطقة.
 
إيران تريد أن تخلق حالة من «الصداع الاستراتيجى» القائم على تصعيد الصراع فى ملفات المنطقة الحساسة.
 
والآن تدور «أم المعارك» فى مدينة الحديدة الاستراتيجية التى تمثل آخر الموانئ التى تستطيع إيران من خلالها إرسال شحنات السلاح والخبراء إلى الحوثيين.
 
ويسعى الحوثيون للاستمرار فى الاحتفاظ بهذه المدينة بهدف عرقلة وصول المساعدات الإنسانية للسكان، واستخدام سكانها كورقة ضغط على الجنوب اليمنى.
 
نقول لمن لا يفهم مخاطر سقوط اليمن -لا قدر الله- فى يد قوى صاحبة مشروع غير عربى، إن ثروة نفط العرب وتجارته وقبل ذلك كله سيادته الوطنية، ستكون تحت حذاء مشروع عنصرى تدميرى.
نقلا عن الوطن
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع