الأقباط متحدون - أكبر من مسيحى ومسلم!
  • ١٩:٠٠
  • الجمعة , ٢ نوفمبر ٢٠١٨
English version

أكبر من مسيحى ومسلم!

مقالات مختارة | هاني لبيب

٠٢: ٠١ م +02:00 EET

الجمعة ٢ نوفمبر ٢٠١٨

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

هاني لبيب
مَن يتتبع الهوية المصرية.. يجد أنها تمثل تراكماً تاريخياً ممتداً فى الزمان.. يمثل طبقات من الثقافات التى تداخلت وتفاعلت مع بعضها البعض.. مما يعنى ضرورة وأهمية إدراك ثراء هذا التراكم التاريخى من جهة، والانتباه من جهة أخرى لكى تتراجع بعض قيمنا الأصلية لصالح قيم ثقافات أخرى، كما حدث للفكر الإسلامى الوسطى فى مصر لصالح أفكار وثقافات تم تصديرها من الأطراف إلى المركز فى القاهرة.

لا يمكن أن نتجاهل هويتنا المصرية بجميع أبعادها وأعمدتها حسب كتابات د. ميلاد حنا بداية من الفرعونى واليونانى والرومانى، مروراً بالقبطى والإسلامى، وصولاً إلى العربى والأفريقى والمتوسطى. كما لا يمكن أن تتجاهل الهوية الغربية هويتنا التى أثرتها بالكثير والكثير فى يوم من الأيام، وأيضاً لا يمكن أن نتجاهل دور المسيحيين العرب فى تدعيم وترسيخ الهوية العربية.

النموذج المصرى يمثل واقعاً شاملاً استوعب الجميع، فصار هذا الكيان المتفرد يشمل التاريخ والجغرافيا والعرق الواحد والحضارة ثم اللغة المشتركة، فقد استوعبت العقيدة المسيحية على مدى عشرين قرناً- منذ دخولها مصر- الكيان المصرى، وحين جاء الإسلام.. حمل الذين اعتنقوه تراثهم معهم وصاغوه بما يلائم الدين الجديد، ولعل خير ما يعبر عن ذلك النصوص المسيحية والإسلامية المصرية التى تعبر عن الانتماء إلى أرض مصر والاعتزاز بها، وهذا كله يكاد يكون مجهولاً لدى الجيل المصرى المعاصر.

التعددية المصرية فى إطار الوحدة الثقافية «اللغوية» والاجتماعية «الحوار» والاقتصادية «التعاون» والسياسية «المشاركة» هى التى أسهمت بالدور الأساسى فى صياغة مفهوم الجماعة الوطنية المصرية ودفع مسار التطور، وهى التى تضمن تطبيق منظومة الحقوق المدنية والسياسية لكل مصرى بصفته مواطناً، وفى ظل هذا المصير الواحد.. تندمج المكونات من المساحة المشتركة للدين «المسيحى والإسلامى» فى قيم موحدة تدعم المشاركة واحترام حقوق الإنسان وتضمن حقوقه، ومن ثَمَّ يصبح الاحترام المتبادل فريضة.. تغيب فى فترات النكوص والانكسار فى العلاقات.

من هنا، تأتى أهمية النسخة الثانية من منتدى شباب العالم بشرم الشيخ.. والذى يكرس جلساته لاستعادة مصر مركزاً للتواصل بين مجتمعات عدة.. خاصة أن الحوار حول الهوية يتجاوز الحدود المصرية إلى مختلف ثقافات العالم.. من خلال اختبار عملى لتفاعل دول وثقافات مختلفة فى حوار الشباب.. المستقبل.

نقطة ومن أول السطر..
مع نهاية عام 2010 كان المشهد الثقافى والفكرى العام فى مصر يوحى بأنه قد تم الاستقرار على بعض القيم والمبادئ الإنسانية المرتبطة بالهوية المصرية على غرار: قبول الاختلاف والتسامح والحوار وتمكين المرأة والمساواة بينها وبين الرجل.. ولكن حقيقة الأمر أنه بعد مرور ما يقرب من 8 سنوات على أحداث 25 يناير.. فإننا نعود لنبدأ من جديد.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع