الأقباط متحدون - للمرة التاسعة أكتب عن 1979 (78)
  • ٠١:٤٣
  • السبت , ٢٠ اكتوبر ٢٠١٨
English version

للمرة التاسعة أكتب عن 1979 (78)

مقالات مختارة | مراد وهبة

١٧: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ٢٠ اكتوبر ٢٠١٨

مراد وهبة
مراد وهبة

ما المبرر لهذا الذى أكتبه عنواناً لهذا المقال؟

الجواب: لأنه عام الأصوليات الدينية فى القرن العشرين بل هو أيضاً كذلك فى القرن الحادى والعشرين مع إضافة «الإرهاب» باعتباره أعلى مراحل هذه الأصوليات من حيث إنه محصلة التكفير والقتل وبذلك تكون لدينا ثلاثية مكونة منهما فى سياق الأصولية.

وكانت بداية الوعى بذلك العام فى ذلك العام ذاته عندما عقدت مؤتمراً دولياً فلسفياً تحت عنوان «الإسلام والحضارة» بموافقة الإمام الأكبر المتنور الدكتور عبدالرحمن بيصار، شيخ الأزهر الشريف. وكان عنوان بحثى «مفارقة ابن رشد» وهى تعنى أن ابن رشد حى فى الغرب ميت فى الشرق. ففى العالم الغربى نشأت الرشدية اللاتينية التى كان لها الفضل فى إخراج هذا العالم من العصور الوسطى إلى العصور الحديثة مروراً بالعلمانية والإصلاح الدينى فى القرن السادس عشر والتنوير فى القرن الثامن عشر. أما فى العالم الإسلامى فقد دُفن ابن رشد فى نهاية القرن الثانى عشر ومعه دُفن إعمال العقل فى النص الدينى أو بالأدق، دُفن «التأويل» على حد تعبير ابن رشد، فى حين أنه فى رأى الفقيه ابن تيمية، الذى وُلد فى القرن الثالث عشر، رجس من عمل الشيطان. وفى سياق هذا الرأى نشأت الوهابية فى شبه الجزيرة العربية فى القرن الثامن عشر، ثم نشأ الإخوان المسلمون فى القرن العشرين. وفى القرن الحادى والعشرين تمكن الإخوان المسلمون من التغلغل فى شعوب ودول كوكب الأرض، ومن ثم شاع الإرهاب كوكبياً.

والسؤال بعد ذلك:

ما العمل لاجتثاث جذور ذلك الإرهاب؟

سؤال أثاره الضحايا ومنهم رؤساء دول وكان الجواب:


المواجهة العسكرية والفكرية، وقد كان إلا أن المواجهة حتى الآن لم تكن إلا عسكرية وهو الأمر الذى لا يسمح إلا بإضعاف الإرهاب دون اجتثاثه لأن الاجتثاث هو من شأن جهاز العقل وليس من شأن أى جهاز آخر. ويبدو أنه قد آن الأوان لإيقاظ ذلك الجهاز الذى يغط فى «سُبات دوجماطيقى»، وذلك بفضل بيان أصدره الرئيس ترامب تعبيراً عن استراتيجية جديدة فى مواجهة الإرهاب أيديولوجيا. وقد أعلن هذا البيان مستشار الأمن القومى جون بولتون فى 4/ 10/ 2018 ومفاده أن الجماعات الإسلامية الإرهابية المتطرفة تمثل أكبر تهديد لأمريكا فى الداخل ولمصالحها فى الخارج، وأن إيران هى الممول الرئيسى بل هو البنك المركزى للإرهاب منذ عام 1979. ومن هنا تكون الحرب على الإرهاب حرباً أيديولوجية. وفى 6/ 10/ 2018 نشرت صحيفة الشرق الأوسط حديثاً لسمو الأمير محمد بن سلمان جاء فيه أنه يلزم إعادة النظر فى القوانين التى وضعتها المملكة فى عام 1979 لنرى ما هو إسلامى منها وما ليس بإسلامى.

والمغزى- سواء فى إعلان الرئيس الأمريكى أو حديث سمو الأمير السعودى- أنه ليس فى الإمكان اجتثاث جذور الإرهاب من غير وعى بما حدث فى عام 1979 وقد أثرت هذه المسألة فى مقالاتى الثمانى السابقة على هذا المقال منذ عام 2013.

والسؤال إذن:

ماذا حدث فى عام 1979؟

تدعيم الأصوليات الدينية فى أفغانستان وإيران والجزائر ومصر وأمريكا.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع