الأقباط متحدون - هل بحثت يوماً عن أبيك البيولوجي؟
  • ١٤:٠٦
  • الجمعة , ١٩ اكتوبر ٢٠١٨
English version

هل بحثت يوماً عن أبيك البيولوجي؟

مقالات مختارة | نادية خلوف

٠٥: ٠٩ م +02:00 EET

الجمعة ١٩ اكتوبر ٢٠١٨

تعبيرية - عالم السياسة
تعبيرية - عالم السياسة
عندما ندخل إلى عمق السياسة علينا أن نكفّ عن الركض من أجل الوصول، فعالم السياسة، والمال هو متاهة لنا لن نصل فيها إلا إلى الإحباط. قد يكون السياسيون ورجال الأعمال أحياناً ينتسبون إلى نسب واحد ، فملكة بريطانيا مثلاً من أقارب القياصرة، هناك دائرة لا يمكننا اختراقها، ولكننا نتميّز دائماً بأننا لانبحث عن الحقيقة، مع أنّه لا حقيقة مطلقة. أورد مثالاً على ذلك، وقبل انتخاب جوستن ترودو رئيساً لوزراء كندا كان هناك شائعات تقول أن فيديل كاسترو هو أبوه البيولوجي، لكن صحيفة 
 
كلوبل نيوزتقول أنّ القصة التي تدعي أن فيدل كاسترو هو والده غير صحيح. ونفت الحكومة الكندية ذلك ، ولم تدّعي كوبا ذلك مطلقاً ، ولم يزر آباء ترودو كوبا قط إلا بعد مرور عدة سنوات على ولادة جوستين ترودو.
 
لكن للحقيقة دائماً وجهان، والوجه الآخر هو أن فيدلتو ابن كاسترو الذي انتحر . ترك رسالة مفادها أن جوستن ترودو هو أخوه غير الشّقيق. 
 
كانت النظرية القائلة بأن كاسترو هو والد ترودو والتي تم مشاركتها على نطاق واسع على وسائل التواصل الاجتماعي بعد وفاة كاسترو في عام 2016 تسببت في إثارة ضجة بسبب تصريحات ترودو التي أثنى فيها على الزعيم الكوبي الراحل.
 
كتب أولوف بيري في عام 2016 مقالاً عن الرئيس الكندي جوستن ترودو في صحيفة ذا ميرور الأمريكية معلقاً على بيان ترودو: 
 
أعرب ترودو عن "أسفه العميق" بعد أن علم "بموت رئيس كوبا" ، بحسب ما أوردته سي إن إن حيث قال:
 
أن فيدل كاسترو أكبر من زعيم الحياة خدم شعبه لمدة نصف قرن تقريبا. قام السيد كاسترو ، وهو ثوري أسطوري قام بتحسينات في التعليم والرعاية الصحية في بلده.
 
وتابع قائلاً: في حين أن شخصية مثيرة للجدل ، فإن مؤيدي السيد كاسترو ومنتقديه أدركوا تفانيه وحبهم الهائل للشعب الكوبي الذي كان لديه عاطفة عميقة تجاه شعبه. 
 
هل هناك شيء أكثر من كونه يساري كندي ينعي وفاة دكتاتور كوبا الكوبي؟
 
أما صحيفة فريدم أوت بوست فقد قالت: 
 
يبدو من المحتمل جداً أن يكون جاستين ترودو ، ابن كاسترو ، عندما يتم فحص السمات المادية مثل الوجه والطول والقوام. جستن هي نسخة كربونية من كاسترو في كل جانب تقريبا. لمقارنة الاثنين في ملامح الوجه ، جنبًا إلى جنب ، يبدو جستين مثل فيديل كاسترو في كل شيء. الحاجبين ، والأنف ، والفم ، وهيكل العظام متطابقة. لون الشعر هو نفسه أيضا.
 
خلال 1970 وتضيف الصحيفة أنّه كان لدى مارغريت الكثير الوقت للسفر إلى كوبا مع كاسترو. في تلك الأيام ، أمضت مارغريت معظم وقتها في حالة سكر، وربما كانت في حالة سيئة لدرجة أنها لم تتذكر حتى الليلة التي أمضاها كاسترو مععها . مارغريت ترودو كانت على علاقة غرامية مع تيد كينيدي عام
 
أيضاً. 1974
 
لا أكتب كي أقول أن ترودو هو ابن حرام. هو ابن حلال مئة في المئة تجاه قضيتنا، ولا يهم أن يكون أبوه كاسترو أو ترودو. ما أهتمّ له هو نسبة الغباء السّياسيّة التي نعالج بها الأمور ، فقد سمعت القصة على السي نن منذ ترشح ترودو وعزوتها إلى نظرية المؤامرة ضد شاب ديموقراطي وسيم. لكن الصحف الغربية، والصحافيين ليسوا أنا. لقد أوردوا صوراً لترودو في حضن كاسترو ، ووالدته إلى جانبه يبدون كأنهم عائلة. لقد أوردوا صور كاسترو حليق الذقن قرب ترودو. هل لهذا قيمة؟ بالطبع لا؟ فوالد ترودو نفسه كان رئيس وزراء كندا، وزار كاسترو مع زوجته وبقيا في ضيافته عشرة شهور، وها هو رئيس وزراء جديد يرث رئيس وزراء قديم. 
 
قلّبت الصحف، وقرأت التواريخ من عام 2016 حتى عام 2018 ثم ذهبت فوراً إلى المرآة لألتقط سمات وجهي الأخيرة عندما جعلت السياسة من وجهي خارطة تنطق بالحزن. لماذا؟ 
 
سألت نفسي : ماذا لو كنت ابنة شارل ديغول؟ أجابتني المرآة . لا زلت غبيّة، فوالدتك لا تنتمي لتلك المنظومة. هي تنتمي لمنظومة الشرف والحرائر التي تخنق المرأة. سألت: هل أنا من مؤيدي أن تنجب المرأة السياسية أبناء من أصول مختلفة؟ وأجبت. لا. لكن ليس عليّ اتهام شخص بأمّه مادام ينصفني. هو إنسان حر، والمرأة الحرّة تنتمي إلى الحريّة، وليس إلى الحرائر . تلك الصفة التي لصقتها قناة الجزيرة بالنساء السوريات اللواتي ثرن ضد الأسد، وخصّت المسلمات منهن. وأعدت السؤال: متى نكون نساء أحراراً، ولسنا حرائر بغض النظر عن الجمع في اللغة العربية؟
 
لم أجب، لكنّني أخفيت رأسي تحت الوساد واختبأت.

 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع