الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. الباشا محمد على يسافر الى السودان بعد 17 من ضمه لمصر ويبحث عن مناجم الذهب ويلغى تجارة الرقيق
  • ١٠:٣٢
  • الاثنين , ١٥ اكتوبر ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم.. الباشا محمد على يسافر الى السودان بعد 17 من ضمه لمصر ويبحث عن مناجم الذهب ويلغى تجارة الرقيق

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢١: ١٠ ص +02:00 EET

الاثنين ١٥ اكتوبر ٢٠١٨

محمد باشا
محمد باشا
فى مثل هذا اليوم 15 اكتوبر 1838م..
سامح جميل
فى عام 1819 م قرر الباشا ان يتوجه جنوبا وحسب كتاب "عصر محمد على "العبد الرحمن الرافعى الصادر عن دار المعارف ..فان المؤرخين اختلفوا فى اسباب تصميم الباشا على تنفيذ هذه الخطوة ..فمنهم من اعادها الى رغبته فى اكتشاف مناجم الذهب والماس التى تناقل الناس انها موجوده فى اصقاع السودان وخاصة سنار..وهناك من قال ان الباشا رغب فى تجنيد السودانيين فى جيش مصر النظامى لما اشتهر به الجنود السودانيين من الصبر والطاعة للرؤساء..
 
وهناك من قال ان الباشا يريد القضاء على البقية الباقية من المماليك الذين فروا الى دنقلة بعد مذبحة القلعة..وصمم ان يلاحقهم هناك حتى ينتهى من هذا الصداع الذى رأى انه يعرقل خططه الطموحة ..
 
هى جملة اسباب ربما يكون كلها صحيحا غير ان هناك سببا اهم ..
 
وهو "النيـــــــــــــــــــــــل....ومنابعـــــــــــــــــــــــــــــــــــه",...
 
ويكتمل فهم اهميته فى حال وضعه فى سياق فهم الرؤية الاهم ل.. محمد على فى بناء دولته التى يقوم امنها على خارج الحدود وينقل الرافعى عن "سدنى بيل"..احد النبلاء الانجليز فى كتابه"ضبط النيل والسودان الحديث"..ان "الاطمئنان على سلامة النيل كان احد اغراض محمد على باشا فى فتح السودان"..اما فى الجزء الاول من كتاب "السودان بين يدى غردون وكتشنر"..الصادر من دار الكتب والوثائق القاهرة تاليف ابراهيم فوزى باشا..فنقرأ الامر على النحو التالى:
 
"قضى ساكن الجنان محمد على باشا محىى الديار المصرية ليلتين من فتح السودان بل تخلص من ورطتين كبيرتين ..فقد علمت من شيخ ذى منصب معاصر لمحمد على باشا ان دولة اوروبية كبرى كانت تسعى لمعارضته باحتلال منابع النيل ..فاهتم بذلك الخبر اكبر اهتمام واستشار كثير من المهندسين الاوروبيين الذى جاء بهم الى القطر ..فاقروا بالاجماع ان وقوع منابع النيل تحت براثن هذه الدولة مما لاتحمد عقباه ..حيث تصير حياة مصر فى يدها فصمم على انفاذ الحملة الى السودان..
 
فما هى الدولة التى كانت تعتزم احتلال منابع النيل ..فقرر الباشا "ان يتغذى بها قبل ان تتعشى هى به"..
 
ويفصح فوزى عن اسم هذه الدولة مؤكدا انها "انجلترا"..وطبقا لذلك فان مسالة فتح السودان واخضاعها للحكم المصرى وكانت بمثابة مقاومة النفوذ الاجنبى على مصر عبر التمكن من دول منابع النيل ولهذا يرى البعض ومنهم الرافعى "ان فتح السودان هو خير حروب مصر فى عهد محمد على"..
 
تحركت حملة الجيش المصرى الى السودان فى 18 يوليو 1820..وتحرك قائدها "اسماعيل بن محمد على "بعده بيومين وهناك تفاصيل عديدة فى الحشد والتنظيم والاستعداد للقتال وبعد انتصار وراء انتصار تمكن الحكم المصرى من السودان عام 1821 ..وجعل محمد على حاكما للسودان يسمى "حكمدار السودان "..يجمع فى يديه السلطة العسكرية والمدنية ويرجع فى ادارته الى ديوان وزارة الداخليةفى مصر..
 
وبالرغم من تمكن الجيش المصرى من السودان تم فى عام 1821م ..وبعد عام من الحروب فان محمد على لم يقم بزيارة الاقليم الجديد الا بعد 17 عاما وبالتحديد فى مثل هذا اليوم 15 اكتوبر1938..
 
فان محمد على سافر ليرى بنفسه شئون الادارة الصرية فيها ..وللبحث عن مناجم الذهب ..وفى يوم 23 نوفمبر وصل الخرطوم واقام فيها 22 يوما قابل فيها كبار الاعيان ثم انتقل الى سنار وقصد جبال "فازوغلى "..للبحث عن معدن الذهب وصحبه طائفة من المهندسين والباحثين ولكنهم لم يصلوا الى نتيجة يرضاها الباشا ..وفى الرحلة قرر الغاء تجارة الرقيق بعد ان بلغت ذروتها ..واصبح لها محتكرين..!!