الأقباط متحدون - ماذا يقول أصحاب الدارين؟
  • ١٤:٠٩
  • الخميس , ١١ اكتوبر ٢٠١٨
English version

ماذا يقول أصحاب الدارين؟

مقالات مختارة | عادل نعمان

٢٥: ٠٧ ص +02:00 EET

الخميس ١١ اكتوبر ٢٠١٨

عادل نعمان
عادل نعمان

قلنا فى المقال السابق: حين أعلن مشايخ الإسلام السياسى أن الإسلام قد انتشر بحد السيف والقرآن معا، وجدت هذه الدعوى صدى فى أوساط الفقراء والمطحونين، ليس إعلاء لراية الدين، بل خلاصا وانتقاما من المجتمع المتسلط الظالم، وانقسم المجتمع إلى دار حرب من المطحونين، يدعون إلى الجهاد والقتال ويستندون إلى آيات السيف، ودار السلام من الأغنياء ويدعون إلى السلم ويستندون إلى آيات المصالحة والموادعة، وكل يحمل نصوصه وتراثه وأسانيده.

وليس أدل على حالنا من هذه الرواية المنقولة بتصرف، فقد خرج أحد الصحابة، قاصدا الانضمام إلى صفوف على بن أبى طالب فى حربه ضد معاوية بن أبى سفيان، ولم تكن النصيحة إلا لتلبية النداء لفريضة الجهاد، وليلحق بأيهما، وإلا مات ميتة الجاهلية الأولى، يقول الصحابى: وقفت بين صفين متقاتلين، هذا يحمل كتاب الله وذاك يحمل كتاب الله، هذا يتلو من الكتاب، وذاك يتلو من الكتاب، هذا يكبر وذاك يكبر، هذا يصلى وذاك يصلى، هذا يدعو بالنصر وذاك يدعو بالنصر، فعرفت الحق والتزمت واعتزلتهما. هذا حال أهل الدارين من يوم الفتنة الكبرى وحتى يرث الله الأرض ومن عليها، حالنا بين متناقضين، بين الحرب والسلام، والصفح والعفو والقتال، ومهما قلنا إن السلام والصفح والعفو والمحبة أساس الدين، وغيره استثناء، قالوا: الناسخ استمرار، والمنسوخ محذوف. وإذا استدل أصحاب العفو والصفح من آيات الله (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتى هى أحسن) والآية (فاصفح عنهم وقل سلام) وبالآية (نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار) وبالآية (فإذا رأيت الذين يخوضون فى آياتنا فأعرض عنهم) والآية (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين) قال أصحاب دار الحرب،

آيات السيف نسخت كل آيات الموادعة: (فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم فخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد) وأكدوا بالآية (فاضربوا فوق الأعناق واضربوا منهم كل بنان). ولما يتمسك أصحاب السلام بالآية (واصبر على ما يقولون واهجرهم هجرا جميلا) يردون عليهم (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله) ولما يستند أهل الصفح بالآية (فأعرض عنهم وعظهم وقل لهم فى أنفسهم قولا بليغا) وبالآية (لكم دينكم ولى دين) وبالآية (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) يرد أصحاب السيف (فإذا لقيتم الذين كفروا فضرب الرقاب حتى إذا أثخنتموهم فشدوا الوثاق) ويؤكدون بالآية (ياأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة واعلموا أن الله مع المتقين) وإذا قال أصحاب الصفح والعفو (فأعرض عنهم وانتظر إنهم منتظرون) قالوا يقول ربنا (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين). وإذا صرخ أصحاب العفو وقالوا (لا إكراه فى الدين قد تبين الرشد من الغى) قال أصحاب السيف (قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر، ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين أوتوا الكتاب، حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون) ولما قال أهل السلام سنة الكون الاختلاف (ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولايزالون مختلفين) والآية (ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا) قال أصحاب الدار (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه) قلنا يا قوم إن عيسى وموسى وإبراهيم وكل الأنبياء مسلمون بنص القرآن. لا مجيب.. قلنا نعتزلكم، ولله الأمر من قبل ومن بعد، ضاقت النفوس والعقول، وأغلقت القلوب، وحادت عن منهج الدين الحق، إلى يوم يعلمه الله.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع