الأقباط متحدون - الشباب والتنمية المستدامة
  • ٠٤:٤٤
  • الاثنين , ٨ اكتوبر ٢٠١٨
English version

الشباب والتنمية المستدامة

د. رؤوف هندي

مساحة رأي

١٩: ١٢ م +02:00 EET

الاثنين ٨ اكتوبر ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
بقلم الدكتور رؤوف هندي
من أجل تحقـيق تـنمية مستـدامة مـنشودة وفاعلة لأي مجتمع يلزمنا عدة أسس ورؤى وقواعد يجب ان تـكون متوفرة لدينا ولكن دعونا اولا نعرف مامعنى مصطلح التنمية المستدامة وهومصطلح إقتصادي إجتماعي يعني التطويرالدائم ذو النتائج الظاهرة للعيان يلزمه خطة استراتيجية رئيسية ينبثق منها خطط فرعية لخدمة الهدف الإستراتيجي الرئيسي الذي يجب ان يكون واضحا وقد شكّل الإنسان باعتباره أعظم الأرقام في معادلة الوجود محور تعـريفات وفـلسفة التنمية الـمستـدامة لأي مـجتمع أومـؤسسة حيث أن الـمجتمعات الـمحلية هي المسرح الرئيسي للتنمية المستدامة وبدون تطويـر وتثقـيف وبناء إنسان
 
المجتمعات المحلية فلن يكون هناك جدوي لهذا المصطلح فالتنمية المستدامة تعني وتتضمن وتشمل تنمية بشرية قائمةعلى تحسين مستوى الرعاية الإقتصادية والثقافية والفكرية والإنسانية والتعليمية وبدون دور فاعل ومؤثر للشباب لن تتحق النتائج المرجوة فـهم عِـماد وأساس أي مجـتمع وهم سـر قوته ومبعث
نهضته وهم العـضلات الرئيسية التي تحمل جسد المجتمع لتحقـيق التقدم المنشود لذلك لابدان يكون لهم دورإيجابي وفاعل في كل الرؤى الإستراتيجية المتعلقة بالتنمية المستدامة ويجب أن تكون لكل مؤسسة برنامج خاص لاإعداد الشباب وتثـقـيفهـم على غرارمثلا البرنامج الرئاسي لإعداد القادة من الشباب والذي حقق نتائج مبهرة وخلقَ هذا البرنامج كوادر شبابية جديدة برؤى وآمال جديدة ومن ثم  فعلي كل مؤسـسة مجتمعية إقتصادية كانت أم ثقافية أم روحية ان يكون من أوليات عملها إعـداد برنامج خاص شامل للشباب هدفه الإستراتيجي خلق كوادر جديدة للقيادة وإعداداهم على جميع المستويات وإذا غفل مسئولو الدولة
 
والمجتمعات والمؤسسات عن دورالشباب فلن يكون بإمكانهم تحقيق أي تقدم وتنمية مجتمعية فاستخراج الطاقات الكامنة في الشباب واحـتضانهم
والـتحاورمعهم بلغـتهـم ولغـة العـولمة وآلـياته وادواته هـي الخـطوة الاولى والفاعلة لتحقيق تنمية مستدامة لأي مجتمع أومؤسسة وأيا كان مسماها فالعالم الآن يـمربمرحلة مصيرية وتحدق به الاخطارالتي باتت تهدد وجوده بل وتهدد كيان الـحضارة الإنسانية فنحن في مرحلة حرجه من عُمر هذا الكوكب الأرضيّ المغلوب على امره لذا فعلي مسئولي الدول وقـادة العالم والمؤسسات بجميع أنـماطهـا الإقتصادية والسياسية والروحية أن نستوعب متطلبات التغييرفي الرؤى والأهداف ومواجهة التحديات القائمة امامها وعلى رأسها وجود أزمة ثـقة في وساط الشباب تجاه حكوماتهم ومؤسساتهم لذا فالوضع خطير ويحتاج إلى مصارحة النفس بصدق وشفافـية  ويحتاج إلى مبادرات جديدة بأساليب جديدة وأفكار جديدة فالتفكيرنوعان: متطورويستوعب لغة العصرالجديد ومـفرداته ولديه هدف استراتيجي محدد وواضح يسعي لتحقيقه بل ويقبل التحديات في مواجهة العقبات القائمة ويـرى ويؤمن بان المحاولات البناءة وسيلة للإتقان واكتساب المهارات بل ويفسح المجال لها للإبداع والابتكار ويتقبْل النقد والملاحظات ويتعلم من كل فشل ويعترف به لكي يستخلص الـنتائج ويتخذها نقطة
 
انطلاق ويـرى نجاح الآخرين ومبادراتهم مُلهما لنجاحه وليس للـتنكيل بهم أو تقليل عزيمتهم وإحباطهم وهذا النوع من التفكيرعماده الرئيسي الشباب
الجاهزالمُعَد من كافة الوجوه فهو القادر على تحقيق أعـظم الإنجازات فـلكل زمن رجاله ومفرداته ورؤاه واما النوع الآخرمن التفكير فهو الـتفكيرالعـقيم المحدود ليس له هدف استراتيجي يعـمل عليه والاخطرأن غرورهذا النوع من الـتفكير يجعل شخوصه يتوهمون بـأنهم يعملون على خيرمايرام وهذا الـنوع من التفكيرعائق رئيسي أمام الشباب والتنمية المستدامة للمجتمعات والمؤسسات والاخطرأن نمط هذا النوع من الـتفكير يرفـض النقد والملاحظات والأخطر والأخـطرأنه يشعـر بالقلق من نجاح الآخرين ودائم تهبيط عزائمهم والتشكيك فيهم ويجد لنفسه دائما تبريرا لكل فشل وغالبا مايعلق فشله على الآخرين وهذا النمط من التفكير ليس بمقدوره ابدا استيعاب قدرات وطاقات الشباب فالثابت لايلتقي مع المتغـيّر فكيف يجتمع الضدان !؟ إفـسحوا المجال لطاقات الشباب لكي تـنـطلق وتحـلّق وتـبدع نحو الأرقى والأفضل فهم قادرون على تحقيق التنمية المجتمعية المستدامة إذاأُعطيتْ لهم الفرصة وقبلها إعداداهم وتهيئتهم للـقيام بدورهم المنشود إن إطلاق الطاقات والإبداعات للشباب ودعمها من خلال ورش عمل متكاملة وشـاملة ومستمرة والتي تأخذ بعدا استراتيجيا بإمكانه تعزيز
 
دور الشباب وجلب الثقة مع مؤسسات الدولة بكافة انواعها كما أن وضع برامج خاصة وعملية يتم فيها إشراك الـشباب في عـملية الحوار وصنع القرار ودفعهم بذاتهم نحو وضع النقاط على أهم مشكلات المجتمع ومن ثم إيجاد الحلول لهي أعـظم الطرق لـتنمية الـبناء الـفكري للشباب وهو مايطلق عليه ورش وبرامج "نموذج المحاكاة وقد حققت نتائج مبهرة شهدت بها منظمات المجتمع المدني العالمية والثقافية في منتدى الشباب العالمي بشرم الشيخ والتي شارك فيها شـباب من شـتى دول العالم في أعظم صـورة لترسيخ مفهوم التعـدد والـتنوع والمشتركات الإنسانية التي تجمعنا.وفي الاخير فلايمكن لنا ان نـتحدث عن تنمية مستدامة لأي مؤسسة أودولة دون فاعـلية الشباب فهم قادرون ليس على تغييرمجتمعاتهم وحسب بل وتغـيير العالم نحوالأفضل في حال أُتيحت لهم الفرص وتوافـرت لهم الإمكانات فجيل اليوم من الشباب بإمكانه  تحقـيق إنجازات رائعة ولكن على المؤسسات والدول الإيـمان بدوره التاريخي على مر العصور