الأقباط متحدون - مصر بلد الثورات
  • ٠٢:٣٦
  • السبت , ٦ اكتوبر ٢٠١٨
English version

مصر بلد الثورات

مقالات مختارة | وسيم السيسي

٣٢: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ٦ اكتوبر ٢٠١٨

وسيم السيسي
وسيم السيسي

حين طمع الفقراء فى الأغنياء، والرمل فى الطمى، والصحراء فى النهر، والرعاة فى الزراع، والبداوة فى الحضارة، والندرة فى الوفرة، والقراصنة فى أصحاب الدار، كانت الغزوات:

آشورية، فارسية، يونانية، رومانية، عربية، طولونية، فاطمية، أيوبية، مملوكية، عثمانية، فرنسية، بريطانية!

يقول فلاندرز بترى: مصر لم تكن مقبرة للغزاة بالمعنى السياسى فحسب، بل والمعنى الجنسى أيضاً، فكل هذه الغزوات كانت تذوب فى جسم مصر الكبير، ولم يكن الاحتلال تغييراً فى مصرية مصر، بقدر ما كان تغييراً فى الحكام فقط، ذلك لأن تفوق مصر فى الحضارة أعطاها خاصية التفوق والاستعلاء. جعلوا حياة الفرس جحيماً لا يطاق، أفنوا لهم جيشاً فى الصحراء الغربية، حتى إن مازاكيس آخر القادة الفرس خرج من مصر مدحوراً، واستقبلت مصر الإسكندر كابن من أبنائها، وكحاج قادم إلى الأراضى المقدسة، ولما أساء البطالمة سلوكهم، كانت الثورة العارمة ٨٢ ق. م التى دُمرت فيها طيبة تدميراً، لم ترتعد روما فى حياتها إلا ثلاث مرات ١- قرطاج - هانيبال. ٢- موقعة أكتيوم مع كليوباترا السابعة 31 ق. م، ٣- الثورة العارمة ١٧٥م فى عصر ماركوس أوريليوس، قضت مصر على فرق رومانية بأكملها، لولا النجدة التى جاءتها من سوريا.

وكانت آخر الثورات.. ثورة البشموريين التى قضى عليها المأمون، تقول دكتورة نعمات أحمد فؤاد: لن يغفر التاريخ للمأمون ما صنعه بمصر! كانت مصر ٢٤ مليوناً عند الغزو العربى «المقريزى مجلد واحد صفحة ٧٦» فأصبحنا فى تعداد الحملة الفرنسية ٢/٢ اثنين مليون واثنين من عشرة!!

قامت الثورة بقيادة عرابى ضد الخائن الخديو توفيق والإنجليز، مات عرابى ١٩١١، قامت الثورة ١٩١٩ بقيادة سعد باشا زغلول، وفى قمة انتصار إنجلترا فى الحرب العالمية الأولى كان هذا الشعب العظيم وكأنه العنقاء «فينوكس» الذى لا يموت، يهتف ضد الإنجليز: أيها القراصنة أخرجوا من بلادنا! الاستقلال التام أو الموت الزؤام! ونجت يا ونجت بلادنا خربت! يا حفيظ.. يا حفيظ.. كبة تاخد الإنجليز. توحد الشعب فأصبح عصراً ذهبياً، جاء الإنجليز بـ«فرق تسد» كما فعلوا بالهند، حاولوا.. فشلوا، قال القراصنة: أقباط مصر أعداء لنا ولابد أن نبادلهم عداء بعداء، «لورد كرومر» طرد كل الأقباط من وظائفهم، واستبدلهم بمسيحيين سوريين! وزرع شجرة مرة ١٩٢٨، انتقلت إليهم وأصبحت تهددهم، وهكذا: من أعمالكم سُلط عليكم.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع