الأقباط متحدون - رسالة إليه!
  • ٠٠:١٨
  • السبت , ٦ اكتوبر ٢٠١٨
English version

رسالة إليه!

مقالات مختارة | مفيد فوزي

٢١: ١١ ص +02:00 EET

السبت ٦ اكتوبر ٢٠١٨

مفيد فوزي
مفيد فوزي

إذا أراد أحد من خبراء المهنة أن يلخصنى فأنا - بلغة المعادلات - (٢ص) أى صريح وصادم! وعادة ما تكون الصراحة صادمة. وقد تعلمت من كبار سبقونى فى المهنة أن «الصياغة» فى فن الكتابة هى الكتابة ذاتها، ومن هنا تتميز أساليب وتتضاءل أساليب!

إنى باختصار ألجأ إلى «أناقة» فى الخربشة المشروعة ولا تجرح. وكتابة بدون خربشة هى اللغو ذاته، والأساليب لا تقاس بمحسناتها البديعية من جناس واستعارات وتشبيهات، إنما بالمحتوى الذى يعطى الحروف والكلمات معنى.

أسوق هذه المقدمة لأتحدث عن شىء شاع خطأ ولا يمت للحقيقة بصلة، ولكنى وسط جمع قليل ومحدود من الناس أحباء الأستاذ هيكل فى مناسبة توزيع جوائز مؤسسة هيكل، قابلتنى زميلة أحترمها فى مؤسسة عريقة، وقالت وهى تبتسم: طيَّرت الراجل بمقالك؟!! وقد صدمنى الرأى، وقلت أمام بعض من زملاء المهنة أعطوا كلامى إصغاء، لأنه من ثوابت تفكيرى وقناعاتى، قلت:

١- إن النظام أقوى من أى مقال ومن أى برنامج تليفزيونى ومن أى رسم كاريكاتورى مؤثر، هذه حقيقة ساطعة.

٢- إن النقاط التى تعرضت لها فى مقالى «رسالة إلى رئيس التحرير» هى التى تتردد على ألسنة الناس، وإخفاؤها أو تلوينها بألوان الطيف ليس فى صالح البلد، بل إن حجب أى ملاحظات يضر بالنظام لأنها تصنع بؤراً للتفكير السلبى، تبدأ صغيرة ثم تكبر وتصبح تياراً مُعادياً.

٣- حتى الاختلاف فى الرأى مع السيد رئيس الدولة مباح باسم المواطنة، إنها ليست جرأة حين أعارض الرئيس فى وجهة نظر، بل هى «أمانة»، وافتقاد أمانة الرأى أو العرض يخلق طابور المداحين والكورس، وهذا ما يرفضه عبدالفتاح السيسى الذى أعطيناه ثقتنا يوم طلبنا، بل رجوناه أن يخلصنا من الأشرار وكان مبادراً، حياته فى كفة ومصر فى كفة، رجل له هذه المواصفات يقف مع أى رأى شجاع لا يبتغى صاحبه من ورائه شيئاً، والسيسى الذى يتعامل بالديمقراطية فى الأسلوب العسكرى للمناقشات هو السيسى الذى يعطى أذنه لمناقشات الشباب الذى لم تطله بعد أمراض النخب.

٤- ما إن تسلم رئيس التحرير السابق لـ«المصرى اليوم» الأستاذ الكاتب حمدى رزق، الذى أحترمه وأقدّر حرفيته ومهنيته وتربطنا علاقة عميقة، ما إن تسلم المقال حتى اتصل بى وقال بصيغة المحترف: المقال ده للنشر فوراً، وأعترف أنى أرسلته ليظهر فى موعدى الأسبوعى وهو السبت، ولكنه طلب منى مقالاً آخر لعدد السبت، وأجرى تعديلاً فى العنوان وجعله «من مفيد فوزى إلى حمدى رزق»، والعنوان الرئيسى التقطه بحرفية: هل أنت رقيب علينا؟ ولابد من الإشادة بشجاعة رئيس تحرير - لا أقول غامر بالنشر - إنما أقول وجدها فرصة للرأى الآخر، حافظ على كل كلمة ولم يحذف حرفاً، بل أبرز المقال وجعله افتتاحية العدد، ولا أظن أنه «فخ»، فلست أحمل فى قلبى لحمدى رزق إلا الحب والاحترام وكل الود.

٥- إن الذين قالوا «طيّرت الراجل بمقالك»، سواء كانوا جادين أو هازلين ربطوا بين «انصراف» حمدى رزق المفاجئ والمقال، خصوصاً أنه ترك موقعه بإرادته بعد أيام من ظهور المقال واللغط الذى أحدثه، وما أسهل التفسير السريع والتأويل الأسرع، إن حمدى رزق لم يغادر مكتبه بسبب مقال.

٦- إن أسباب مغادرة حمدى رزق مكتبه كرئيس تحرير «المصرى اليوم» فى المدة بين ١٠ إبريل ٢٠١٨ و٩ سبتمبر ٢٠١٨، تعود لأسباب إدارية بحتة.

٧- أشهد أن حمدى رزق بدأ العمل باجتماع مهم لأسرة «المصرى اليوم» وكانت جلسة استماع مطولة، سمع فيها آراء التطوير والصعود بالجريدة، وفى التطبيق اختلفنا معه مهنياً، ولكنه ليس اختلاف القطيعة.

٨- لقد حاول حمدى رزق - فى تجربته - أن يضيف عنصر الصورة، ربما لخلفية رئاسته لمجلة المصور السياسية، وحين كنت أناقشه باعتبارنا «دفعة واحدة» كرؤساء تحرير، كان يستجيب دون التشبث بالرأى، ثم إن صراع الآراء داخل صحيفة مرموقة فى عين قارئها، فى مصلحة الجورنال، إذ كان العظيم هيكل يرى أن أكبر عيوب جريدة هو الجمود، وهذا يتطلب مهنية وحرفية وموهبة.

٩- لم يكن هدفى من هذه السطور الدفاع عن نفسى بأنه لا علاقة ألبتة بين مقال - ربما كان صادماً - وبين انصراف حمدى رزق من «المصرى اليوم»، فقد حرك حمدى رزق ماء البحيرة، والأمل كل الأمل أن تظل «المصرى اليوم» «قلعة الرأى» فى وقت ضمور حجم الأخبار، ولن تكون الصحف كلها نسخة واحدة فى المحتوى فيهملها الناس، والتطبيل «عملة رديئة»، والإشادة برشد «مركب أمان» لمصر، المهم ألا يكتب القارئ لأى صحيفة عمرها الافتراضى!.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع