الأقباط متحدون - مهرجان الجونة شكرا.. ولكن!
  • ١٦:٠٠
  • الثلاثاء , ٢ اكتوبر ٢٠١٨
English version

مهرجان الجونة شكرا.. ولكن!

مقالات مختارة | صلاح الغزالي حرب

١٢: ٠٧ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢ اكتوبر ٢٠١٨

صلاح الغزالي حرب
صلاح الغزالي حرب

كل التقدير والشكر والامتنان للمهندس سميح ساويريس ومعاونيه على هذا الإنجاز الذى يصل إلى حد الإعجاز وهو إنشاء منتجع الجونة الذى أصبح علامة مميزة ومشرفة للسياحة المتكاملة على المستوى الدولى وشكر آخر على تبنيه فكرة عقد مهرجان سنوى للسينما أصبح فى عامه الثانى قبلة كبار العاملين فى هذا المجال فى العالم كله.

نعود إلى كلمة ولكن، فقد شاهدت حفل الافتتاح هذا العام كما شاهده الملايين عبر شاشات التليفزيون وقد ساءنى بشدة بعض المظاهر والتعليقات التى أتمنى أن نأخذها فى الاعتبار فى الأعوام المقبلة.

أولا: لاحظت ما يشبه المنافسة الحادة بين الكثير من الفنانات فى ارتداء كل ما هو غريب ومثير من الملابس التى يكشف بعضها أكثر مما يغطى كما كان بعضها يفتقر الحد الأدنى من الذوق والتناسب مع العمر والحجم، ولست أدرى إن كان هذا شرطا لحضور المهرجانات الفنية أم أنه التقليد الأعمى لما يحدث فى بعض البلاد الغربية.

ثانيا: عندما استمعت إلى الكثير منهن يتحدثن، فقد تركز الحديث على اسم مصمم الأزياء والكوافير ومحل المجوهرات التى تزين الملابس وسط إعجاب وتهليل مصطنع من مذيعة القناة، وما عدا ذلك فلم أصادف معلومة جديدة أو إضافة مهمة تفيد المشاهد.

ثالثا: تحدث الجميع بلغة مختلطة تغلب عليها الكلمات الإنجليزية مع بعض الكلمات العربية لسد الفراغات مع العلم بأن جنسيتهم عربية ويتحدثون إلى مشاهدين عرب عبر قناة عربية!!

خلاصة ما خرجت به من هذه المشاهدة أن بعض فنانينا يبدو أنهم لا يعيشون الواقع الذى يعيشه الملايين من المصريين فى هذه الفترة الصعبة كما أن بعضهم يحاول قدر جهده أن يتبرأ من لغته الأصلية تشبها بلغة قوم آخرين، ظنا منهم أنهم بذلك أصبحوا أكثر تحضرا، وقد وصلتنى ردود أفعال كثيرة على هذه المظاهر المؤسفة والمستفزة فى الوقت الذى تحاول فيه الدولة رأب الصدع الذى بدأ يتزايد بين الطبقات، وكذلك زاد الاستفسار عما إذا كان هذا البعض يدفع ضرائبه للدولة التى صنعت منه أو منها نجما فى عالم الفن.

معلوماتى المتواضعة أن قيمة مثل هذا المهرجان تنبع من عدد وقيمة الأفلام المعروضة وعدد المبدعين فى هذا المجال دوليا الذين يتبادلون الخبرات مع نظرائهم من المصريين من أجل النهوض بالسينما المصرية التى امتلأت فى السنوات الأخيرة بأنماط غريبة من العنف والإجرام والمخدرات والجنس، مما جعلها للأسف أحد أسباب التفسخ الاجتماعى والجرائم غير المعتادة.

ندائى الأخير إلى النقابات الفنية: مصر أعطتكم الكثير وهى تنتظر منكم رد الجميل.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع