الأقباط متحدون - قالوا أنبياء وأيضا شحاتون.. كيف اختلف المصريون على الحكام من عبدالناصر إلى الآن؟
  • ١٥:٣٦
  • الجمعة , ٢٨ سبتمبر ٢٠١٨
English version

قالوا أنبياء وأيضا "شحاتون".. كيف اختلف المصريون على الحكام من عبدالناصر إلى الآن؟

١٤: ١١ م +02:00 EET

الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٨

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر

 وصفوا عبدالناصر بأنه أخر الأنبياء.. والسيسي بأعظم الرؤساء

المعارضين وصفوا "ناصر" بالديكتاتور.. والسيسي بأنه فرط في الأرض

كتب - نعيم يوسف
 
حتى الآن لا يوجد رئيس مصري اتفق عليه المصريون جميعا، منذ عصر الرئيس جمال عبدالناصر، وحتى الآن، ولكن المشكلة تكمن في التفخيم الشديد، أو الهجوم الشديد عليهم.
 
جمال عبدالناصر
بالنسبة لجمال عبدالناصر، فهو يعتبر من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل حتى الآن، وعلى سبيل المثال وصفته مجلة "التايم"، وقالت إنه "على الرغم من أخطائه وأوجه القصور لديه، أضفى ناصر شعوراً بالقيمة الشخصية والكرامة الوطنية، التي كان المصريون والعرب لا يعرفونها منذ 400 سنة".
 
وصل البعض من فرط حبهم في عبدالناصر إلى وصفه بأنه "آخر الأنبياء"، وبعد وفاته نشر الشاعر العراقي الكبير نزار قباني، قصيدة رثاء تحمل عنوان "قتلناك يا آخر الأنبياء".

وتؤيد هذه النظرة الكاتبة فريدة الشوباشي، التي تقول: إن المبادئ التي أرساها (عيش حرية، عدالة اجتماعية)، هي المبادئ التي انطلقت منها ثورة ينار، مؤكدة أن "عبدالناصر أخر الأنبياء"، ولا يوجد شاعر محترم في الأمة العربية لا يساند عبدالناصر.

أما معارضوه، فيرون أنه "ديكتاتور"، أحبط التقدم الديمقراطي، وتسبب في سجن آلاف من المعارضين، وقاد الإدارة القمعية المسؤولة عن العديد من انتهاكات حقوق الإنسان، وقد قمع الصحافة وجعلها بوقا لسياساته.
 
ويذهب الرئيس الراحل محمد نجيب في خصومته مع "عبدالناصر"، إلى اتهامه بالتواطؤ مع الإنجليز في اتفاقية الجلاء، وأنه وأعطاهم امتيازات عسكرية واقتصادية مقابل الحصول على دعم بريطاني وأمريكي في صراعه ضد نجيب.
 
ويعتبر الكاتب توفيق الحكيم، من النماذج الخاصة في العلاقة مع الرؤساء، وبالرغم من مكانته التي حظي بها في العهد الناصري، إلا أنه أصدر كتابا فيما بعد أسماه بـ"عودة الوعي"، هاجم خلاله التجربة الناصرية، ووصفها بأن الشعب فيها كان مغيبا، وفاقدا للوعي، وقال فيه: "سحرونا ببريق آمال كنا نتطلع إليها من زمن بعيد، وأسكرونا بخمرة مكاسب وأمجاد، فسكرنا حتى غاب عنا الوعي". 
 
السادات
أما بالنسبة للرئيس محمد أنور السادات، فهناك من يراه "بطلا للحرب والسلام"، وهناك من يراه قد تسبب في ضياع مصر لأنه تركها لجماعة الإخوان، وأطلق العنان للتيارات الإسلامية.
 
الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، يعتبر أهم من أشادوا به، وقال: "الله يرحمه.. الله العظيم ما حد عرف قيمته إلا دلوقتي، السادات جازف وراح إسرائيل.. وراحلهم في عقر دارهم.. مش مستسلم.. تذكروا الخطاب اللي قالوا في الكنيست الإسرائيلي.. أشادو بيه العرب كلهم.. قالهم حقنا أهو.. ومفيش غير دهوه".

أما الكاتب والمفكر طارق حجي، فيكتب في مقال منشور له على الانترنت يحمل عنوان "جريمة أنور السادات فى حق مصر"، قائلا: وفى إستراحة رئيس الجمهورية فى القناطر الخيرية (شمال القاهرة) وضعت خطة إستعانة السادات بالإخوان فى كسر شوكة اليسار المصري فيما صوره إعلام السادات كمعركة بين "مصر اليسارية الكافرة" و "مصر المسلمة" التى صار رجل ذو أهواء إسلامية رئيسا لها وأصبح يمعن فى إبراز الطابع المسلم لمصر كدولة مسلمة يرأسها رئيس مسلم أحاط نفسه برجال يستهويهم هذا التغيير الجذرى فى روح ثقافة مصر".
 
مبارك
وبالنسبة لعصر الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، فإنه مازال يلقي بظلاله حتى الآن، وبالرغم من توفيره الإستقرار وأسباب للنمو الإقتصادي، إلا أن حكمه كان قمعيا، فحالة الطوارئ التي لم تُرفع تقريبا منذ 1967 كممت المعارضة السياسية وأصبحت أجهزة الأمن تُعرف بوحشيتها وانتشر الفساد.
 
مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية، وصفت مبارك في عام 2010، بأنه من بين "أسوأ السيئين"، وقالت إنه "حاكم مطلق مستبد يعاني داء العظمة وشغله الشاغل الوحيد أن يستمر في منصبه، ومبارك يشك حتى في ظله وهو يحكم البلاد منذ 30 عاما بقانون الطوارئ لإخماد أي نشاط للمعارضة وكان يجهز ابنه جمال لخلافته"
 
وقد كشف اللواء شفيق البنا، أحد العاملين بسكرتارية مبارك، أنه كان "يتسول" من الحكام العرب، حيث كانوا يتواصلون مع سكرتارية الحاكم العربي، ليطلب منه هدايا، لافتا إلى أنه بعد سقوط مبارك، وصفه معمر القذافي بأنه "الرئيس الشحات".
 
 
أما أسامة القوصي، الداعية الإسلامي، فيرى أن مبارك على فساده، حذائه أفضل من المنظمات الإرهابية، لأن لا ينتمي إلا إلى الوطن،موضحا أن الرئيس السادات أخطأ خطأ عمره عندما أعطاهم الفرصة للعمل، وقد سار تلميذه مبارك على هذا الأمر، 

السيسي
أما في العصر الحالي فإن الرئيس عبدالفتاح السيسي، هناك من يعتبره أفضل وأعظم من حكم مصر، بينما يعتبره أخرون بأنه أسوأهم.
 
ويرى ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات حاليا، في تصريحات سابقة، أن الرئيس عبدالفتاح السيسي، يسير على خطى محمد علي باشا، حيث يسعى للتغيير الجغرافي لمصر، والتوسع في البنية التحتية، ولا يسير على طريقة جمال عبدالناصر.

كما يرى الكاتب والمفكر طارق حجي، أن السيسي، قام بعمل مجيد في عام 2013، وأنقذ مصر من مصير أسود، ويحمينا مع المؤسسة العسكرية من العنف الداخلي والخارجي.

وتؤكد الكاتبة نوال السعداوي، أن السيسي هو أفضل "مليون مرة" من مبارك والسادات، ورفضت بشدة في لقاء لها مع قناة "بي بي سي عربية"، أن تهاجمه، وأحرجت المذيعة بقولها: "أنتوا عندكم أجندة"، لافتة إلى أنهم يحاولون الضغط عليها لكي تقول كلامًا بعينه.
  
  
 
أما المعارضون، فيرون أن السيسي فرط في أرض مصر، عندما تنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، وتسليمهما للسعودية.