الأقباط متحدون - اثيوبيا بين التنوع العرقي والديني والمذهبي والانقسام والحروب الاهلية
  • ٠١:٠٦
  • الجمعة , ٢٨ سبتمبر ٢٠١٨
English version

اثيوبيا بين التنوع العرقي والديني والمذهبي والانقسام والحروب الاهلية

٣٧: ٠٤ م +02:00 EET

الجمعة ٢٨ سبتمبر ٢٠١٨

ارشيفية
ارشيفية
وجه النائب العام الإثيوبي، اليوم الجمعة، اتهامات بالإرهاب لـخمسة أشخاص كان قد ألقي القبض عليهم، بعدما فشلت محاولتهم في اغتيال رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد علي، خلال تجمع ضخم أقيم في العاصمة الإثيوبية "أديس أبابا" في يونيو الماضي.
 
يعد آبي أحمد علي هو رئيس الوزراء في جمهورية إثيوبيا عين في 27 مارس2018، وهو أول رئيس وزراء من عرقية أورومو، وأول رئيس وزراء من أصل مسلم يرأس حكومة في إثيوبيا. والده مسلم من عرقية أورومو، وأمه مسيحية من عرقية أمهرة، ومتزوج من زوجة مسيحية أمهرية وله ثلاث بنات.
 
«أبي أحمد»، المولود بمدينة «جيما» بإقليم الأورومو عام 1976، انضم إلى «الجبهة الديمقراطية لشعب الأورمو» عام 1990، وهي إحدى جبهات الكفاح المسلح ضد نظام «منجيستو العسكري» عام 1991.
 
والتحق رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد، بالجيش الإثيوبي عام 1991، ليعمل تحديداً بالمخابرات الإثيوبية ليصل بها إلى رتبة عقيد، فيما ترك عمله العسكري عام 2010.
 
وعمل «أبي أحمد» بعدة أقسام مختلفة في وزارة الدفاع الإثيوبية، كما تولى منصب مدير عام مركز المهارة للعلوم التكتنولوجيا الفيدرالية، ثم نائب مدير وكالة أمن المعلومات الإثيوبية، حتى تم اختياره ليتولى منصب وزير العلوم والتكنولوجيا، كما تم تعيينه رئيس مكتب تنمية الإسكان والتنمية الحضرية في مجلس الحكومة الإقليمية الأورومية.
 
وحصل «أبي أحمد، على بكالوريوس الهندسة، قسم»الحاسب الألى«، من جامعة أديس أبابا عام 2001، ثم حصل على درجتي الماجيستير ثم الدكتوراة في مجال إدارة الأعمال، من معهد دراسات»علم السلام والأمن«بجامعة أديس أبابا أيضاً.
 
وبدأ «أبي أحمد» عمله السياسي عضوا بالجبهة الديمقراطية لشعب الأورمو، ثم عضواً في اللجنة التنفيذية للحزب الحاكم الإثيوبي، ثم عضواً بالبرلمان الإثيوبي، ومؤخراً انتخبته مؤخراً اللجنة المركزية لـ«الجبهة الديمقراطية لشعب أورومو»، أحد أحزاب الائتلاف الحاكم في إثيوبيا، نائب رئيس إقليم أوروميا، رئيساً للمنظمة.
 
قومية الأورمو: تعد كبرى القوميات الإثيوبية تنتشر في جنوب غرب البلاد، تشكل 40% من سكان إثيوبيا البالغ حوالي مئة مليون نسمة، ويعتنق ما يزيد على 70% من شعب “أورومو” الدين الإسلامي، و20% منهم المسيحية، وما تبقي ديانات وضعية..
 
تتكون منطقة “أوروميا” من عشرة أقاليم من أشهرها إقليم “شوا” الذي تقع في قلبه عاصمة البلاد أديس أبابا، وإقليم “هرر” الذي كان مملكة إسلامية طوال قرون عدة. وتتمتع منطقة أوروميا بحكم شبه ذاتي، وتتبع الكونفدرالية الإثيوبية المكونة من تسعة أقاليم.
 
ويعتبر شعب الأورومو من أقدم الشعوب القاطنة منطقة القرن الأفريقي، وترجع أصولهم إلى القبائل الحاميَّة الكوشية الأفريقية القاطنة بمنطقة القرن الأفريقي في إثيوبيا وشمال كينيا، وأجزاء من الصومال. ويتحدث شعب الأورومو اللغة الأورومية التي يسميها أبناؤها بـ”أفانأورومو”.
 
و سبق ابي  احمد في رئاسة الوزراء  المسلم رئيس وزراء بروتستانتي وهو،هايلي مريام ديسالين سياسي أثيوبي شغل منصب وزير الخارجية ونائب رئيس الوزراء منذ 1 سبتمبر 2010، وبعد وفاة رئيس الوزراء ملس زيناوي في 21 أغسطس 2012 صار رئيس وزراء أثيوبيا بالإنابة. وهو أول رئيس حكومة في أثيوبيا من طائفة البروتستانت، وأول حاكم لا ينتمي إلى أمهرة ولا إلى تيغراي
 
هايلي مريم بانتمائه إلى أقلية صغيرة جدا وهي ولايتا في جنوب إثيوبيا التي استقرت في منطقة أطلق عليها اسم «الأمم» وهي واحدة من تسع هويات إقليمية قادها في الجنوب طيلة خمس سنوات. وهذه المنطقة تختلف تماما عن منطقة تيغري في الشمال التي يتحدر منها ميليسزيناوي ورفاقه في جبهة تحرير تيغري النافذة التي ما زالت حتى اليوم تشكل العمود الفقري لتحالف الجبهة الثورية الديمقراطية للشعوب الإثيوبية.
 
يتكون المجتمع الإثيوبي من طوائف عرقية عديدة تقدرها بعض المصادر بتسع رئيسية وثمانين فرعية، وتتداول على السلطة في هذا البلد قوميات معينة، بينما تشكو أخرى من تهميشها وحرمانها من المشاركة السياسية، مثل قومية الأورمو ذات الغالبية المسلمة.
 
ويقع الإثيوبيون تحت حكم طائفة واحدة منذ عام 1991، وهي قومية تيغراي المتهمة بالاستحواذ على المناصب الحكومية والعسكرية المهمة، رغم أنها لا تمثل سوى نسبة قليلة من سكان البلاد
 
تعد اثيوبيا دولة اقليات وفي مقدمتها 
القومية الأمهرية: تنتشر في شمال البلاد، تقدر نسبتها بـ 25%، حكمت البلاد لعقود، ومن أبرز السياسيين الذين ينتمون إليها الإمبراطورهايليسيلاسي، وقبله الإمبراطور مينيليك (1889-1913)، وبعده نظام “ديرج” لمينغيستوهايلي مريم
هيمنت هذه القومية على جميع القوميات الأخرى وجعلوا لغتهم لغة البلاد الرسمية، استعادت السلطة من التجريين الذين يقطنون ولاية تجرى بوصول مينيليكالثانى إلى الحكم عام 1889
 
والأمهرية هي لغة جمهورية إثيوبيا الفدرالية الديمقراطية، حيث تعتمد في المراسلات الرسمية، وهي لغة الجيش الإثيوبي ولغة الماركات التجارية وغيرها.
 
القومية الصومالية: تقدر نسبة هذه القومية بنحو 6.2%، ويقطن سكانها في إقليم أوغادين الذي يعرف بالإقليم الخامس بحسب التقسيم الإداري الإثيوبي، وقد ضُمَّ إلى إثيوبيا منذ عام 1954.
 
تنتمي الغالبية العظمى من السكان إلى الأعراق الصومالية، وخاصة قبيلة الأوغادين إحدى قبائل الدارود، كما توجد فيه جماعات الدناكل، وهناك جالية عربية استقرت في المنطقة واختلطت بالسكان منذ عهد قديم.
 
طائفة تيغراي: تقطن منطقة صغيرة تقع على حدود البلاد الشمالية مع إرتيريا، تشكل نحو 6.1% من سكان إثيوبيا، ورغم ذلك فهي العرقية التي تحكم إثيوبيا منذ تولي ميليسزيناوي السلطة عام 1991.
 
وتسيطر تيغراي على قوات الجيش، إذ إن نسبة 99% من ضباط قوات الدفاع الوطني من هذه الطائفة، ونسبة 97% منهم من نفس القرية، فيما عدا رئيس الوزراء المستقيل، هيلاميريامديسيلين الذي ينتمي إلى طائفة “وولايتا” التي تشكل معظم سكان منطقة الأمم والجنسيات والشعوب الجنوبية.
 
ولم يكن لعرقية التيغراي تأثير على الحياة السياسية، لكونهم لا يشكلون حجما سكانيا يحسب له، غير أن بروز “الجبهة الشعبية لتحرير التيغراي” بزعامة زيناوي عام 1989، قلب المشهد السياسي في البلاد، حيث تولى زعامة البلاد من عام 1991 حتى وفاته 2012
 
تري الي اين ينتهي صراع الاقليات الدينية والعرقية في اثيوبيا ؟ يبدو انة لازالت تحت الجسر تجري مياهة ودول كثيرة.