الأقباط متحدون - ماذا جرى ويجري ويجب أن يجري بسيناء2-2
  • ١٩:٥٧
  • الجمعة , ٣١ اغسطس ٢٠١٨
English version

ماذا جرى ويجري ويجب أن يجري بسيناء2-2

د. مينا ملاك عازر

لسعات

١٨: ١٢ م +02:00 EET

الجمعة ٣١ اغسطس ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
توقفنا في المقال السابق عند نقطة تطهير الجيش لمناطق تواجد بها الإرهابيين، وشغلها بدل أن كانت تترك شاغرة، فيعودون ليشغلونها، هنا بات الأمر عسير على الإرهابيين الذين كافحوا، لكن ليس كفاح قادر على الوصول لأن يكون نداً، فخيوط التواصل مع الجانب الآخر من الحدود لم يعد آمن، بل يكاد ينقطع رويداً رويداً، بل لعله قد انقطع تقريبا عند كتابة تلك السطور، وذلك ليس فقط بعمليات هدم البيوت وتهجير الأهالي من المناطق الحدودية، ومعاقبة المتعاونين بإيجاد

أنفاق تنقل المدد والعون من الشرق للغرب تحت الحدود لداخل مزارع أو منازل، لكن تواكب هذا بتوطيد العلاقات مع الكائنين شرق مصر، وتحسين العلاقات معهم وتحميلهم مسؤولية تأمين ما يخص حدودهم، بل تواكب هذا أيضاً مع اختلاف عالمي صب في مصلحة مصر كلها وسيناء خاصةً، وهو الحالة الاقتصادية التي وقعت فيها قطر بالمقاطعة وتكبيدها الخسائر المتمثلة في الملايين من دولارات، بل المليارات بسبب المقاطعة، زاد الأمر سوءاً بتردي الاقتصاد التركي، ما فرض على قطر وضع جديد وهو ضرورة دعمها، لأن تركيا من الدول الداعمة لها عسكرياً، وأعني هنا بالدعم الموجه للأمير ونظامه وليس للدولة بشكل عام فكان رد الجميل، سبب آخر ومهم في دق مسمار في نعش حماس الداعم الأكبر لإرهابي سيناء، بل مسمار آخر في نعش الإرهابيين السيناويين أنفسهم، فطالما وصلهم المدد المباشر من تركيا بنقل المدد البشري كما صرح بذلك أردوغان الرئيس التركي.

وتستطيع أن تستشف النجاح الذي حققه الجيش المصري على أرض سيناء الحبيبة، من أمور هامة أهمها تقلص عدد العمليات الإرهابية التي تجري في سيناء خاصة، ومصر عامة، تلحظ هذا بالنظر للحدود الغربية التي تلاشى تقريباً عدد السيارات الدفع الرباعي التي تحاول اختراق الحدود خاصةً بعد النجاح الذي حققه الجيش الليبي بالاستيلاء على آخر معاقل الإرهابيين في ليبيا بالذات شرق ليبيا، أمر آخر يجعلك تستشعر نجاح العمليات الجارية بأيد جيش مصر في سيناء أنه انفتح معبر رفح عدة مرات ولم تحدث أى من تلك العمليات الإرهابية الكبرى التي اعتدناها تجري فور فتح المعبر، والتي بتنا نتوقعها في كل مرة يتم فتح المعبر، ولعل أشهرها ما جرى باغتيال النائب العام السابق هشام بركات، ولقد فتح المعبر غير مرة ومنها فتحه إبان عيد الأضحى المبارك، وشيء كبير كما كان يحدث -والحمد لله- لم يحدث، وهنا يكمن آخر أمر مهم سرده في هذا المقام، وهو أن مرت المناسبات السعيدة على الشعب المصري سواء بعيد الأضحى والفطر وعيد السيدة العذراء مريم، ولم ينزف الوطن دماء غزيرة كالعادة في مثل تلك المناسبات، هذا لا يعني أننا نجحنا في استأصال شأفتهم، لكن فقط كبدناهم خسائر كبرى جعلتهم غير قادرين على أن يؤتوا بأفعال كبرى، ولا حتى كبيرة فقط، ما يفعلونه الآن من مسطرد لكمين العريش، هو حلاوة وروح، ومحاولة إثبات وجود لهز الثقة بما جرى ويجري، ولعلي أشرت في المقال السابق أني أتوقع استمرار العمليات، ما يعني ثقتي بأن الأمر لم ينتهي ولن ينتهي بسرعة، أي في المستقبل القريب، ويبقى السؤال مطروح، ماذا علينا فعله لسيناء؟ ولماذا هذا سؤال؟ قد نجيب عنه في وقت لاحق وفي مقال آخر يتسع لهذا.

المختصر المفيد كل عام ونحن منتصرين.