الأقباط متحدون - الواجب المقدس
  • ٢٣:٠٥
  • الخميس , ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨
English version

الواجب المقدس

عبد المنعم بدوي

مساحة رأي

٢٤: ٠٤ م +02:00 EET

الخميس ٢٧ سبتمبر ٢٠١٨

 حرب أكتوبر
حرب أكتوبر

عبد المنعم بدوى

نظرا لأقترابنا من ذكرى حرب أكتوبر 1973 ، أنقل لكم صفحات من اليوميات التى كتبتها فى تلك الأيام ، لكى تشاركونى ذكريات هذه الايام المقدسه ...

فى صباح هذا اليوم الموافق أول رمضان 27 سبتمبر 1973 ... أستعد لمغادرة مدينه القاهره متجها الى مدينه الاسماعيليه حيث قيادة الفرقه 21 المدرع بمنطقة أبو سلطان بالأسماعيليه ( الفرقه 21 المدرع هى الفرقه المدرعه للجيش الثانى الميدانى ) .

أنهض مبكرا ، صائما عن الطعام حيث لن يتسنى لى الفطور مع أسرتى فى أول يوم من أيام الشهر الكريم ... كان الليل لايزال جاثما .. أرتدى بزة النقيب الميدانيه ، وتحت الضوء المنبعث من لمبة سقف الغرفه ، أنظر الى المرآه مليا .. لم أشعر بالغبطه التى كنت أتوقعها ، حيث جاء أخيرا اليوم الذى كنت أنتظره ، لقد أنقضت الى الأبد شهور وسنين لن تتكرر .. أنا الأن ذاهب الى جبهة القتال لتحرير الأرض .

السكون يخيم على المنزل أتجول فى أرجاء الغرفه ، وقد أعترانى توتر عصبى ، هل سأنجو وستكتب لى النجاة وأعود الى منزلى مرة أخرى ، أم أنها مغادرة من دون رجعه .. شعور بالمراره وأنت تغادر منزلك ، حيث ولدت كل أحلامك ، لكنه بالتأكيد لن أكون فى الحرب وحدى ... كثيرون هم رفاقى ، فى هذه الساعه يغادرون منازلهم وزويهم للتوجه الى ميدان المعركه .

أنا الأن فى قبادة الفرقه 21 المدرع بأبو سلطان ــ أعانى من القلق .. الصحراء ممتده يغمرها ضياء الشمس ... يأتينى صوتا " قائد الفرقه يريد مقابلتك " .

أدخل الى غرفة قيادة الفرقه ... أضرب الأرض بكعبى معلنا بصوت مرتفع " نقيب عبد المنعم بدوى " يافندم ... " أدخل " قالها الرجل الجالس فى الطرف الأخر ، خلف مكتب ميدانى ، تحيط به خرائط العمليات ، ومن خلفه لوحه مكتوب عليها " حالة الأستعداد القصوى " ... أنه العميد / أبراهيم عبد الغنى العرابى .. قائد الفرقه المدرعه .

" أدخل " ... قالها دون أن يرفع رأسه من على الأوراق التى أمامه ، تقدمت بضعة خطوات وظللت واقفا دون أن أحرك أى عضله ودون أن أفكر ، وأنا أرى الشعر الرمادى المصفف بعنايه ، والملابس النظيفه المكواه بدقه ... قطع الصمت وقال :
ــ لديك سيرة زاتيه جيده ياسيادة النقيب

ــ شكرا ياأفندم
تحرك رأسه الفضى ... ودارت عيناه فى أنحاء الغرفه وقال " أنا لم أعرف الخوف فى حياتى قط " ، نحن الأن على بعد ساعات من دخول الحرب التى أنتظرناها ... أنت من الأن ومن سعت تاريخه " قائد الدفاع الجوى للواء الأول المدرع ، وموقعه الجانب الأيمن من الفرقه ...

والى اللقاء فى يوميات أخرى لتلك الحرب ....

حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد