الأقباط متحدون - كل شىء ليس للبيع!
  • ١٣:٢٥
  • الخميس , ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨
English version

كل شىء ليس للبيع!

مقالات مختارة | عماد الدين أديب

١١: ٠٦ ص +02:00 EET

الخميس ٢٠ سبتمبر ٢٠١٨

عماد الدين أديب
عماد الدين أديب

هناك أمران حرَّم الله فى كل الديانات، منذ بدء الخليقة، بيعهما أو المقايضة عليهما هما: الجسد والضمير.

ومنذ بدء الخليقة وهناك 3 أنواع من البشر:

- من يعرض بيع جسده أو ضميره.

- من يسعى لشراء الجسد أو الضمير.

- من يقاوم بيع جسده أو ضميره.

هذا الصراع الأزلى عالجته الدراما مئات المرات، إلا أن أسطورة «بجماليون» اليونانية القديمة هى أساس جوهرى فى الدراما التى بُنيت عليها العشرات من المعالجات التى تتمحور حول هذه الفكرة.

ومنذ أيام شاهدت على مسرح «مينك» فى ضاحية «برودواى» الفنية الشهيرة بمدينة نيويورك، مسرحية «المرأة الجميلة» وهى إعادة مسرحية للفيلم السينمائى الشهير الذى عُرض منذ 25 عاماً، بطولة ريتشارد جير والمبدعة «جوليا روبرتس» التى جسَّدت الدور بعبقرية.

استغرق العرض المسرحى الرائع ساعتين ونصف الساعة يقدم مسألة بيع المرأة لجسدها، وبيع رجل الأعمال لضميره، وأن كلاً منهما (رجل الأعمال والساقطة) يشتركان فى أمر واحد هو مسألة بيع أى شىء لأى إنسان ما دام الثمن مناسباً.

إنها مسألة نقاشية بين هؤلاء الذين يشغلهم «السعر المناسب» وليس المبدأ المناسب.

والفكرة أزلية وقديمة، فهى رؤية لمحاولة رجل قوى يسعى لتحويل امرأة من طبقة دنيا إلى سيدة مجتمع. هذا هو أساس الفكرة الذى يهدف إلى فضح التزييف الاجتماعى فى كل المجتمعات على مدار كل العصور، وقد قدمته السينما المصرية فى عشرات الأعمال، أهمها ما قدمه أحمد مظهر و«شادية»، وفاروق عجرمة وهند رستم.

أما فى فيلم «بريتى وومان» الذى أصبح عرضاً ناجحاً للغاية على مسارح برودواى، فإن المسألة هى المقابلة أو المقاربة بين بيع الساقطة لجسدها ورجل الأعمال لضميره.

وينتهى العمل بأن يتوحد العاشقان، وتتوقف الساقطة عن بيع الجسد، ويتوقف رجل الأعمال عن بيع الضمير من أجل تحقيق هدف سامٍ ونبيل وهو تكوين أسرة شريفة.

والفكرة على قدر بساطتها، ورغم تكرارها فى جميع أشكال الدراما فى كل العصور، وبكل القوالب الفنية وبكل اللغات من العصر اليونانى إلى عصور النهضة، إلى الثلاثينات، إلى «ريكس هاريسون» و«أودرى هيبورن» إلى «ريتشارد جير» و«جوليا روبرتس» إلى مسرحية سيدتى الجميلة لشويكار وفؤاد المهندس.

هى فى النهاية محاولة لإعلاء قيمة الفضيلة والأخلاق والتمسك بما لا يمكن التفريط فيه مهما زادت المغريات، ومهما طغت الماديات بقوة وقسوة على حياة الناس.

أشياء كثيرة للبيع، بل إن معظم الأشياء والخدمات والبضائع خُلقت من أجل البيع، ولكنْ هناك أمور يجب أن تظل محرمة على البيع حتى قيام الساعة.
نقلا عن الوطن

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع