الأقباط متحدون - الدكتور عوض قلد
  • ١٩:٥٥
  • السبت , ١٥ سبتمبر ٢٠١٨
English version

الدكتور عوض قلد

القمص. أثناسيوس فهمي جورج

تأملات كنسية

٥٧: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ١٥ سبتمبر ٢٠١٨

الدكتور عوض قلد
الدكتور عوض قلد
(من رواد مدارس احد اسكندرية)
Ⲛⲓϣⲟⲣⲡ ‘ⲛⲥⲁϧ ‘ⲛϯⲁⲛⲍⲏⲃ ‘ⲙⲠⲓⲟⲩⲁⲓ ϧⲉⲛ ϯⲛⲓϣϯ ‘ⲛⲃⲁⲕⲓ Ⲣⲁⲕⲟϯ
القمص اثناسبوس فهمي جورج
ولد د . عوض قلد فى ٥ يوليو ١٩٢٧م ، نشأ وتربى فى حى محرم بك بالاسكندرية ، وتخرج من كلية سان مارك ؛ والتحق بكلية الطب ، ثم بدأ خدمته فى بدايات كنيسة العذراء مريم بمنطقة محرم بك بالاربعنيات ضمن باقة من خدام رواد مدارس الاحد السكندرية وهم : سامى كامل ( القمص بيشوي ) - فايز يعقوب ( القمص تادرس ) - جمال حكيم ( القمص صليب ) - ماهر وصفى ( القمص مكسيموس ) - بشرى تودرى ( القمص تواضروس ) - جوج حنا - طلعت بسطا - جميل يوسف - وليم رياض - خيرى قزمان - صالح فرنسيس - صبحى ابراهيم - سمير حنا - سمير نجيب - شحاته جودة - سمير سليمان ( القمص موسي ) - مريد عبد المسيح ( القمص بيشوي ) وغيرهم من جيش خدام التربية الكنسية انذاك .
كان فى خدمة مدارس احد "محرم بك" خادماً محبوباً مشهود له . يحفظ سلام ووحدة القلب ، فى هبه المحبة لخدمة الله الحى ، بضمير طاهر بلا لوم ، خادماً بكمال السيرة الروحية . بخدمة اتسمت بالعمق والهدوء والرزانة . هذا بحق ما كنت استشعره والمسه فيه وقد لمسه معى ابناء الجيل الذين تعلموا علي يديه ؛ من خدام هذا الرعيل الاول . الذين اذكرهم و احمل ذكرياتهم مع اول نادي قبطي للنشاط الصيفي ( نادي العذراء ) بكنيستها بمحرم بك ؛ شاملا كافة مايفيد ؛ وما يخدم اهتمامات شباب جيل ذلك الزمان ؛ من انشطة تخدم الروح ؛ وتضع اساسيات جيل روحاني ؛ مؤكدين علي ان الاشراف الروحي الواعي هو جوهر ولب اي عمل كنسي ؛ معتبرين ان اي عمل كتسي بلا هدف يكون ضرره اكثر من نفعه . علي هذه القاعدة كان هذا النادي بمثابة الملتقي والخلية التي تفرز العسل ؛ وتبني النفوس السوية والمستنيره بالروح ." ملعب السلة ؛ والالعاب الداخلية ؛ ودروس التعليم العقيدي والكتابي ؛ وانشطة الكشافة وهواة التصوير والتمثيل والقراءة ورفع الاثقال لكمال الاجسام ...
خدم د. عوض قلد فى اول اجتماع للشباب السكندري بكنيسة العذراء محرم بك تحت قيادة القمص مرقس باسيليوس والقمص اسحق ابراهيم الكبير و د. راغب عبد النور ، كذلك خدم في مدارس احد كنيسة الملاك ميخائيل غربال تحت قيادة القمص باسيليوس اسحق والقمص بطرس رياض ، و في فروع مدارس الاحد بالجمعيات القبطية بمناطق ايزيس وراغب وغربال والباب الجديد والرصافة ... بنشاط حار وحياة مستترة فى المسيح ، فكانت خطوات خدمته يوماً بيوم تعبير عن مصاعد سلم يعقوب السرى ، حتى اليوم الذي التقى بالرب فى السماء كوعده لاتقياءه منذ الدهر ، وحيث تكملت خطته به ، بعد ان قاس امانته وقرر فى الزمان المعين نصيبه عنده . 
جاء له امر تعسفى وتم نقله الى رشيد ، بسبب تقارير حاقدة بدعوى انه يقوم بالتبشير ، فذهب الى المتنيح البابا القديس كيرلس السادس طالباً صلواته ملتمساً بركته ، لكنه فوجى بقوله : حاتروح اسكندرية وتفتح عيادة جنب الست العذراء بمحرم بك وحاتنتصر ، وقد تعجب عندما تحققت هذه النبوة . 
وبمساعدة ابينا بيشوى كامل وابينا تادرس يعقوب قدم خدمات روحية امتدت الى كنيسة مارجرجس بالحضرة وكنيسة الملاك ميخائيل بكفر عبده ؛ منطلقا من كنيسة الشهيد مارجرجس سبورتنج التي انتقل لخدمتها منذ سيامة سامي كامل كاهنا لها .
فقد كان مرتبطاً جدا بسيرة ابينا بيشوى كامل اب اعترافه ، مرافقاً له طيلة الطريق حتى لحظات النياح ؛ لصيقا به ومرافقا له في وقت مرض الفردوس .. اذ كان خادما ايضا للرب بوزنته الطبية التي بها كان حكيما رحيما وشفوقا .. كذلك كانت له علاقة عميقة مع قديسى الكنيسة بدير مارمينا بمريوط ودير ابى سيفين للراهبات . وتحديدا بالمتنيح انبا مينا ابا مينا وبالام ايريني العجائبيه ؛ من اجل الاستشفاء والارشاد وطلب الصلوات النقية .
كتب د. عوض كتابات لاهوتية عميقة للغاية فى مجلة مدارس الاحد الدورية منذ الستينات : شارحاً عقيدة التجسد والحياة ومفاعيل الاتحاد وميراث الحياة الابدية والافخارستيا وتحقيق سر الحياة وعلامات التوبة الصادقة ، كذلك كان للدكتور عوض جهد كبير فى العمل التكوينى لفصول اعداد الخدام لاجيال من طراز نادر ليس فقط فى كنيسة العذراء بمحرم بك بل فى كنيستى مارجرجس باسبوتنج وابنتها كنيسة الملاك ميخائيل بكفر عبده ، كنموذج للتلمذة والتوبة واتساع المحبة العملية وشركة القديسين ؛ وتشجيع المواهب ؛ وغيرة التأسيس وبناء الاسوار . حسب سلوك و سيرة عطرة وشهية ، حاملة للاثمار وشاهدة فى اليهودية = كنيستنا القبطية ام الاولاد الفرحة .
فى اورشليم = مدينة الاسكندرية العظمي .
فى السامرة = الغرباء والبعدين والشباب المشتتين .
اقصى الارض = العالم كله وغير المؤمنين 
كان دكتور عوض بحق ايقونة للخادم الارثوذكسى ؛ في وضوح الهدف ؛ في النجاح العلمي والقدوة ؛ في عشرة الصلاة ؛ في احتمال الاهانات بصبر وشكر ؛ في التمتع بالسلام القلبي الذي تفجرت ينابيعه وظهرت في وجهه وصوته وسلوكه ؛ كلما جفت ابار العالم ؛ وقد ازداد سلامه كلما عجت امواج بحر الحياة وماجات ؛ يتكلم في طيبة المسيحيين الاولين بجاذبية احاديثه ؛ بل وايضا في حسن استماعه وعدم مقاطعته لاحد ؛ انه يتحدث في شغف بزيارة مواضع القديسين ومزاراتهم ، مرتبطاً بصداقاتهم وطلب شفاعتهم ؛ يحتفل بتذكاراتهم ويرنم تماجيدهم ويضئ لهم القناديل كل ليلة في كنيسة بيته ؛ مسنودا بسحابة الشهود ؛ مقدما نماذج سيرتهم في التعليم السليم ؛ لذلك الان تغنيه امجاد الفردوس ، عن كل مديح ارضي .؛ لانه محسوب واحدا منهم وهو بعد في خيمة الجسد .تاركا لنا طريقا ومنهاجا عاشه وعاشوه خميرة الرواد الذين بفعل الروح القدوس الناري خمروا العجين ؛ وهم يخمرونه ايضا .
تنيح د. عوض بسلام فى ٢٩ سبتمبر ٢٠٠٢م ، لكنه وان مات فهو يتكلم بعد فى سيرته وكتاباته وتلاميذه؛ وفي اولاده الاحباء د. فليب وجوزيف وايرينى ومارى . يتكلم في البذار التي غرستها وسقتها ونمتها ؛ يد الهنا الكرام الحقيقي وابي الكرام .