الأقباط متحدون - أنا م البلد دى!
  • ٢٠:٠٠
  • الأحد , ٩ سبتمبر ٢٠١٨
English version

أنا م البلد دى!

مقالات مختارة | بقلم : دينا عبدالكريم

٢٢: ١٠ م +02:00 EET

الأحد ٩ سبتمبر ٢٠١٨

دينا عبدالكريم
دينا عبدالكريم

 المصرى حين يغضب من إدارة سيئة يصرخ معبراً عن يقين وإدراك عظيم بملكيته لوطنه ويقول (هى بلد أبوكم؟!!)، والحقيقة أنها محاولة واعية لتقرير واقع قد ينساه موظف صغير أو مسؤول كبير.. إنها بلدنا جميعا.. لسنا غرباء فيها!

 
أنا م البلد دى.. بلد أبويا وجد جدى.. بلد أبويا وولادى بعدى!، كلمات عبدالوهاب محمد، إن كنا نسينا تلك الأغانى الوطنية التى تربينا عليها.. والحقيقة أنه رغم أن بلادنا فى السنوات الماضية تحصد أجيالا من فاقدى الأمل الذين لم ولن يشاركونا فى إنشاد تلك الأغنيات العظيمة لأنهم لا يصدقونها ولا يصدقوننا حينما نحدثهم عن الأرض والانتماء والوطن إلا أن أغنياتنا جزء من يقيننا وثباتنا.
 
بعد مرور أكثر من أسبوع على حادثة الاعتداءات على منازل مسيحيى المنيا ونهب واستباحة ممتلكاتهم، وبعد عشرات المقالات ومئات النداءات والصراخ الذى يطالب بدولة قانون ويطالب بعقوبات رادعة.. فقدت القدرة على الكتابة هذه المرة، فحتى عقاب المنفذين لم يعد مطلبا لائقا ولا تعويض المتضررين شفاءً كافيا لهذا الهراء المسمى دولة المنيا! فمن سيحاسب القيادات الأمنية التى تصمت لساعات طويلة وتبارك النهب والسلب، ولا تأتى إلا حين ينفذ الإرهابيون قانونهم وشريعة الغاب فى مواطنين آخرين!!، من سيحاسب أمين الشرطة الذى صرخ فى المصلين وناداهم بالكفر؟! من سيحاسب قوات حفظ القانون إن لم تنفذه على نفسها أولاً؟!!!.
 
فمن يريدون وطناً تتكرر فيه المهازل ثم نتبارى فى طريقة التعبير عنها ونتطور ببطء السلحفاة فى محاولات حلها.. بائسون تماما!!.
 
أنا م البلد دى..التى آن الأوان فيها أن نقول الحق فى عين الشمس لأننا سئمنا باطلا مسمى مواءمات!.
 
أنا م البلد دى.. التى يمنع فيها ذكر التعداد الحقيقى لحوالى عشرين مليون مسيحى مصرى لأسباب يسمونها أمنية، بينما هى أسباب طائفية بغيضة لتقليل المسؤولية تجاه حقوقهم وتجاه تنظيم دور العبادة لهم وأمور أخرى كثيرة.
 
أنا م البلد دى..التى أشعر فيها بالذنب الاجتماعى إذا ما مارست عبادتى بحرية وأنا أعرف أن غيرى على بعد كيلومترات يعبدون الله سرا، ويساقون إلى السلب والنهب وهتك العرض بصمت وتواطؤ مريب من المسؤولين حتى تتكرر المأساة بكل تفاصيلها البغيضة فى كل مرة!!.
 
أنا م البلد دى.. التى يملؤها العقلاء الذين يدركون الحل ويعرفون السبيل، لكنهم أبدا لا يؤخذون بمحمل الجد.. ولا توضع رؤاهم أبدا محل التنفيذ!.
 
لا أسرد حقائق مُرة الآن بدافع الحسرة والتندر.. لكننى كغيرى كثيرين ندرك أن الحل موجود وأكرر.. أننا تخطينا- بصمتكم- مرحلة عقاب الطرفين وعقاب المتسببين ومحاولة مخاطبة الجهلاء.. الحساب اليوم يجب أن يكون لمن سهلوا المهمة من الأساس.
 
وأكرر.. أنا م البلد دى.. بلد أبويا وجد جدى.. بلد أخويا وولادى بعدى!!.
نقلا عن المصرى اليوم
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع