الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم ..مراسيم دفن الأميرة ديانا سبينسر أميرة ويلز
  • ١٦:١٧
  • الخميس , ٦ سبتمبر ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم ..مراسيم دفن الأميرة ديانا سبينسر أميرة ويلز

الأقباط متحدون

في مثل هذا اليوم

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الخميس ٦ سبتمبر ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
فى مثل هذا اليوم 6سبتمبر 1997م..
سامح جميل
هذا اليوم الحزين وصفه بدقة كتاب "يوم وفاة ديانا" للكاتب كريستوفر أندرسون الصحفى لمجلة "تايم" وكبير المحررين في مجلة "بيبول"، حيث قام أندرسون بمراجعة مصادر مهمة للغاية وشخصيات وافق بعضهم على التحدث للمرة الأولى لأجل إعادة صياغة قصتها وكتابتها بتفاصيلها المذهلة لمعرفة حقيقة ما جرى للأميرة ديانا في ذلك اليوم.
 
يروى "ميريزي"، مدير الاتصالات بالمستشفى؛ أن هذا اليوم أشبه بإعداد مؤامرة، فبينما كانت الجماهير الغفيرة تنتظر بالخارج، جاءت الأخبار المبكرة بإلقاء تهمة الاصطدام على مصوري الفضائح الباريسيين، وتجمع الجمهور الغاضب خارج المستشفى يصيح: "أوغاد!.. قتلة.. مأجورون!.. مجرمون!" فقام ميريز بخلع جاكتته وقام بمجاوزة حواجز البوليس وذهب إلى الجمهور المتحمس قائلا: "لقد اخترت بعض الصحفيين والمصورين الذين بدوا أنهم كبار الصحفيين، وقلت لهم إن الأمير تشارلز على وشك القدوم، ولا أريد أن أسمع كلمة ولا حتى تمتمة، لا شيء على الإطلاق، ولدهشتي الكاملة وافقوا تمامًا، فلم يرد أحد أن يفعل أي شيء من شأنه أن يغضب عائلة ديانا".
 
وفي الساعة الرابعة والنصف عصرًا وفي تطبيق حرفي للبروتوكول، تم فرش سجادة حمراء من بداية المدخل الرئيسي لمستشفى بيتي سالبيتريه يحوطها ضباط من الحرس الجمهوري الخاص بالرئيس الفرنسي يرتدون زيهم الملون، وكان سرب الجو البريطاني BAe 146 يحمل الأمير تشارلز وأخوات الأميرة ديانا، الليدي سارة ماكوركودال، والليدي جين فيللوز، ووصلوا في تمام الساعة الخامسة مساء.
 
وبعد ذلك بنصف ساعة وقفت سيارتهم الجاجوار الفضية أمام مدخل المستشفى من ناحية جناح جاستون كورديه، ظهر الثلاثة من السيارة، وكان الأمير تشارلز يرتدي بدلة زرقاء غامقة بصديري، وارتدت الليدي جين معطفًا برونزيًا عليه شال مرسوم عليه زهور، وكانت الليدي سارة ترتدي فستانًا أسود كاملًا، وكانت تتدلى نظارتها على صدرها بسلسلة حول عنقها.
 
وقد انحنى لهم الرئيس شيراك وأخذ يد الأمير تشارلز وقدم له كلمات التعازي، وكان الأمير يبتسم في شجاعة، وشكر الرئيس الفرنسي وحرمه في فرنسية واضحة، ثم وضع يده اليمنى داخل جيبه ثم دلف إلى الداخل.
 
صاحبهم شيراك إلى الطابق الثاني، ولكنه توقف عن مصاحبتهم عندما اقتربوا من الحجرة التي يقبع فيها جثمان ديانا، ودخل تشارلز أولًا، وتبعته الليدي جين والليدي سارة ثم توقف الأمير تشارلز وكأنه تجمد أمام التابوت، أما الليدي جين فقد انفجرت في البكاء".
 
أول نظرة ألقاها تشارلز على جسد ديانا.. ارتد أمير ويلز إلى الوراء فجأة، وأرجع رأسه في حركة لا شعورية، كما لو أنه كان أصيب بصدمة، كما لو أنه لم يستطع تحمل ذلك، لم يكن يصدق ذلك، ويمكن أن تشعر بعظيم ألمه في ذلك الوقت.
 
الليدي جين كانت محطمة تمامًا، ثم بدأت في النحيب بصوت عالٍ، وقد وضع تشارلز ذراعيه حولها وهمس لها بشيء في أذنها.
 
عينا تشارلز مغرورقتان بالدموع، محطمًا تمامًا بسبب ما رآه، وفي لحظة ما اقترب من أن يغمى عليه، ولكنه استعاد رباطة جأشه في آخر لحظة، وكان رجلًا مهذبًا ولم يخف آلامه في الوقت ذاته، ثم بعد ذلك طلب تشارلز أن ينفرد مع زوجته الراحلة ديانا، وعندما ظهر بعد ذلك بخمس دقائق لكي يلتقي ثانية الرئيس شيراك وبقية الجمع الرسمي في الردهة، كان واضحًا للجميع أنه أجهش في البكاء، فلقد كان هناك ألم عظيم وكآبة عظيمة على وجه الأمير تشارلز، وقد تحول وجهه إلى كتلة من الاكتئاب".
 
ثم تم تقديمه إلى اثنين من الجراحين اللذين حاولا طبقًا للمصطلحات الطبية الفرنسية تقديم العلاج لديانا، وشكر د. ريو أشهر جراحي القلب الفرنسيين ود. آلان بافيه، الذي كان بالمصادفة في أثناء فترة نوبته.
 
تم إعداد التابوت للخروج، وتم إعداد الغرفة الملحقة بغرفة ديانا، وشربت كوبًا من الشاي الليدي جين والليدي سارة، ومرة ثانية كانت أختا ديانا محطمتين تمامًا، وسألت الليدي جين: "أخبرونى.. هل تألمت ديانا؟" وكانت الإجابة لا: "لا، لقد حدث كل شيء في سرعة كبيرة".
 
وبدأت رحلة جثمان ديانا في رحلة العودة إلى بلادها، وتم حمل التابوت على سلالم المبنى حمله أربعة من حاملي النعوش تم تأجيرهم من دار المناسبات، وكان يمكن أن يظهر وجهها بوضوح جدا من خلال النافذة الزجاجية الصغيرة لو لم يكن التابوت مغطى بالأقمشة المحلاة بالأسد الذهبي والألوان الأرجوان والأحمر والأبيض التي جاءت برفقة أمير ويلز على متن الطائرة وكان تشارلز وراء نعش ديانا مباشرة، ثم الليدي سارة والليدي جين، ثم الرئيس الفرنسي.
 
وعندما قام عازف القرب الوحيد بالعزف خرج من نوافذ المستشفى أكثر من 200 من العاملين والمرضى الذين بعضهم كان مربوطًا في يديه أجهزة نقل الدم، برزوا جميعا من جناح جاستون كورديه لكي يُظهِروا احترامهم، وقد وقفت أختا ديانا مع الأمير تشارلز أسفل مظلة المدخل الرئيسي، وكانت يداهم متعلقة مع بعضهم إلى جوارهم، ووقفوا بلا حراك في الوقت الذي قام فيه حاملو النعش بحمل النعش ونقله إلى عربة الموتى الفضية.
 
وقام تشارلز ثانية بشكر الرئيس شيراك ثم قام بعد ذلك بلا شعور وكأنه فاقد الإدراك إلى الصعود إلى سيارة السفير البريطاني "جاجوار" الخضراء، في حين قامت أختا ديانا بركوب السيارة الفضية.
 
ثم بعد لحظات من استقلال الليدي جين والليدي سارة السيارة حتى قام بعض أعضاء السفارة البريطانية بالانحناء ناحيتهما بحقيبة بلاستيكية في يده اليسرى، وكانت تحتوي على ثياب ديانا التي كانت ترتديها عندما جاءت إلى حجرة الطوارئ بالمستشفى، وقام بفتح شنطة السيارة برفق ووضع فيها الحقيبة.
 
بدأ موكب الجثمان في الذهاب بعيدًا من أرض بيتري سالبيتري، قام الجمهور الذي كان صامتًا في وقار بالتصفيق العفوي بصوت خفيض شبه الصامت، وصاح أحدهم عندما بدأ التصفيق يخفت: "نحن نحبك يا ديانا!" ثم صاح آخر في صوت أعلى: "نحن نحبك! ولن ننساك أبدا يا ديانا!".
 
وبعد ذلك بثلاثين دقيقة قام الموكب بالتوجه إلى مطار فيلا كوبليه، وقام حرس شرف من القوات الجوية الملكية بإزالة العلم الذي كان يلف التابوت في رفق، وحمله إلى متن طائرة الشحن، في الوقت الذي قام فيه تشارلز والأختان سبنسر وعدد من كبار المعزين البريطانيين بالوقوف باحترام على جانبي المدرج. وأصبح التابوت فى طريقه إلى إنجلترا...!!

 

الكلمات المتعلقة