الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. الملك فاروق يقيل شيخ الازهرعبد المجيد سليم بسبب عبارتهتقتير هنا واسراف هناك
  • ١٣:٣٧
  • الأحد , ٢ سبتمبر ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم.. الملك فاروق يقيل شيخ الازهرعبد المجيد سليم بسبب عبارته"تقتير هنا واسراف هناك

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢١: ٠٩ ص +02:00 EET

الأحد ٢ سبتمبر ٢٠١٨

فى مثل هذا اليوم 2سبتمبر 1951م..
سامح جميل
خرجت مجلة اخر ساعة فى عددها الصادر يوم 29 اغسطس 1951 بحوار فضيلة الامام الاكبر شيخ الازهر عبد المجيد سليم قال فيه الشيخ عبارته الشهيرة "تقتير هنا واسراف هناك"..فاتخذتها المجلة عنوانا مثيرا ..فهبت العواصف على "الامام الاكبر"..عبد المجيد سليم الذى شغل منصبه خلفا للشيخ مامون الشناوى....
 
فماذا كان يقصد عبد المجيد سليم با"اسراف هناك"..؟؟وماهى الظروف السياسية لهذه القصة المثيرة التى تتخطى الازهرواحواله الى السياسية وعالمها؟؟..
 
طان الملك فاروق وقت نشر الحوار فى "اخر ساعة"..يقضى شهر العسل فى اوروبا بعد زواجه من "ناريمان"..يوم 6مايو 1951..وامتد شهر العسل الى اربعة اشهر ..ووفقا لشهادة مصطفى صادق عم ناريمان والذى رافق ابنة اخيه فى هذه الرحلة "كان فاروق يقامر بجنون فى كل ليلة ولم يكن يكسب ابدا..وفى تقديره ان خسائره فى القمار اثناء رحلة شهر العسل وحدها لاتقل عن مائتى الف جنيه ولم يكن فاروق وحده الذى خسر كل هذه المبالغ الطائلة فقد تورط يوسف رشاد هو الاخر نتيجة لاندفاعه فى لعب القمار وراء الملك والمعروف ان يوسف رشاد كان طبيب القصر الملكى ..وكلفه فاروق بتكوين وانشاء الحرس الحديدى لتنفيذ عمليات اغتيال لمعارضيه ..
 
حالة البذخ والاسراف التى كان عليها فاروق وحاشيته فى رحلة شهر العسل لم تكن سرا وحين بلغ الملك عبارة شيخ الازهر اعتبر انه المقصود بعبارة "اسراف هناك"..وبالتالى كانت عبارة "تقتير هنا" يقصد بها اوضاع الازهر..وكان الشيخ قد طلب بعض الاصلاحات المالية لحل الاوضاع الازهريى ولكنه فوجىء بالحكومة تستعد لاصدار تشريع لان يتساوى خريحج الازهر مع رجال التعليم فى لاحالة للمعاش..فقد كان الازهرى يحال للمعاش فى السبعين من عمره بينما رجال التعليم من خريجى الجامعات فى سن الستين ..كما كانت الحكومة تريد قطع الجراية المقررة فوق الراتب..لابناء الازهر وهرع الشيخ الى الملك الذى استقبله وقال للملك انه اودع الازهر امانة فى عنق الملك..وبصرف النظر عن ان الشيخ كان يقصد اسراف الملك فى نابولى ..فالثابت ان الملك غضب غضبا شديدا من تصريح الشيخ واعتبرها "تلسينا عليه"..وارسل عبر اليخت الملكى اشارة الى الديوان الملكى يطلب فيها عزل الشيخ من منصبه ..فابلغ الديوان حكومة مصطفى باشا النحاس وبدورها طلبت من الامام الاكبر تقديم استقالته فتقدم بها الى رئيس الديوان الملكى حسن باشا يوسف ..فى مثل هذا اليوم 2 سبتمبر 1951..
 
وهكذ ذهب الامام الاكبر ضحية تصرفات فاروق النزقة ..وخضوع الحكومة التى لم تدافع عن استقلالية منصب "شيخ الازهر"..!!
 
الشيخ عبد المجيد سليم :
تولى سليم عبد المجيد الفتوى فى الأزهر في 2 من ذي الحجة 1346هـ الموافق 22 مايو 1928م، وقضى الشيخ عبد المجيد سليم في منصب المفتي قرابة عشرين عامًا، كأكبر مدة قضاها عالم من علمائنا في منصب المفتي، وكان تمسكه بالحق ودقته في الفتوى وراء هذه الفترة الطويلة في المنصب.
 
خلال حكم الملك فاروق أصدرت الحكومة قرارا بإنقاص ميزانية الأزهر في الوقت الذي كان الملك يستجم في جزيرة إيطالية “كابري”، ما أغضب الشيخ عبد المجيد سليم، وقال عبارته الشهيرة “تقتير هنا وإسراف هناك”، وأوشى به المحيطون بالملك، واعتبروا قول الشيخ نقدا للملك وسياساته، وطالبوا بعزله حتى ترك المنصب بالفعل في سبتمبر 1951.
 
ثم أعاده الملك مرة أخرى لمنصبه في مشيخة الأزهر في فبراير 1952، لكنه لم يستمر طويلا فاستقال بعد يوليو 1952، تحديدا في سبتمبر، وحاولت الحكومة وقتها إثناءه عن قراره لكنه رفض الاستمرار.
 
سألته إحدى المجلات المعارضة للملك عن مدى شرعية إقامة الحفلات الراقصة في قصور الكبار، وأثناء إقامة الملك فاروق حفلا راقصًا فى قصره بعابدين، واستشعر بعض المفتين الحرج نظرًا لأن الفتوى تغضب الملك، فما كان من الشيخ عبد المجيد إلا أن قال “إن المفتي إذا سئل لابد أن يجيب مادام يعلم الحكم”.
 
وأصدر الشيخ فتواه بحرمة الحفلات، ونشرت مجلة المصور الفتوى مؤيدة بالأدلة الشرعية، وحدثت الأزمة بين الملك والمفتي الذي كانت فتواه سببا في إحراج موقفه السياسي، ومن مواقفه أيضا رفضه لمحاولة الملك استبدال أراض له جرداء بأخرى خصبة من أملاك الأوقاف، وطلب منه الفتوى لكن الشيخ أعلن بوضوح أن الاستبدال باطل ولا يجوز...!!
منقول..