الأقباط متحدون - الأضاحي البشرية
  • ٢١:٠٦
  • الثلاثاء , ٢١ اغسطس ٢٠١٨
English version

الأضاحي البشرية

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٢٨: ٠٣ م +02:00 EET

الثلاثاء ٢١ اغسطس ٢٠١٨

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
حدث في دولة أرغندان بقارة فرقندين الكائنة في المجاهل الإنسانية، أن اجتمعت الحكومة قبل عيد الأضحى، ودخل عليهم الرجل المهم، فانتصبوا واقفين متهللين بقدومه، لعله يعيد عليهم، وبحنية مصطنعة احتضن كل واحد منهم وسلم عليهم بحرارة مبالغ  فيها، وهنأهم بالعيد، وجلسوا جميعاً، ثم قال بلا مبالاة طبعاً ماحدش منكم حايدبح السنة دي خلاص، إنتم دبحتم ومية مية، أنا عاجبني أوي الدبح أللي بتدبحوه في الشعب ده، وتابع حديثه قائلاً أنا عايزكم تخلصوا عليهم، تبطلوهم يمسكوا محمول، والكلام الفارغ تفرضوا عليهم ضرايب وتزودوا الأسعار، وترفعوا أسعار الدواء والتعليم أكثر وأكثر، رد أحد الوزراء يا فندم إحنا مخلصين عليهم حضرتك بتقول إننا دابحينهم، فقال بنبرة ملؤها الحماس والغضب على من عارضه، أنت حنيت ولا أيه؟ ده كل  واحد منهم ماسك لي محمول وإتنين، يا فندم ده مش حقيقي، أنت حاتخالفني بص الإحصائيات بتقول، إحصائيات إيه اللي بتقول الصوت بدأ يعلو وأيديه بدأت تشوح، فمال أحدهم على المعارض وقال له عيد وأنت في الوزارة واسكت وإتلم، فصمت ولملم شتات نفسه،

وقال لكي يؤمن نفسه، تمام يا فندم أنا باقترح فرض ضريبة على الشعب ده بأن يدفع كل من يذبح خروف أو عجل أو بقرة ضريبة، فقال وزير المالية ما هما دافعين ضريبة على ثمن الخروف، فرمقه الرجل المهم بنظرة ملؤها الغضب، وعاد ليرد على من كان غاضب عليه وقال له كمل كلامك، فقال يا فندم أنا مش أقصد فرض ضريبة على ثمن الخروف أو العجل لكن الضريبة على الذبح بحجة ثمن الذبح نفسه،وتفرض  بناء على نوع المذبوح، فانتشى الرجل المهم، وقال هي دي الأفكار مش تقول لي الإحصائيات إحنا عايزين نخلص عليهم، إحنا كنا بنسيبهم يتنفسوا ويروحوا الجناين، أنا إنبسطت إنكم غليتوها عليهم، أخنقوهم يمكن يموتوا نفسهم ونخلص من أكلهم وشربهم، خلونا نرتاح بقى من أرفهم، ونطلع كل اللي عندهم وناخدوا لمشاريعنا ونرتاح بقى من مطالبهم بمستشفيات مدارس وتصليح الطرق والكلام الفارغ ده، ادبحوهم ادبحوهم ادبحوهم قالها بنبرات متصاعدة من الحماس حتى كاد المبنى يرتج من هول الصوت العالي.

وعندما هدأ حماسه، قال وآهو نبقى وفرنا لنفسنا تمن أضحياتنا وما ندبحشحاجة، كفاية الشعب، فتمتم أحدهم بصوت خفيض أنا كده كده مش حادبح لإني  ما أظنش إن ربنا حايقبل من أضحياتي بعد إللي بعمله في  الشعب ده، فرمقه أحدهم بنظرة، فرفع صوته، يا فندم أنا بفكر في حاجة نغليها عليهم، أوضريبة نفرضها عليهم، فرصة إجازة العيد جاية، خلينا ننكد عليهم كالعادة، فصمت الجميع وقال الرجل المهم لا لا عديها المرة دي، ونجمعها منهم المرة الجاية يمكن يحصل لهم انتحار جماعي، كفاية ضريبة الدبح.

المختصر المفيد كل سنة وأنتم طيبين مش مدبوحين.