الأقباط متحدون - صفقة القرن بين الوهم والحقيقة
  • ٠٢:١٧
  • الخميس , ٢٣ اغسطس ٢٠١٨
English version

صفقة القرن بين الوهم والحقيقة

٢٣: ٠٧ م +02:00 EET

الخميس ٢٣ اغسطس ٢٠١٨

ترامب
ترامب

السيسي :موقف مصر معروف ومعلن منذ البداية برفضها
الاردن والسلطة الفلسطينية لايقبلون الصفقة
حماس تطلب هدنة مع اسرائيل والسعودية والخليج يدعمون

سليمان شفيق
صفقة القرن خطة توشك إدارة ترامب على إعلانها، وتتضمن مقترحاً لتسويةٍ وفق الرؤية الإسرائيلية، ويشمل ذلك دولة فلسطينية على مساحة محدودة من الضفة الغربية فقط، وكان مصطلح قد دخل الي دائرة الاعلام منذ تولي ترامب للرئاسة الامريكية ، وأعيد الحديث عنها بعد زيارة كوشنر وفريقة الي عواصم عربية واسرائيل وبحسب بعض المصادر الإعلامية، فإن الصفقة تتضمن إقامة دولة فلسطينية تشتمل أراضيها على قطاع غزة والمنطقتين "أ" و"ب" وبعض أجزاء من منطقة "ج" في الضفة الغربية.

كما تتضمن تأجيل وضع مدينة القدس وعودة اللاجئين إلى مفاوضات لاحقة، والبدء بمحادثات سلام إقليمية بين دولة الاحتلال الإسرائيلي والدول العربية بقيادة السعودية.

مصر ترفض  وبشدة:
في البداية لابد ان نؤكد علي ان موقف مصر المعلن حول ما يسمي ب"صفقة القرن" عبر عنة الرئيس عبد الفتاح السيسي مرتين متتاليتين بالحسم  ومنها يوم الاحد 29يوليو الماضي  ما يسمي ب "صفقة القرن"، جاء ذلك خلال إجابته على أسئلة الشباب، في جلسة "اسأل الرئيس"، في ختام فعاليات مؤتمر الشباب السادس، لأحد 29 يوليو،" إن موقف الدولة المصرية واضح وصريح من القضية الفلسطينية، موضحا أن مصر مع كل القوانين والقرارات التي خرجت من الأمم المتحدة.

وأكد الرئيس السيسي على أن مصر لن ولم تغير موقفها مهما كان، وإنما تسعى إلى إيجاد حل إيجابي مع جميع الأطراف الخاصة بالقضية لكي نخرج من هذه القضية، وأن مصر تدعم بشكل كامل حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة، على حدود أراضي 1967، وأن تكون عاصمتها هي القدس الشرقية.
وشدد الرئيس السيسي على أن ما يسمى بـ"صفقة القرن"، ليست سوى تعبير إعلامي أكثر من سياسي، وأن موقف مصر معروف ومعلن منذ البداية، وهو أنها "مع إعلان دولة فلسطينية مستقلة".

وسبق ذلك وفي 21 يونيو 2018 ،أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الخميس، دعم بلاده للجهود والمبادرات الدولية الرامية للتوصل إلى تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية، وذلك خلال استقباله لوفد أمريكي برئاسة جاريدكوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأحد كبار مستشاريه، الذي يقود ملف عملية السلام.

ووفقا لبيان صادر عن الرئاسة  ، شدد السيسي على أن التسوية يجب أن تكون "طبقا للمرجعيات الدولية المتفق عليها وعلى أساس حل الدولتين وفقاً لحدود 1967، وتكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين ".

وأضاف السيسي أن "التوصل إلى حل عادل وشامل لهذه القضية المحورية سيوفر واقعا جديدا يساعد في تحقيق الاستقرار والأمن لمختلف دول المنطقة".

وأشار السيسي إلى "الجهود التي تبذلها مصر لإتمام عملية المصالحة الفلسطينية وتهدئة الأوضاع في غزة، وما تقوم به من إجراءات لتخفيف المعاناة التي يتعرض لها سكان القطاع ومنها فتح معبر رفح طوال شهر رمضان، فضلا عن الاتصالات المستمرة التي تجريها مع الأطراف المعنية من أجل الدفع قدما بمساعي إحياء المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".

وكما صرح طاهر النونو، القيادي في "حماس"،  لسبوتنيك  لروسية21 يونيو الماضي :"استمعنا لموقف مصري واضح برفض صفقة القرن الذي جاء بها كوشنر، فضلاً عن وجود شكل من أشكال الرفض لدى القيادة الأردنية، واصفًا تلك المواقف بالإيجابية للقضية الفلسطينية".

هكذا كان الحديث عن صفقة القرن قد اعلن مؤخرا  في النصف الثاني من يونيو الماضي ،اثناء جولة جاريدكوشنرصهر ومستشار الرئيس الامريكي ترامبللسلام ،ووفد امريكي معة للمنطقة ، حيث التقي الرئيس الفلسطيني عباس والعاهل الاردني عبدللة الثاني ، وكان لقاء الملك مع المبعوث الامريكي بعد ان التقي برئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو ، وكان البيت الأبيض قال في وقت سابق إن كوشنروغرينبلات سيبدآن هذا الأسبوع جولة في إسرائيل ومصر والأردن وقطر والسعودية لبحث الأوضاع في غزة ولتسويق خطة السلام الأميركية التي تعرف بصفقة القرن، وذلك من خلال إقناع هذه الدول بتقديم تمويل مالي بنحو مليار دولار بذريعة معالجة الأزمة الإنسانية التي يعاني منها قطاع غزة.

كانت صحيفة "معاريف" العبرية، قد كشفت حينذاك ،عن لقاء سري جمع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، برئيس الوزراء

وذكرت الصحيفة أن "بن سلمان التقى نتنياهو في القصر الملكي الأردني، على هامش زيارة جاريدكوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إسرائيل، بصحبة المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات".

وكتب جاكي حوجي، المحلل السياسي للصحيفة، أن بن سلمان كان ينتظر نتنياهو في القصر الملكي الأردني، أثناء زيارة الأخير لعمان، يوم الاثنين الماضي.

وأضاف المحلل الإسرائيلي: "حكى لي صديق مقرب هذه الواقعة، بدعوى أن هناك اتصالات مباشرة بين الطرفين السعودي والإسرائيلي، سواء تحت رعاية العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني، أو بدونه"، وتواترت في الأشهر الأخيرة تقارير عن دعم سعودي لما يسمى "صفقة القرن".

لكن كل من عباس والملك الاردني رفضا ما يسمي بصفقة القرن .. رغم ان صحيفة "إسرائيل اليوم" قد ذكرت حينذاك "أن صفقة القرن أصبحت في مراحلها الأخيرة، وأن استدعاء السفير الأميركي لدى إسرائيل ديفدفردمان إلى واشنطن مؤخرا يهدف إلى وضع اللمساتالأخيرة عليها".
 
لكن بعد عودة الوفد الامريكي الي واشنطن ،كتب المسؤولون الثلاثة عن خطة الرئيس الأمريكي ترامب للسلام والمعروفة باسم "صفقة القرن" كوشنر وجيسون جرينبلات والسفير الأمريكي لد اسرائيل ديفيد فريدمان مقالاً مُشتركًا في صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، يدعون فيه حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إلى الاعتراف بإسرائيل، حتى تكون هناك فرصة لإحلال السلام وإنهاء الصراع طويل الأمد.

وقالوا في المقال المنشور على الموقع الإلكتروني للصحيفة، إنه بعد الزيارة البناءة التي أجروها في منطقة الشرق الأوسط، وجدوا أن هناك حقيقة واحدة مؤلمة ولكنها واضحة وضوح الشمس، وهي أن كابوس قيادة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مستمرًا، وأنه لا داعي لإطالة أمد معاناة الشعب الفلسطيني في قطاع غزة.

وحسب المسؤولين الثلاثة، فإنه رغم استثمار مليارات الدولارات لمساعدة الفلسطينيين في غزة على مدار الـ70 عامًا الماضية، إلا أن حوالي 53 بالمئة من سكان القطاع يعيشون تحت خط الفقر، فيما وصلت معدلات البطالة إلى حوالي 49 بالمئة.

ويؤكد المسؤولون أنه لا يوجد أي خيار جيد إذا لم يحدث أي تغيير في الحكم بغزة، أو تعترف حماس بدولة إسرائيل، وتلتزم بالاتفاقيات الدولية وتتوقف عن سياستها العنيفة."

حتي الان لم تصدر حركة حماس بيانا رسميا للرد علي ذلك ، ولكنها طرحت هدنة للسلام مع اسرائيل تحوي الاعتراف المتبادل ، اما عن الزيارات الاخيرة التي قام بها مسئولين مصريين لاسرائيل وغزة فلا ترتبط بما يسمي صفقة القرن ولكن بمحاولة التهدئة بين حماس واسرائيل من جهة وحماس والمصالحة مع السلطة الفلسطينية من جهة اخري .

الاعلام الامريكي والقطري والتركي والاسرائيلي والاخواني يروجون لاشاعات واكاذيب حول موقف مصر من الصفقة ، رغم وضوح الموقف المصري الرافض بشدة للصفقة .