الأقباط متحدون - لقد سلكت مصر طريقاً خطيرًا !!
  • ٠٣:٠٤
  • الاثنين , ٢٠ اغسطس ٢٠١٨
English version

لقد سلكت مصر طريقاً خطيرًا !!

جاكلين جرجس

مساحة رأي

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الاثنين ٢٠ اغسطس ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

ݘاكلين جرجس
من منا يمكن أن ينسى كلمة الرئيس الأميركي السابق " باراك أوباما " وخطابه حول الأحداث المصرية فترة احتلال الاخوان لميدانى رابعة و النهضة الذى قال فيه "إن الولايات المتحدة تدين بقوة الخطوات التي اتخذتها الحكومة المصرية ضد المدنيين " ، و إن "تعاوننا التقليدي مع مصر لا يمكن أن يستمر كما هو والمدنيون يقتلون في الشوارع " مؤكدًا أن "مصر تسلك طريقًا خطيرًا" !!

الآن يتردد فى أذنى تلك السخافات  فى الذكرى الخامسة لفض اعتصامى رابعة و النهضة ... لقد عانى المواطن المصري من ويلات الارهاب و جحافل الشر الظلامية على مدى  العقود الأخيرة  وحتى الآن نتاج الحصاد البشع  لقرارات وتوجهات زمن الحكم المباركى السلبية  ؛ فكان  تحكم تلك الجماعة الباغية فى مفاصل الدولة الاقتصادية و السياسية و التعليمية و الدينية من خلال منابر الوعظ و الجمعيات الاهلية والمدارس و انتشار شباب الاخوان ورسائلهم الظلامية  فى الجامعات و المجتمع المدنى .

فعلى الرغم من علمنا بالتاريخ الدموى وعملياتهم الإرهابية منذ نشأتها 1928 على يد مؤسسها حسن البنا  لم يستطع المجتمع المدنى أن يلفظ تلك الجماعة وأن يجهز بشكل نهائى على شرورها ..

فمن منا لا يتذكر ذلك اليوم الأصعب في تاريخ علاقتنا بتلك الجماعة .. يوم فض اعتصامي رابعة والنهضة ( 14 اغسطس 2013 )  بعد ارتكابهم أبشع الجرائم  الإرهابية على مدى فترة اعتصام عدد كبير من مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي ( 45 يوما ) في رابعة و النهضة، لتتحول الميادين إلى مستعمرات داخل الدولة  وعند  تحرك قوات من الشرطة تجاه المعتصمين وإغلاق الطرق المؤدية إليهما، تبين وجود أسلحة وذخائر داخل مقر الاعتصام ، ومنها تحركت ميلشيات إرهابية مسلحة تهدف إلى نشر الفوضى و إشعال الفتن الطائفية ؛ فعنف الجماعة لم يكن أبداً عشوائيا بل عبر مخطط كبير مُعد في الخارج والداخل  و وفق سياسات واضحة  لإسقاط الدولة.

وقتها وصف القيادي بحزب الحرية والعدالة  "عصام العريان ": أن عملية فض رابعة معركة حقيقية غير متكافئة بين عُزَّل، لا يملكون شيئاً يدافعون به عن أنفسهم، وجيش من البوليس تدعمه قوات وطائرات تحلّق فوقنا، وسيسقط مئات الشهداء وسيندحر الهجوم، وتبقى إرادتنا حرة لا تنكسر أبداً تحت جنازير المدرعات لنحيا أحراراً .

وهنا نسأل : من أين يأتون بهذه القدرة الرهيبة على الخداع و الكذب و التلفيق وتشويه الحقائق ؟!

فكل لحظة من فض الاعتصام كانت موثقة بالصوت و الصورة من خلال وسائل الاعلام و قنوات رصدت و وثقت بشاعة المشهد و العنف القائم ؛ لقد قدمت تلك القنوات دون قصد منها للعالم الدلائل التى لا يمكن تجاهلها ، ولكننا للأسف  لم نستخدمها بخبرة إعلامية حتى الآن لما فيه البرهان على إجرام تلك الجماعة الإرهابية ، فكان من الممكن تقديمها لمنظمات حقوق الإنسان مثل " هيومن رايت ووتش " وغيرها من المنظمات التى تبنت حملات دعم الجماعة الارهابية و وقفت تناهض حقوقنا في العيش بسلام على أرضنا ، و هي التي وصفت استخدام قوات الأمن المصرية للقوة في فض الاعتصامات أنه أسوأ حادث قتل جماعي فى التاريخ المصري الحديث ، وكان من الممكن المبادرة بعرض كم المأسى التى تعرض لها سكان تلك المناطق ؛ وتفويت الفرصة على مساعد المتحدث باسم البيت الابيض جوش أرنست قبل أن يدلي  بتصريحاً "إن الولايات المتحدة تدين بقوة استخدام العنف ضد المتظاهرين في مصر"، داعيًا الجيش المصري إلى التحلي "بضبط النفس" !!!!

وكأن التاریخ یعید نفسه  مرة أخرى حیث تحولت أفعال أنصار الجماعة أقرب ما یكون من أفعال نیرون مع المسیحیین من حرق لكنائسھم وسلب لمحتویاتھا ومطاردة أھلھا؛ فرغم أن التاریخ أثبت أن المسیحیین في مصر لاذوا بالفتح الإسلامي واستجاروا به من الاضطھاد الذي كانوا یعانونه على أیدى الرومان وإحتواء المسلمین لھم في بدایة دخول الإسلام مصر، استخدمت الجماعة ضد الاقباط شتى أنواع العنف خاصة في الصعید سواء في فترة حكم المعزول أو بعد فض اعتصام رابعة ، فكان حرق الكنائس وملحقاتها ، والاعتداء على ممتلكات المسيحيين وإطلاق الأعيرة النارية، و سلب ونهب ممتلكات الأقباط ،وغيرها من الجرائم الطائفية الأكثر عنفًا في تاريخ مصر الحديث .

وعلى الرغم من ذلك كله يخرج علينا اشاوش الجماعة ومناصريهم الآن يدعون إلى المصالحة معهم و الانخراط في أنشطة اجتماعية مع أهالينا الطيبيين ؛ وأسال عن أى مصالحة يتحدثون وسجلهم الأسود ملطخ بلون الدم ؟!

وعليه ،  كلنا ثقة بقيادة الرئيس السيسى الذى يعزز أسس الوحدة الوطنية و يدعو لقبول الآخر ، أن نتجاوز معه كل بشاعات تلك الجماعة الباغية الظلامية ..
ويا حكومتنا ، الأمل كبير في مواصلة  تطهير مؤسساتنا الواحدة تلو الأخرى من ذلك الوجود السرطاني لأبناء المرشد وبشكل أكثر شفافية في الإجراءات لتطمئن القلوب وتهدأ المشاعر .. مازال يملؤنا الأمل فى استكمال مسيرة الطريق الصحيح و دعم الديموقراطية و الحريات ؛ لتعيش مصرنا عهد جديد كدولة مدنية متحضرة ..
 

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع