الأقباط متحدون - فى الخدمة
  • ٠٤:٤٦
  • الأحد , ١٩ اغسطس ٢٠١٨
English version

فى الخدمة

مرقس كمال زاخر

مساحة رأي

١٣: ٠٨ م +02:00 EET

الأحد ١٩ اغسطس ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

مرقس كمال
( ١ ) الغيرة

حسنة هي الغيرة في الحُسنى كل حين (غل ٤ : ١٨)

قابلت ناس كتير فى الخدمة كنت بشوف فيهم تطبيق حقيقى للآية دى يعنى عندهم محبة كبيرة أوى وشبع بالمسيح وغيره قوية من قلوبهم على الخدمة بس كنت بحس فى معظم الأحيان إن كل واحد بيغير بطريقة شكل وبيخدم بنظام معين فبيبقى شغال لوحده حلو جداً

إنما أحياناً لما كذا حد يشتغلوا مع بعض مش بينجحوا وبتحصل مشاكل لإختلاف طريقة التفكير ورغم إن الاختلاف والتنوع ده ميزه كبيرة جدأً عشان كلنا نكمل بعض وإنه مش عيب إلا إننا مش بنفهمه فبيتحول لمصادمات

والامر بيزداد صعوبة لما نربط بين الفكرة والشخص ودى آفة ومرض مجتمعى قبل ما يكون كنسى فبدل مانختلف أو نرفض فكرة معينة بنرفض اللى قالها كمان معاها وناخد منه موقف يوصل للخصام او بالعكس لما نناقش فكرة ونختلف معها يُصور البعض ان الاختلاف مع الراى هو اختلاف مع صاحبه .

وهنا بتروح الفكرة ويفضل رفض الشخص قابع فى عمق العقل والنفس عند البعض مهما حاولوا يداروها بابتسامه مصطنعة او كلمات للتزويق وإدعاء المحبة حتى لو هو نفسه غير فكرته وده بقى بيبقى السحن اللى بيبنيه الانسان لنفسه ويقفل عليه بإحكام

وكتر الكلام ده بيخلى الطاقات اللى المفروض تتوجه للخدمة ونستفاد منها كلها متوجهه لاثبات وجهة النظر الشخصية او الانسحاب من الخدمة (هاخد جنب) ده غير ان كل واحد بيكون له محبين مقتنعين بكلامه فبيُحَمل ضد حد تانى لا إرادياً وشوية شوية من غير دراية المحبة بتقل ويتفتح باب العثرة وبتتكون الشللية وعشان كده نلاقى مواقف بسيطة كان ممكن شوية محبة يدوبوها بتفضل مترسخة فى اذهان البعض وبتزود الفجوة وبتكبر زى كرة التلج طول ما هى ماشية

وهنا تبدأ الازمة الاكبر ان كل واحد بيبقى عاوز يعلن انه الصح وان طريقته هى الانسب والافضل وان فلان غلط وطريقته برضو غلط والواحد بيبقى واقف فى ذهول أمام مبارازات الغيرة وطبعاً بنكتشف إن مش دى الغيرة فى الحُسنى إنما إتحولت لتحزُب وشللية زى ما حذرنا ونبهنا القديس يعقوب الرسول وقال
لأنه حيث الغيرة والتحزب، هناك التشويش وكل امر رديء. ( يع ٣ : ١٦ )

ورغم إنه فى الوقت ده بتُهدر طاقات كتيره فعلاً
إلا إن قناعتى الشخصية مش هتتغير وهى

إن الكل عنده محبة
الكل عنده غيره حُسنى
الكل عنده شبع بالمسيح وعلاقة خاصة معاه
الكل عنده طاقات ومواهب حلوة جدا
الكل عنده افكار تساهم فى التطوير والبناء
الكل عاوز يخدم من قلبه

ولكن أعتقد إن الأمر محتاج الفترة دى لشوية إتضاع وتقديم للأخر
محتاج قناعة إننا مع بعض افضل
محتاج صلاة قوية وتوبة وتنقية لكل واحد فينا
محتاج مراجعة للنفس ومعرفة أى غيرة بنغيرها ؟ محتاج قبول لكل الناس
محتاج أوى إن المسيح يكون ظاهربجد وباين ومُعلن بوضوح ويكون كلامه وحياته معيار نقيس عليه كل تصرفاتنا

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع