الأقباط متحدون - شق الصف
  • ٠٣:٤٧
  • الأحد , ٥ اغسطس ٢٠١٨
English version

شق الصف

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٥٩: ٠٥ م +02:00 EET

الأحد ٥ اغسطس ٢٠١٨

  الأنبا أبيفانيوس أسقف دير أبو مقار
الأنبا أبيفانيوس أسقف دير أبو مقار

د. مينا ملاك عازر
لم أكن أنتوي أبداً الكتابة في حادثة مقتل الأنبا أبيفانيوس أسقف دير أبو مقار العامر حتى تنجلي الحقيقة، ويتبين الخيط الأبيض من الأسود، خاصةً أن نسبة السواد التي تكسو تلك الحادثة كبيرة ليس للزي الرهباني الذي يتحلى به الشهيد، ليس لأعداد الرهبان الدير الذي سيتم استجوابهم، ولكن لحجم الكارثة والكارثة ليست في مقتل أسقف، فهو ليس أول أسقف يقتل، لكن في مكان قتله داخل الدير وبيد مجهولة، لم يخرج تنظيم إرهابي مثلاً يتبنى تلك الجريمة، ولم تصل أجهزة التحقيق للآن لجاني ولا مشتبه به برغم كل التسريبات التي أنا بصددها الآن.

بعيد عن جرعات العزاء التي أتقدم بها للكنيسة ولرهبان دير أبو مقار خاصةً، أركز على أمرين، تلك التسريبات التي وجهت أصابع الاتهام لأب راهب داخل الدير وقيل أنه قال أنه دخل الدير في تمام الرابعة مع أن الكاميرات سجلت أنه دخل في تمام الثانية صباحاً، خاصةً وأنهم قالوا من قبل أن القاتل عطل الكاميرات أو أن الكاميرات كانت معطلة، فهل يتفق الخبرين المسربين؟ وقبلها قيل أن القاتل محترف لأنه فجر جمجمة الأب الأسقف بطلقة واحدة مستغلاً الكاميرات المعطلة، لو كان القاتل محترف فالأمر هنا بحسب قصد المسرب أنه إما إرهابي مدرب أو شخص مدرب على العمليات هذه يستطيع الدخول والخروج والقتل بهذه الوحشية المدمرة لرأس الأسقف دون أن يمسك في حينها.

يأتي التسريب الأحدث هو تجريد راهبان من رهبنتهما، ونشر اسمائهما العلمانية القديمة قبل الرهبانة، وهنا تكذب الكنيسة، نعم الكنيسة التي لم تملك تكذيب ما سبق لأنها ليست جهة تحقيق، وهنا يكمن الفارق الجوهري بين تعاطي الكنيسة السريع مع التسريب الذي يصبها، وتجاهل جهات التحقيق تلك التسريبات بخصوص القاتل والتي تخصها، وكأنها تسرب لتجس نبض تقبل الناس لتلك القصص، ومدى قبولهم للأفكار التي يريدون الإقناع بها، أما الكنيسة ولأن ليس لها مصلحة بل مضرورة من تسريب تجريد الرهبان من رتبتيهما، قررت التكذيب لمنع شق الصف الذي يعاني بالفعل من اختلافات أيديولوجية لا ينكرها أحد، بيد أن الأمر في وجهة نظر الكثيرين لا تصل للقتل.

إذن السؤال هنا، من يريد شق صف الكنيسة؟ من يمتلك البيانات الدقيقة لأسماء علمانية للرهبان المعنيان بقرار التجريد؟ من يملك إصدار قرار مزيف كذبته الكنيسة أم أن الكنيسة أصدرته وسربه أحدهم فكذبته الكنيسة لأن التوقيت لم يكن مناسب، من يريد إلهاء الكنيسة وإلهاء المصريين في شأن كنسي داخلي اعتدنا على مناقشته وطرح أفكارنا فيه بدون تحرج وبصراحة، لكن لم يصل لأحد المختلفين فيه أن يكفر الآخر أو الغضب منه حتى القتل، فالخلاف بين تلاميذ قداسة البابا شنوده والأب متى المسكين قديم، قدر الخلاف بين القامتين، لكن أيا من القامتين لم يتصادم مع الآخر صدام يصل للقتل أو التحريض عليه، الكل مهما اختلف مع الآخر يعيش تحت مظلة المحبة الإلهية، وعلى العموم إن كان القاتل راهب فكلنا تحت الضعف، فالأمر في النهاية ليست قضيتي بل مسؤولية رجال التحقيق، أما والسؤال الأهم الذي يبقى طارح نفسه بالقوة الجبرية من يريد شق صف الكنيسة؟ وسكب الجاز على النار الخامدة فتستعر، فينشغل المصريون كلهم بمصيبة كهذه، من ساند ماكس ميشيل يوماً ليصدر بطاقة كون بطريرك موازي في عهد البابا شنوده ولم يفلح، وعاد ليصطاد في الماء العكر بالدماء الطاهرة ليحاول استغلال تاريخ قديم من الخلافات الفكرية التي لم ترتقي للاختلاف العقائدي حتى يحوله لشكل دموي يشق به الصف ربما لو أجبنا على تلك الأسئلة لعرفنا من القاتل؟ أو من سهل له الطريق ومن يحاول حمايته وتلبيسها لآخرين بجس نبض سيئ السمعة.

المختصر المفيد هناك أيادي ملوثة بالدماء سواء بالقتل الفعلي أو بالترك أو التخاذل أو بإطلاق الشائعات، والكل يجب أن يحاسب لألا يشق الصف.