الأقباط متحدون - على هامش قرارات لجنة الرهبنة وشئون الأديرة .....الرهبنة القبطية!!!
  • ١٥:٥١
  • الخميس , ٢ اغسطس ٢٠١٨
English version

على هامش قرارات لجنة الرهبنة وشئون الأديرة .....الرهبنة القبطية!!!

د. ماجد عزت اسرائيل

مساحة رأي

٢٩: ٠٢ م +02:00 EET

الخميس ٢ اغسطس ٢٠١٨

الاديرة
الاديرة

 د.ماجد عزت إسرائيل

    
   الرهبنة في المسيحية هي حياة الوحدة والزهد والنسك والصلاة والتسبيح بجانب العمل اليدوي بقصد التبتل مع اختيار الفقر طوعاً ،كما أنها فلسفة الديانة المسيحية والجامعة التي تخرج منها مئات البطاركة والأساقفة الذين قادوا الكنيسة بالحكمة فلكي يكون الإنسان راهباً ينبغي أن تكون له ميول للفلسفة والحكمة، لأن حياته كفاح وحرمان وإنتاج من أجل هذه الرسالة السامية التي يدرك خلالها أن فضيلته باطلة إن كان ضياؤها لا يتعدى جدران النفس البشرية ولا ينعكس على البشرية كلها ليغمرها بمعرفة الله.ويرجع تاريخ نشأة الرهبنة في مصر إلى مطلع القرن الرابع الميلادي، حيث انتشرت المسيحية في كل ربوع البلاد، وبدأت في بادئ الأمر حركة دينية مستقلة عن الكنيسة، ولكنها سرعان ما أصبحت جزءاً أساسياً من النظام الكنسي حتى إنها انتقلت إلى سائر أنحاء العالم المسيحي، على أيدي الراغبين فيها بحضورهم من دول أوروبا وآسيا وتسلمهم مبادئها وتعاليمها على أيدي الرهبان المصريين ونقلها لبلادهم؛ فكان لمصر فضل على العالم في معرفة الرهبنة. ولقد أسهمت عدة عوامل جغرافية ودينية،وإقتصادية في انتشار الرهبنة في مصر.
 
     ونركز هنا على العامل الديني فإنه يتمثل في النظر إلى الرهبنة على أنها نوع من الإستشهاد من خلال النسك وتحري أمانة الذات وهجرة الشهوات، بالإضافة إلى رغبة بعض الأفراد في البعد بأنفسهم عن المجتمع المليء بالمفاسد والنجاة منها كما توجد إشارات في الكتاب المقدس تدعو إلى فكرة الرهبنة نذكر منها قول السيد المسيح للشاب الغني: " إن أردت أن تكون كاملاً فإذهب وبع كل أملاكك وأعط الفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني" وأيضا قوله لتلاميذه "إن أراد أحد أن يأتي ورائي فلينكر نفسه ويحمل صليبه ويتبعني فإن أراد أحد أن يخلص نفسه يهلكها ومن يهلك نفسه من أجلي يجدها لأنه ماذا ينتفع الإنسان لو ربح العالم كله وخسر نفسه"  وقوله في موضع آخر "من أحب أباً أو أماً أكثر مني فلا يستحقني .. ومن لا يأخذ صليبه ويتبعني فلا يستحقني ومن وجد حياته يضيعها ومن أضاع حياته من أجلي يجدها"، كما أدى الاضطهاد الديني الذي تعرض له المسيحيون الأوائل من قبل الأباطرة الرومان خلال القرون الثلاثة الأولى للميلاد إلى فرار عدد كبير منهم للصحاري بدينهم حتى لا يتعرضوا للتعذيب. 
 
  وقبل الظهور المحدد للرهبنة عاش عدد من النساك المعتزلين خارج المدن والقرى دون أن تربطهم أية قاعدة عامة، ودون أن يخضعوا لأية سلطة محددة ومارسوا النسك والعزلة فظهر المتوحدون الأوائل ثم تطور نظام الرهبنة بعد ذلك. وهنا نريد إلقاء الضوء على القرارات الإصلاحية لتقويم نظام الحياة الرهبانية بعد ظهور العديد من وسائل الاتصال الحديث،وتطور نمط الحياة الرهبانية داخل الأديرة،والذى بدأ مع وصول الكهرباء والنهضة العمرانية فى بناء القلالى والكنائس الحديثة،وكان لهذا التقدم إثاره على الحياة داخل الدير. 
 
   ومن الجدير بالذكر قد عقدت لجنة الرهبنة وشئون الأديرة بالمجمع المقدس فى يوم الأربعاء الموافق 1أغسطس 2018م  برئاسة قداسة البابا تواضروس الثانى وحضور نيافة الحبر الجليل الأنبا دانيال السكرتير العام للمجمع المقدس ( 19) من الأباء المطارنة والأساقفة رؤساء الأديرة وأعضاء اللجنة جلسة خاصة لمناقشة انضباط الحياة الرهبنية والديرية فى ضوء الحادث الأليم وهو استشهاد نيافة الحبر الجليل الأنبا ابيفانيوس أسقف ورئيس دير القديس أبو مقار بوادى النطرون فى يوم 29 يوليو 2018م، وبعد الصلاة والمناقشات الواسعة تم إصدار هذه القرارات الأثنى عشر التالية :
 
1- وقف رهبنة أو قبول أخوة جدد فى جميع الأديرة القبطية الأرثوذكسية داخل مصر لمدة عام يبدأ من أغسطس 2018 م .
 
2- الأماكن التى لم توافق البطريركية على إنشائها كأديرة سيتم تجريد من قام بهذا العمل من الرهبنة والكهنوت والاعلان عن ذلك , مع عدم السماح بأى أديرة جديدة إلا التى تقوم على اعادة احياء أديرة قديمة , ويتم ذلك من خلال رعاية دير معترف به ( عامر ) .
 
3- تحديد عدد الرهبان فى كل دير بحسب ظروفه وإمكانياته وعدم تجاوز هذا العدد لضبط الحياة الرهبانية وتجويد العمل الرهبانى .
4- إيقاف سيامة الرهبان فى الدرجات الكهنوتية ( القسيسية والقمصية ) لمدة ثلاث سنوات .
 
5- الالتزام بعدم حضور علمانيين على الاطلاق فى الرسامات الرهبانية لحفظ الوقار والأصول الرهبانية الاصيلة .
 
6- تستقبل الأديرة الزيارات والرحلات طوال العام باستثناء فترة صوم الميلاد والصوم الكبير فتكون أيام ( الجمعة والسبت والأحد ) فقط من كل اسبوع والتحذير من زيارة الأماكن غير المعترف بها وهى مسئولية الايبارشيات والكنائس.
 
7- الاهتمام والتدقيق بحياة الراهب وإلتزامه الرهبانى داخل الدير واهتمامه بأبديته التى خرج من أجلها ودون الحياد عنها .
 
8- كل راهب يأتى بالأفعال التالية يعرض نفسه للمساءلة والتجريد من الرهبنة والكهنوت واعلان ذلك رسمياً :
أ‌- الظهور الاعلامى بأى صورة ولأى سبب وبأى وسيلة .
ب‌- التورط فى أى تعاملات مالية أو مشروعات لم يكلفه بها ديره .
ج التواجد خارج الدير بدون مبرر والخروج والزيارات بدون إذن مسبق من رئيس الدير.
 
9- لا يجوز حضور الاكاليل والجنازات للرهبان إلا بتكليف وإذن رئيس الدير بحد أقصى راهبين.
 
10- إعطاء الرهبان فرصة لمدة شهر لغلق أى صفحات أو حسابات على وسائل التواصل الاجتماعى والتخلى الطوعى عن هذه السلوكيات والتصرفات التى لاتليق بالحياة الرهبانية وقبل إتخاذ الاجراءات الكنسية معهم
11- مناشدة جموع الأقباط بعدم الدخول فى أى معاملات مادية أو مشروعات مع الرهبان أو الراهبات وعدم تقديم أى تبرعات عينية أو مادية إلا من خلال رئاسة الدير أو من ينوب عنهم.
 
12- تفعيل دليل الرهبنة وإدارة الحياة الديرية الذى صدر من المجمع المقدس فى يونيو 2013 وهى مسئولية رئيس الدير ومساعديه .
وقد صادق قداسة البابا على هذه القرارات باعتباره الرئيس الأعلى للأديرة القبطية الارثوذكسية
وعلى ابن الطاعة تحل البركه .
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع