الأقباط متحدون - أغلى فشل
  • ١٤:١٩
  • الأحد , ١٥ يوليو ٢٠١٨
English version

أغلى فشل

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٣٢: ٠٢ م +02:00 EET

الأحد ١٥ يوليو ٢٠١٨

تعبيرية
تعبيرية

د. مينا ملاك عازر
يروي لي صديقي القادم من كندا، موقف تعرض له فور وصوله كندا بسنة تقريباً، حيث كانت ابنته تعاني من مرض ما، فاحتاج أن يصرف لها دواء تكلفته خمسمئة دولار، وبعد مدة طويلة جاءته ورقة من الحكومة الكندية -وزارة الصحة- فلم يعبء بها، ولم ينظر لها، وبعد أسبوعين من الورقة الأولى، تكرر الأمر، فقرأ الورقة وذهب للجهة المرسلة، فأفهموه أنهم بمراجعة مصروفاته من الدواء وجدوا أنه صرف دواء كلفه خمسمئة دولار في الوقت الذي لا يقبل القانون الكندي أن يدفع مثل هذا المبلغ، فالأقصى المسموح به مئة دولار فقط، ولذا له أربعمئة دولار، وعليه أن يملأ استمارة ببياناته ليعيدوا له باقي المبلغ، وبالفعل ملأ الاستمارة وبعد ثلاث أيام وصله شيك بالمبلغ!!!.

علامات التعجب من عندياتي للوزيرة صاحبة النشيد القومي، وللحكومة الفاشلة، ولكل حكوماتنا الفاشلة السيئة الكاذبة التي تدعي علينا كذباً وزوراً وبهتاناً أنهم يقدموا أرخص خدمة وأرخص سلع، وهذا ليس صحيح، بدليل ما ورد من هذا الموقف، لكم أعزائي القراء أن تسألوا أنفسكم كم من الأموال نصرفها على الدواء لأنفسنا ولأطفالنا ولا أحد يحاسب، ولا أحد يسأل ولا أحد يسترد أمواله، بل الدواء يزداد غلواً، والفشل يزداد فشل، والسوء يزداد تفحل في فشله، واستفحال في حماقته وتغول في نهش لحم الغلابة.

لو كنتم تقدمون أرخص سلع فالحقيقة تكشفت للجميع الآن أننا ندفع فاتورة أغلى فشل وأنتم تحاسبون بقدر أفكاركم الضيقة والفاشلة والمعدومة الجدوى والفائدة والقيمة، كما أن جودة السلع والخدمات التي تقدمونها وتوفرونها هي الأرداء على مستوى العالم أجمع، ما يعني أننا نحاسب على أغلى فشل وأسوء خدمة.
نحن شعب عظيم بحكومات فاشلة، تعمل لأجل الفشل ونهب الفقراء، ونهش  لحمهم، وابتزازهم ومعايرتهم بفقرهم وعددهم الكبير، ولا تنظر لموجات الفشل التي تنتهجها بكل حرص على أن تبقى في مرتبة الفشل هذه، بل تنزل للدرك الأسفل وكله من جيب المواطن.

تعمل الحكومات المتعاقبة على ابتزاز المواطن بشعارات رنانة وسحب المال من جيبه بضرائب جائرة لا يستفيد منها إلا علية القوم، برواتب خارقة للعادة، ويبقى المطحونون كما هم بلا مظلة تأمين صحي نافعة وقادرة على حمايتهم بأسعار دواء محترمة مناسبة للمواطن، والمهم ن نحاسب على فاتورة بناء المشاريع المخلدة لأسماء السادة،  يا سادة هذا الشعب الذي تستعبدونه وتعايرونه وتكذبون عليه، بأن ما تقدمه الحكومة له من خدمات وما يتاح له من  سلع هو الأرخص ،  وإن جئنا للحق، فهم الأفشل والأسواء في إدارة البلاد والأقل انتفاعاً من كنوز هذا البلد.

المختصر المفيد لا ثورة نفعت فيكم، ولا غضب الشارع، طب نعمل فيكم إيه عشان ضميركم يستيقظ أو تمشوا!؟.