الأقباط متحدون - حدث في مثل هذا اليوم.. 1954.. تحرير البابا يوساب الثاني
  • ٠٤:١٣
  • الخميس , ٢٦ يوليو ٢٠١٨
English version

حدث في مثل هذا اليوم.. 1954.. تحرير البابا يوساب الثاني

في مثل هذا اليوم | البوابة نيوز

٣٢: ٠٩ ص +02:00 EET

الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٨

البابا يوساب الثاني
البابا يوساب الثاني

 كان اختطاف الأنبا يوساب الثاني بابا الكنيسة الأرثوذكسية، من دار البطريركية في شارع «كلوت بيه» بالقاهرة آنذاك، حدثًا جللًا. ويقول الكاتب الصحفي سعيد الشحات، إن الأنبا يوساب وجد نفسه وهو على فراشه محاطا بأربعة شباب يوقظونه من نومه يوم ٢٤ يوليو ١٩٥٤، ويشهر أحدهم مسدسه في وجهه، فظن أنه يتعرض لعملية سرقة، لكنه فوجئ بالشباب يمهلونه خمس دقائق ليرتدي ثيابه في حضورهم، وحسب الدكتور غالي شكري في كتابه «الثورة المضادة» «الهيئة العامة لقصور الثقافة – القاهرة»، فإنه فور تغيير البابا لثيابه قدموا إليه وثيقة تنازل عن العرش البطريركي ليوقع عليها، على أن يخلفه الأنبا ساويرس، مطران المنيا، ووثيقة أخرى يأمر فيها المجمع المقدس والمجلس الملي العام للاجتماع بالإعداد لانتخابات بأبوية جديدة، والتوصية بإعادة النظر في اللائحة الانتخابية المعمول بها، حتى تتمكن الغالبية من المسيحيين الأرثوذكس المصريين من المشاركة في الانتخابات. وقّع البابا على وثيقة التنازل، واصطحبه الشباب إلى الخارج، وتوجهوا إلى دير «وادي النطرون». ووفقًا لـ«شكري»: فوجئت رئاسة الدير بـ«سيدنا» كما كانوا ينادونه، وهو يزورهم بغير موعد سابق ودون موكب رسمي، ودهشوا من الوجوه «الغربية» التي تحيط به، ولكن أحدهم بادر رئيس الدير قائلا: «البابا مريض قليلا وسيرتاح عندكم» وركب مع زملائه وقفلوا راجعين دون أي تفسير آخر. 

بعد العودة تلقت معظم كنائس القاهرة والإسكندرية والمحافظات الرئيسية والصحف ووكالات الأنباء، بيانا من «جماعة الأمة القبطية» تعلن فيه تنازل البطريرك عن العرش، ويدعو إلى انتخابات عاجلة يشارك فيها «الشعب القبطي»، ويطلب من الحكومة ألا تتدخل في شئون الأقباط الداخلية، وينتهي البيان بشعار يقول: «الإنجيل دستورنا، والقبطية لغتنا، والموت في سبيل المسيح أسمى أمانينا»، ويلفت شكري إلى أن هذا الشعار نقل حرفي معاكس لشعار الإخوان: «القرآن دستورنا، والرسول زعيمنا، والموت في سبيل الله أسمى أمانينا».
 
كان إعلان «الأمة القبطية» عن تنازل البابا لافتًا، وطبقًا لذلك بدأت عملية البحث عن أصلها، وحسب «شكري»: «تبين أن وزارة الشئون الاجتماعية منحت لـ«إبراهيم هلال» ترخيصًا لإقامة الجمعية، وتبين أنها نشطت خلال عام واحد نشاطًا لا يوازيه إلا نشاط جماعة الإخوان. 
 
أرسلت الحكومة وزير التموين «جندى عبدالملك» إلى المقر البابوى يوم ٢٥ يوليو للتفاوض مع الخاطفين الذين تواجدوا فيه لاستكمال باقي مخططهم، وكان الاعتقاد السائد لدى الحكومة في البداية أن الحدث كله يتعلق بمسائل قبطية داخل الكنيسة، لكن الوزير اكتشف أنه أمام جريمة مكتملة الأركان، فأبلغ على الفور وزير الداخلية، وفى ظهر مثل هذا اليوم «٢٦ يوليو ١٩٥٤» اقتحمت الشرطة مبنى «الجماعة»، ووفقًا لصحيفة «الأهرام ٢٧ يوليو ١٩٥٤»: «البوليس يعتقل ٣٦ شابًا من جماعة الأمة القبطية المنحلة» و«عودة بطريرك الأقباط إلى البطريركية أمس»!