الأقباط متحدون - نبل المقاصد.. لا يكفى
  • ٠٩:٣٤
  • الأحد , ٢٢ يوليو ٢٠١٨
English version

نبل المقاصد.. لا يكفى

مقالات مختارة | بقلم الأنبا موسى

٣١: ٠٣ م +02:00 EET

الأحد ٢٢ يوليو ٢٠١٨

الأنبا موسى
الأنبا موسى

لا شك أن شبابنا يواجه تحديات اقتصادية ذات مصادر متنوعة، وبخاصة فى هذا القرن الجديد الحادى والعشرين.. وهذه بعضها:

1- الأزمة المالية العالمية
بدأت فى الولايات المتحدة الأمريكية، بسبب أزمة العقارات، حيث قامت البنوك بتقديم قروض ضخمة لهذا القطاع، دون دراسة لإمكانية السداد، ولجدوى المشروع الكبير، وبعد استحالة السداد المناسب، انهار هذا القطاع، وكانت الخسائر فادحة.

وبدأت الدولة تسعف البنوك من خسائر ضخمة، وذلك من مخزونها الخاص، وحتى الآن لم تظهر جدوى هذه الإسعافات، فمازالت البطالة تتفشى فى الغرب.

وانتقلت العدوى إلى أوروبا، فانهار الاقتصاد اليونانى بسبب ديونه الضخمة، وأخذ قروضاً هائلة من الصندوق الدولى.. وفى الطريق إلى دول أخرى.

حتى أصبح يقال: «إن شمس الاقتصاد التى كانت تأتى من الغرب أصبحت الآن تأتى من الشرق» ويقصدون الصين والهند ودول آسيا.. وها نحن نرى زحف المنتجات الصينية فى كل مكان، ورحلات الشباب من بلادهم إليها!

2- ازدياد معدلات البطالة
هناك بطالة لحوالى نصف مليون من الشباب سنوياً فى أمريكا.. والبطالة تزداد فى كل مكان، سواء كانت صريحة أو مقنَّعة، وذلك بسبب:

أ- الأزمة المالية العالمية.

ب- ازدياد النسل بصورة غير محسوبة.

ح- نوعية التعليم غير المناسب لسوق العمل.

د- تنامى تيار الخصخصة.

هـ- قلة مشروعات التدريب والتأهيل المهنى الفعال.

و- عمالة الأطفال وأطفال الشوارع.

3- تزاوج رأس المال بالسلطة
فمع تقديرنا لدور رجال الأعمال فى إقامة مشروعات تحّد من البطالة وهى أمور لابد منها لاستمرار الاقتصاد فى دوره.. إلا أن «الخصخصة» و«الميكنة»، حينما يتم تبنيها حكومياً، تسهم فى زيادة البطالة. كما أن توغل الرأسمالية يكون على حساب الاقتصاد المنتج، ليحل محله الاقتصاد الريعى. ومن هنا تزداد البطالة، ويقل الإنتاج، ويضعف التصدير. وهناك تجارة يمكن أن تضرب المنتج المحلى.

4- الميكنة
وهذا تطور سريع، يجعل من الماكينة بديلاً عن عشرات العمال.. ويستحيل أن نطلب من صاحب العمل ألا يستخدم الميكنة لكى يوظف بدلاً منها عمالاً.. هذا تطور حتمى يستحيل أن نتلافاه وإلا فسوف نعادى التطور العلمى العالمى.

5- الحاجة إلى الطريق الثالث
لا شك أن الاشتراكية رغم نبل مقاصدها، كثيراً ما كانت سببا فى «الفساد والإفلاس».. ولكن الرأسمالية أيضاً تكون- حينما تتوغل- سبباً فى «البطالة» وهروب رؤوس الأموال، والاقتصاد «الريعى» غير المنتج.. لهذا يحتاج العالم الآن إلى ما يسمى بالطريق الثالث الذى يأخذ من الرأسمالية «حرية حركة رأس المال»، ومن الاشتراكية «نبل المقاصد والأهداف»... فيكون نوعاً من الرأسمالية المنضبطة حكومياً، من خلال قوانين ومؤسسات متخصصة.

6- الاحتياجات أكبر من الإمكانيات
ويظهر هذا جلياً فى احتياجات المعيشة اليومية، والأكثر حين يأتى الاحتياج إلى شقة، أو زواج، أو مشروع حرّ... إلخ.

أضف إلى ذلك التقاليد والعادات المعوَّقة مثل: اتساع الشقة وموقعها، الشبكة، تكاليف الزواج، وحفل الزواج... إلخ.

7- الانفجار السكانى
تعانى مصر من التناسل المتزايد، فكثيرًا ما يكون هذا عائقًا فى إتمام الزواج أو حتى التفكير فيه! الذى يأكل كل تطور اقتصادى أو معيشى، فنحن كنا 20 مليوناً سنة 1952 و6 ملايين فدان، وفى سنة 2010 صرنا 85 مليوناً، مع نمو قليل فى الأراضى الزراعية، والآن ما يقرب من 100 مليون!

أضف إلى نقص الرقعة المنزرعة نقص المياه، واحتمالات تهديد مواردنا المائية، وإصرارنا على الرى بالغمر، بدلاً من الرش أو التنقيط.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع