الأقباط متحدون - الاب لوقا نجيب : صمت الحكمة ونعمة الروح
  • ٢٠:٥٧
  • الأحد , ٣ يونيو ٢٠١٨
English version

الاب لوقا نجيب : صمت الحكمة ونعمة الروح

سليمان شفيق

حالة

٥١: ٠٦ م +02:00 EET

الأحد ٣ يونيو ٢٠١٨

الاب لوقا نجيب
الاب لوقا نجيب

سليمان شفيق
                      (1969/ 2018)
َوَمَّا كَمِلَتْ أَيَّامُ خِدْمَتِهِ مَضَى إِلَى بَيْتِهِ لوقا :1/23.
                               
 تعرفت علي ابونا لوقا نجيب منذ خمسة سنوات ، وجة فرعوني من وجوة الفيوم ، وتحمل عيناة بريق حورس وتتسع وجنتية كما اوزوريس ، ويشع من صوتة حزن ايزيس وهي تبحث علي طول النهر عن جسد اوزوريس وصولا عراقة ابيدوس في البحث عن الخلاص .

كلما تحدث معة كان صمت حزن عينية يذكرني بأنة ابن السماء وسليل شهداء اخميم الذين استشهدوا داخل الكنيسة حيث كان الاباء والامهات يهتفون :
"نحن ماضون إلى ملكوت السماوات"، وكانوا يقدمون أولادهم للسيف ويشجعونهم بقولهم: "لا تخافوا فما هي إلا برهة وتمضون إلى العريس السماوي" ، كان يدرك بروحة انة سيمضي الي العريس السماوي .

هكذا شعرت صباح الاثنين (28/5) وقت ان فاضت روحة نحو السماء ، متأثرا بأصابية في حادث سيارة ، أثناء عودته من القاهرة مساء يوم الجمعة (25/5)،  والذي نقل نقل علي أثره لمستشفى أسيوط الجامعي، ولكن كل محاولات الطب لم تستطيع ان توقف ارادة الله  ورغبة الكاهن لوقا ان يلحق بالعريس السماوي مع شهداء اخميم ، وصعدت روحه الطاهرة للسماء ، واقيمت صلاة جناز لوقا نجيب ، بكنيسة الخازندارية حيث ترأس صلاة الجناز، نيافة الأنبا يوسف أبو الخير، مطران إيبارشية سوهاج للأقباط الكاثوليك ، ثم  ثم شيع جثمانة الكريم بمدافن عائلتة الكاهن بكوم غريب .

ولد (امير نجيب نصرللة) الاب لوقا في 29/ يناير 1969 هناك في قرية هناك علي طول الشط وعمق النهر ، "كوم غريب"،وهو الابن الاصغر مثل (يوسف ابن يعقوب )، درس الابتدائية بمدرسة كوم غريب الابتدائية ، والاعدادية  بمدرسة ام دوما الاعدادية ، والثانوية بطما الثانوية، بطما ،القرية التي أعطت للكنيسة والوطن العديد من الابرار والقديسين ، ترعرع في حضن ابويين ابرار الاب كان "يعمل بالبناء" و علم ابنة بناء الروح والانسان ، وحب الكنيسة والخدمة ، وشأنة شأن العديد من ابناء سوهاج قرر التبتل والخدمة ، ولما لا وسوهاج بها 53 ديرا ومنها دير القديس شنودة رئيس المتوحدين ، ولذلك قرر امير أن يلتحق بالاكليريكية بالمعادي 22/9/86، وحصل علي ليسانس الفلسفة واللاهوت مايو 95 وعين مديرا للاكليركية الصغري بطهطا ، ثم عمل كمساعد راعي لكنيسة العذراء بالخازندرية 1997، ثم  راعي بكنيسة العذراء بالهماص ، وكنيسة مار جرجس بالنجيلة ،  بعدهم سافر الي روما 2003 وانهي الماجستير في اللاهوت الروحي من روما 2005 من الجامعة الانطونية ، عاد للخدمة  مكونا بالكلية الاكليريكية بالمعادي ،  ليعود من بعد الي ايبارشية سوهاج مسئولا عن البطرخانة بطهطا ثم راعيا بكنيسة مار جرجس بالشورانية ، ثم الي كنيسة العذراء بالخازندارية بطهطا ،ولكن الروح القدس كانت نار تنبعث من قلبة وروحة وتشع من خدماتة المتعددة ، فبعد ان تنقل في الكهنوت بين كنيسة العذراء بالهماص ، وكنيسة مار جرجس بالشورانية ، اضافة الي خدمات كثيرة منها مسئوليتة عن الشباب الايبارشي ، وايمان ونور والعدالة والسلام في سوهاج ، اضافة لخدمات علمية مثل مسئوليتة عن الاكليريكية بطهطا .

كان صمتة كما قال يشوع ابن سيراخ (19/38): "رُبَّ صامتٌ عن فطنة"، لذلك اعطي هذا الكاهن الذي أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ».  مز 110/4"،ان "يعمل ويعلم" كسيدة المسيح  ، يحبة الاطفال والشباب والشابات ، متواضع وكم رايتة وهو يحتضن طفل من ألاطفال (اصحاب الاحتياجات الخاصة) في خدمة "ايمان ونور" ،وكأنة أب يحمل قلب أم ، ومع الشباب يتسع هذا القلب في حيوية ويفيض كالنيل في عذوبة،  يرتوي الشباب منها بالروح ، ويجوب القري والنجوع الفقيرة دون ضجيج ولا طلبا للشهرة ، وحينما كان يخدم في العدالة والسلام كنت اراة عالما يجسد علمة في هدوء وروحانية ، لاحظت كثيرا تحملة الحزن في عينية  ذات الالم الصامت  علي الوجنتين، لتعكس كما جاء في رسالة رومية :( 8/28) بعض كلمات التعزية لمن يمرون بأوقات صعبة وآلام :

 "وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعاً لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ". ويكرز الاب لوقا ويفتقد الجميع معبرا عن تدبير الله لحياتنا،  وكيف إنه يخطط كل أحداث حياتنا – حتى الألم، والتجربة .

رحل ابونا لوقا وترك فينا روح الحق ، لنعرف الحق والحق يحررنا ،كنت اراة في جميع خدماتة يحقق ما طالب به معلمة الاول المسيح :
"لأَنِّي جُعْتُ فَأَطْعَمْتُمُونِي. عَطِشْتُ فَسَقَيْتُمُونِي. كُنْتُ غَرِيبًا فَآوَيْتُمُونِي. عُرْيَانًا فَكَسَوْتُمُونِي. مَرِيضًا فَزُرْتُمُونِي. مَحْبُوسًا فَأَتَيْتُمْ إِلَيَّ."

صلي من اجلي ومن اجل كنيستك وايبارشيتك امام عرش النعمة مع (24) كاهنا وسائر القديسين وسلاما ونعمة للاباء الأب متى زين العابدين راعى كنيسة طما للاقباط الكاثوليك ومدير مكتب التعليم المسيحى بسوهاج، والأب ميخائيل رزق الله راعى كنيسة كوم غريب بطما، وشهداء اخميم .

عزاء لاسرتك  ولاخوتك الكهنة في الايبارشية ، وللمطران يوسف ابو الخير والبطريرك ابراهيم اسحق ، وسأظل اتذكرك في صمت تأملاتي حتي القاك في عالم اكثر شفافية وحرية ومحبة .