الأقباط متحدون - ما الذى يحدث فى الكنيسة المصرية؟!
  • ١٨:٢٧
  • السبت , ٢١ يوليو ٢٠١٨
English version

ما الذى يحدث فى الكنيسة المصرية؟!

مقالات مختارة | هاني لبيب

٢٤: ١٠ ص +02:00 EET

السبت ٢١ يوليو ٢٠١٨

هاني لبيب
هاني لبيب

أتتبع منذ فترة حملة الهجوم المنظم من بعض صفحات الفيسبوك على البابا تواضروس الثانى بشكل خاص، وعلى الكنيسة بشكل عام. وهى حملة تستهدف تشويه صورة البابا باعتباره رمز الكنيسة المصرية، وتصدير صورة الانشقاق والانقسام داخل الكنيسة. ومن الواضح أن هذه الصفحات تتبع من نصبوا أنفسهم وكلاء على الكنيسة ورجالها.

الطريف فى أمر تلك الحملات المنظمة.. أنها لا تركز على ما يجب التركيز عليه مثل: تطوير نظام انتخاب البطريرك، وعمل لائحة متطورة لمدارس الأحد والأسر الجامعية، وتأسيس نظام جديد ومتطور بشرط الحصول على الدرجة العلمية «الدكتوراه تحديدا» فى اختيار الأساقفة بعد 7 سنوات من إقرار هذا النظام. ترتكز الحملات على تضخيم بعض القضايا التى هى فى حقيقتها تمثل إنجازاً للكنيسة المصرية الآن وليس إخفاقاً.. كما يحاولون أن يصوروا للرأى العام.

استطاع البابا تواضروس الثانى أن يقوم بتغيير منظومة مركزية التحكم والقرار فى قضايا الأحوال الشخصية من خلال المجلس الإكليريكى للأحوال الشخصية، سواء من خلال التغيير الكامل لكل اللجان الرئيسية والفرعية للمجالس الإكليريكية للأحوال الشخصية، أو بضم أطباء نفسيين ومستشارين قانونيين لها للمرة الأولى لمراعاة أبعاد جديدة لم تكن تؤخذ فى الحسبان. وقبل ذلك العمل على إعادة النظر فى مقولة الراحل البابا شنودة الثالث «لا طلاق إلا لعلة الزنا» المرتكزة على قول السيد المسيح «من طلق امرأته إلا لعلة الزنى يجعلها تزنى» متى 5: 32، وإعادة تحديد أسباب الطلاق وبطلان الزواج تيسيراً على العائلات المسيحية لحل مشكلات الأحوال الشخصية. كل ما سبق، يأتى فى إطار تجديد النظام الإدارى للكنيسة حسب المسؤوليات سواء بتداول تولى المسؤوليات سواء بالانتخاب أو التعيين لسكرتارية المجمع المقدس «أعلى سلطة دينية فى الكنيسة» ومقررى اللجان والسكرتارية. فضلاً عن تجديد الفكر والأداء فى آلية عمل الكنيسة سواء داخلياً أو خارجياً. ودعم ما سبق بوجود معهد متخصص للعلوم الإدارية والتنموية لتقديم دورات تدريبية متخصصة لرجال الدين.

الملاحظ أيضاً، أنه منذ تولى البابا تواضروس الثانى مسؤولية الكرسى البابوى منذ 5 سنوات تقريباً قد وطد العلاقات الثنائية مع الفاتيكان من خلال الزيارات المتبادلة والحوارات المستمرة، وذلك فى إطار السعى للوحدة التى لا تمس الثوابت الخاصة للكنيستين الأرثوذكسية المصرية والكاثوليكية الغربية، واحترام وتقدير خصوصية كل طرف.

تحليل ما سبق.. يؤكد أن هناك صراعا مستترا، يديره وكلاء إلكترونيون لمصلحة بعض الأطراف سواء من داخل الكنيسة أو خارجها تحت بند الترويج الوهمى بالحفاظ على الكنيسة ووحدتها.

نقطة ومن أول السطر.. شخصياً لدىّ ملاحظات عديدة على بعض مواقف الكنيسة، ولكن فى إطار الاختلاف الرشيد الذى يقدم بدائل وحلولاً وسيناريوهات عملية قابلة للتنفيذ والتحقيق، فالأمر لا يقتصر على النقد لمجرد الوجود والمشاركة لأنه ربما يتحول إلى هدم وتدمير وتشويه.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع