الأقباط متحدون - ماذا يريد الشعب القبطي في 30 يونيو
  • ١٣:٤٨
  • السبت , ٣٠ يونيو ٢٠١٨
English version

ماذا يريد الشعب القبطي في 30 يونيو

نبيل المقدس

مساحة رأي

٤٠: ١١ ص +02:00 EET

السبت ٣٠ يونيو ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

نبيل المقدس
     يوم 30 يونيو هو يوم الذكري الوحيد فيه المفروض الشعب المصري أن يتباهي به .. كان المفروض يخرج الشعب من جميع الطوائف إلي شوارع مصر من شمالها إلي جنوبها ومن شرقها إلي غربها , وذلك للإحتفال بإسترداد هويته المصرية الممدودة من جذورها بالإنسانية .. كان السبب الأول بهذه الثورة هو ابطال السياسة الدينية التي كادت تكون الصفة الرئيسية في غفلة من الزمن .. مصر الفرعونية ذات الطابع التسامحي كادت توشك أن تصير  دولة من دول الملالي .. حيث كل خطوة يجب ان تكون مختومة من هؤلاء الملالي واضحا , أو بفتوي من فتاوي شيوخهم الغبرة مصرحا لها بالتنفيذ  !

     إنتظر الشعب المصري وخصوصا المسيحيين منهم أن تكمل جميلك وتنفذ ما تردده دائما أننا نبني مصر الحديثة الديموقراطية . كان الشعب المسيحي متأكدا انك بقوة شخصيتك العسكرية , وبقوة ارادتك ان تصير مصر دولة ديموقراطية .. لكن لم نجد أي بداية اجراءات في تنفيذ ما تردده دائما . خرج الشعب بجميع عناصرها بثورة في مثل هذا اليوم متعشمين في ان ننهي حكاية مصر علي انها دولة اسلامية دينها الإسلام . لكن مرت فترتك الأولي ولم يحدث اي تقدم في هذا الموضوع .. نحن المسيحييون لدينا الإستعداد أن نأكل " طقة " واحدة في اليوم حتي تصير مصر بلدة مصرية لديها الإمكانية ان تقبل جميع الأديان السماوية .

  مسيحيو مصر يريدون ان ترجع مصر كما كانت قبل قرار السادات الذي يقسم مصر إلي دينين منفصلين ... نحن نريد مصر تصبح مدنية بحتة .. نحن لا نطمع بأنها تصير دولة علمانية .. لكن علي الأقل دولة لا دينية .. فالشعب المصري قوي التدين , ولا ينسي شعائر عقيدته ... مصر كان يُضرب بها المثل الأعلي في سياستها حتي اخر ملك لها . مصر الملكية كانت من اعظم بلدان العالم علما وسياحة .

    نحن نعلق أمالنا عليك يا سيادة الرايس بفصل الدين عن السياسة , وتعديل البند الثاني من الدستور .. لو أتممت ذلك العمل تصير " سيسي مصر الأول " في تحرير مصر من قيود الشريعة . مصر يا سيادة الرايس امامها اعمال كثيرة لكن الشريعة تقف امامها كالحجر الذي يعوق سريان المياه في مجراه. 
       لا ننسي انك تنادي بتجديد الخطاب الديني .. وسبب فشل هذا التجديد يإستمرار هو مؤسسة الأزهر نفسه ... فهناك ثوابت دينية من الصعب تخطيها .. إذا نخن لن نتقدم ونلحق البلدان الأسوية المسلمة .. لكن شعوبها اتخذت الديانة نقطة انطلاق فقط للرقي والتقدم .. و لم تدخله في الأمور التي تبتعد عن صلة الله بربه .                            

     لا ننكر انك تهتم بإحتياجاتنا من بناء كناءس واستخراج رخص البناء في المدن الجدجيدة ... كل هذا لا ننساه .. فنحن نعيش في عصر بناء دور العبادة بكل حرية .. لكن ما نزال نريد ان نسترجع هوية مصر القديمة .. نحن نعترف ان الديانة الإسلامية هي دين الدولة .. لكن في حدود عبادتها فقط .. نحن نريد ان نعيش مع اخوتنا بدون فواصل تجعلنا متربصين لبعض لأي خطأ يقع من اي جهة فينا .

    هذا ما يريده الشعب القبطي .. وهو طلب ليس من الصعب تنفيذه .. علي الأقل الغاء جميع الأحزاب الدينية التي وصلت إلي حوالي اربعة احزاب علي ما افتكر ... كما نتمني الغاء البند الثاني من الدستور .. فنحن كمسيحيين نعتز بكل امر قمت سيادتكم عملته من أجلنا من حراسة الكناءس وتهنأتكم بأعيادنا اما بالحضور او اريال مندوب لكم .

      اخبرا اخب اذكر سيادتكم انك تردد داءما مصر الديمقراطية المدنية ... نحن مستعدون الإستشهاد في سبيل مصر تسترد هويتها المصرية ..!!

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع