الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. وقوع معركة قوصوة
  • ٠٨:٤٥
  • الجمعة , ١٥ يونيو ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم.. وقوع معركة قوصوة

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٩: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ١٥ يونيو ٢٠١٨

وقوع معركة قوصوة
وقوع معركة قوصوة

فى مثل هذا اليوم 15 يونيو 1389م..
وقوع معركة قوصوة التي انتصر فيها السلطان العثماني مراد الأول على الجيش الصربي والتي مكنت العثمانيين من السيطرة على البلقان.

معركة قوصوه (نسبة إلى قوصوه، كوسوفو حاليا) هي معركة وقعت في 15 يونيو 1389 / 20 جمادي الآخر 791 هـ بين جيش العثمانيين وجيوش الصليبيين المكونة من الجيش الصربي والألباني بقيادة ملك الصرب أوروك الخامس. حدثت المعركة في مكان يسمى قوصوه (كوسوفو حاليا) موقعها حوالي 5 كيلومترات (3.1 ميل) شمال غرب مدينة بريشتينا الحديثة. .

انزعج ملوك أوروبا من توسعات الدولة العثمانية والتي كانت قد توغلت في القارة الأوربية حتى تاخمت حدود دولة الصرب والبلغار وألبانيا وأحاطت بالقسطنطينية من كل اتجاه، فأرسلوا إلى البابا يستنجدونه فقام بدعوة ملوك أوروبا لحروب صليبية جديدة. في تلك الأثناء قام ملك الصرب بمهاجمة أدرنة وكان مراد غائبا عنها، فلما علم بأمر الهجوم عاد وحارب الصرب وهزمهم. واستمرت المناوشات بين العثمانيين والأوروبيين مدة من الزمن حتى عقد الصرب والبلغار صلحا مع الدولة العثمانية نظير حماية سنوية يدفعونها لهم. قام الصرب بنقض عهودهم وتحالفوا مع ألبانيا ضد العثمانيين ليلتقي الفريقان في قوصوه.

دارت المعركة بعنف وحمى الوطيس وتطايرت الرؤوس وظلت الحرب سجالاً حتى فر صهر ملك الصرب "لازار" ويدعى "فوك برانكوفتش" ومعه عشرة آلاف فارس والتحق بجيش المسلمين، فدارت الدائرة على الصرب وجرح لازار وأسر فقتله العثمانيون وانتصر المسلمون، وأثناء تفقد السلطان مراد ساحة القتال قام صربي جريح من بين القتلى وطعنه فجأه بخنجر فقتله على الفور.

ظلت أهوال تلك المعركة ماثلة في وجدان الصرب حتى نهاية القرن العشرين عندما أعلن الرئيس اليوجوسلافى وقتها سلوبودان ميلمشيفتش عام 1989 في خطاب نارى ملئ بالخلفية التاريخية انهاء حالة الحكم الذاتى التي كان إقليم البوسنة والهرسك يتمتع بها حتى ذلك الحين مما عجل باشعال الحرب الأهلية اليوجوسلافية عام 1991 باعلان جمهوريتى سلوفينيا وكرواتيا الاستقلال عن الدولة الفيدراية اليوجوسلافية فقامت حروب البلقان الجديدة ثم امتدت إلى البوسنة والهرسك ثم إلى كوسوفو ولم تنته تلك الحروب قبل التوصل إلى اتفاقيات وقعها الصرب اضطرارا وتقضى باستقلال كل تلك الجمهوريات وتفكيك دولة يوجوسلافيا القديمة.

الملكُ العادل والسُلطانُ الغازي الخُداوندگار أبو الفتح غيَّاثُ الدُنيا والدين مُراد خان الأوَّل بن أورخان بن عُثمان القايوي التُركماني ، ويُعرف اختصارًا باسم مُراد الأوَّل أو مُراد الخُداوندگار و«خُداوندگار» كلمة فارسيَّة يُقصد بها الإشارة إلى حاملها بِأنَّهُ حاكمٌ بِأمر الله أو بِفضل الله، لِذا اشتهر هذا السُلطان بِأنَّهُ «مُرادُ الله». هو ثالث سلاطين آل عُثمان وأوَّل من تلقَّب بِلقب سُلطانٍ بينهم، بعد أن كان والده أورخان وجدِّه عُثمان يحملان لقب «أمير» أو «بك» فقط. والدته هي نيلوفر خاتون‎ ابنة صاحب يني حصار البيزنطي، فهو بهذا أوَّلُ سُلطانٍ عُثمانيٍّ صاحب جُذورٍ تُركمانيَّة - بيزنطيَّة.

تولَّى الحُكم بعد وفاة أبيه السُلطان أورخان سنة 1360م، وكان عُمره 36 عامًا وقتها، واستمرَّ حُكمه 31 سنة تمكَّن خلالها من توسيع نطاق إمارته حتَّى أصبحت قوَّة إقليميَّة كبيرة. كانت باكورة أعماله فتح مدينة أدرنة في تراقيا ونقل مركز العاصمة إليها من بورصة، ثُمَّ تابع فُتوحاته وتوسُعاته في جنوب شرق أوروپَّا، فضمَّ الكثير من البلاد إلى مُمتلكاته وإلى ديار الإسلام، وأجبر أُمراء الصرب والبلغار وحتَّى الإمبراطور البيزنطي يُوحنَّا الخامس پاليولوگ على الخُضوع له ودفع جزية سنويَّة لِلدولة العُثمانيَّة. ولمَّا بلغت الأخيرة مبلغًا كبيرًا من القُوَّة والازدهار خضعت لها الإمارات التُركمانيَّة في الأناضول بعد أن تبيَّن لها عدم جدوى مُقاومتها وصحَّة مُحالفتها، إلَّا إمارة القرمان التي حاول أميرُها علاءُ الدين بن علي الداماد إثارة حمية الأُمراء المُسلمين المُستقلين وتحريضهم على قتال العُثمانيين لِيُقوِّضوا أركان مُلكهم الآخذ في الامتداد يومًا فيومًا، فكانت عاقبة دسائسه أن هاجمه العُثمانيَّون واستولوا على مدينة أنقرة عاصمة إمارته، فاضطرَّ إلى مُهادنتهم بِدوره.

وسَّع مُراد الأوَّل غزواته وفُتوحاته في شبه جزيرة البلقان التي كانت في ذلك الحين مسرحًا لِتناحُرٍ دائمٍ بين مجموعةٍ من الأُمراء المسيحيين الثانويين. فاستولى سنة 1383م على مدينة صوفيا في بلغاريا، ثُمَّ سالونيك في مقدونيا، وشنَّ عدَّة غارات على عديدٍ من القلاع والحُصُون في شمال بلاد اليونان، فاضطَّرب لِذلك المُلوك المسيحيُّون المُجاورون وطلبوا من البابا أوربان الخامس أن يتوسَّط لدى مُلوك أوروپَّا الغربيين لِيُساعدوهم على مُحاربة المُسلمين وإخراجهم من أوروپَّا خوفًا من امتداد فُتُوحاتهم إلى ما وراء جبال البلقان، فلبَّى البابا نداءهم ودعا إلى حملةٍ صليبيَّةٍ لِلدفاع عن القارَّة الأوروپيَّة ضدَّ المُسلمين. وفي 19 جُمادى الآخرة 791هـ المُوافق فيه 12 حُزيران (يونيو) 1389م، التقت الجُيُوش العُثمانيَّة بِالقوى الصربيَّة - تُساندُها قوىٍ من المجر والبلغار والأرناؤوط (الألبانيين) - في سهل قوصوه (كوسوڤو)، فدارت بين الفريقين معركةٌ عنيفة قُتل فيها السُلطان مُراد غدرًا على يد جُندي صربي تظاهر بِالموت، ولكنَّ العُثمانيين لم يلبثوا أن نظَّموا صُفوفهم تحت قيادة بايزيد بن مُراد، فهزموا القُوَّات الصليبيَّة هزيمة شنعاء..

كان مُراد الأوَّل أوَّل سُلطانٍ عُثمانيٍّ يموت في أرض المعركة، والوحيد من سلاطين بني عُثمان الذي قُتل في الحرب، وأُضيف إلى ألقابه بعد وفاته لقب «السُلطان الشهيد». تكمن أهميَّة مُراد الأوَّل بِنجاحه في الارتقاء بِالإمارة العُثمانيَّة إلى طور الدولة، وقد مهَّدت وضعيَّة فُتوحاته السبيل لِتطوير النظام الإنكشاري وإحداث تغييرات هامَّة في نُظم الإمارة، ما ساعد على وضع أُسس الهيكل المركزي فيها.[3] وكما كان حالُ والده وجدِّه من قبل، عاش مُراد حياةً زاهدةً أقرب إلى حياة المُتصوفين، فكان لباسه لِباس الدراويش عكس ما تُصوِّره اللوحات، واشتهر بِقلَّة كلامه وحُبِّه مُجالسة العُلماء والتفقُّه بِالشريعة الإسلاميَّة، وقد وصفه المؤرخ الفرنسي «كرينارد» بِقوله: «كَانَ مُرَاد أَحَد أَكبَر رِجَال آل عُثمَان، وَإِذَ قَوَّمنَا تَقويمًا شَخصيًّا، فَقَد كَان في مُستوى أَعلَى مِن كُلِّ حُكَّامِ أوروپَّا».