الأقباط متحدون - الدولة بين أصحاب المعاشات وأصحاب المعالي
  • ٠١:٠١
  • الجمعة , ٨ يونيو ٢٠١٨
English version

الدولة بين أصحاب المعاشات وأصحاب المعالي

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٤٥: ١١ ص +02:00 EET

الجمعة ٨ يونيو ٢٠١٨

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

د. مينا ملاك عازر
لا تقع مصر بين قارتين وبحرين فقط، ولكن بين فئتين، فئة تاخد مال الدولة وفئة يتاخد منها مال للدولة، الفئة الأولى تزيد رواتبها لأكثر من أربعين ألف جنيه، وترتفع ميزانيتها لأكثر من مليار وأربعمئة مليون جنيه، بزيادة تصل لثلاثمئة مليون جنيه، وفئة أخرى تستخسر الدولة فيهم تنفيذ أحكام القضاء والتي تقضي بإعطاء حقهم في خمس علاوات، وهذه الفئة هي أصحاب المعاشات، وما بين أصحاب المعاشات وأصحاب المعالي، تقع فجوة كبيرة، فأصحاب المعالي يعيرون أصحاب المعاشات بأنهم يعطونهم مليارات الجنيهات ما بين حد أدنى وأقصى كعلاوة سنوية، مع أن أصحاب المعالي لا يدفعون شيء من جيوبهم لهذه الفئة المطحونة، وإنما هو مجرد حق لهم تم خصمه من رواتبهم باسم التأمين على مدى مدة عملهم، ورغم هذا مع كل زيادة للمعاشات يخرج أصحاب المعالي يعيرونهم ويذكرونهم بأنهم عبء وهذه ليست تذكرة ولكنها أكذوبة، هم ليسوا عبء ولكن هم أصحاب حق، ليسوا كمن يأخذون رواتب بلا وجه حق وهم فقط يبصمون على قرارات جهات دولية تقرضهم بسبب عدم قدرتهم على حل المشكلات الاقتصادية فقرروا أن يقترضوا ليزيدوا الطينة بلة، وبذلك تقع مصر بين الفئتين أصحاب المعاشات أصحاب الحق المهدر والمُعييرين بسبب أخذه، وأصحاب المعالي الذين يأخذون حقوق ليس من حقوقهم لأنهم لا يستحقون ما يأخذون إذ لا يقدمون مقابله شيء وبالتالي يسيئون لأصحاب المعاشات، بل أنهم في وقت ما أهدروا حقوق أصحاب المعاشات حين أخذوا أموالهم وأساءوا التصرف فيها، وأداروها بطريقة سيئة في استثمارات لم تجلب الخير لأصحاب المعاشات، وبدلا ما يعير أصحاب المعاشات أصحاب المعالي ويسألونهم عن أموالهم التي ادخرونها طوال فترة عملهم حين كان يؤخذ منهم التأمينات، وبدلا من أن ينعم أصحاب المعاشات بثمرة جهدهم ينعم أصحاب المعالي بثمرة فشلهم ويعيرون أصحاب المعاشات في كل زيادة وكأنهم يمنون بها عليهم ويدفعونها من جيوبهم.

لو كان السادة أصحاب المعالي وضعوا الخمسمئة مليار جنيه وأكثر حاصل التأمينات المستثمرة في بورصات لندن وغيره في شهادة بأحد البنوك من ذات العائد العشرين بالمئة في العام، لعاد في العام عليهم مئة مليار جنيه وكان سهلا على الحكومة الفاشلة حينها أن توفر ضعف ما وفرته لأصحاب المعاشات والمقدر بستين مليار جنيه تقريباً، وهو ما تعير به أصحاب المعاشات في كل تصريحاتها.

لذا انتقلت مصر من على الخريطة حيث الموقع الفريد المتميز لخريطة الدول التي تسعى للتخلص من فشلها شكلاً وتجدده مضموناً وتعير أصحاب المعاشات وتبجل أصحاب المعالي وترفع رواتبهم وتزيد ميزانيات نوابها ثلاثمئة مليون جنيه، وهم لا يفعلوا شيء إلا الموافقة ولا يقدموا استجواب وطلب إحاطة ولا شيء سوى رفع الأيدي ليوافقوا على فشل متنامي وسياسات رعناء اقتصادياً.

المختصر المفيد فين فلوس أصحاب المعالي أصحاب المعاشات يا فشلة.