الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. وفاة تماضر توفيق أول رئيسة للتليفزيون
  • ٠٦:٣٩
  • الأحد , ١٠ يونيو ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم.. وفاة تماضر توفيق أول رئيسة للتليفزيون

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٣٦: ١٠ ص +02:00 EET

الأحد ١٠ يونيو ٢٠١٨

تماضر توفيق أول رئيسة للتليفزيون
تماضر توفيق أول رئيسة للتليفزيون

 فى مثل هذا اليوم 8يونيو 2001م..
سامح جميل

كانت الإعلامية تماضر توفيق أول سيدة تتقلد رئاسة التليفزيون المصري وهي مولودة في السنبلاوين بالدقهلية في 9 فبراير 1921ونجد تفاصيلا وافية لسيرتها لدي الشاعر والإعلامي الكبيرفاوق شوشة، فقد تخرجت في كلية الآداب جامعة فؤاد «القاهرة الآن» قسم اللغة الانجليزية عام 1942 وعملت فورتخرجها صحفية في وكالة الأنباء المصرية لكن ارتباطها الحميم بالمسرح وعشقها له، منذ كانت طالبة في الجامعة، ما جعلها تنضم إلى فريق مسرح دار الأوبرا المصرية القديمة.
 
هذا العشق للمسرح وللتمثيل جعلها تلتحق بالاذاعة في 1946 لتصبح في طليعة الأصوات التي تقدم نشرات الأخبار ومن أكثرهن حضورا وشخصية وسرعان ما كونت مع زملائها في الإذاعة فريقا للتمثيل ويدفعها من جديد عشقها للدراما والتمثيل إلى أن تسافر في بعثة لدراسة الفن الإذاعي في هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» لتصبح من أوائل الاذاعيات المصريات اللاتي أتيح لهن السفر في بعثات دراسية.
 
وتعود من البعثة لتصبح رئيسة لقسم التمثيليات بالإذاعة بالاضافة إلى قراءة نشرات الأخبار وتقديم البرامج خاصة برنامجيها «ورقة وقلم»، و«عشرين سؤال» اللذين كانا في ذلك الوقت طليعة لبرامج المنوعات ذات الصبغة الجماهيرية والتأثير الشعبي الواسع فضلا عن الطبيعة الثقافية للبرنامجين.
 
ويزداد اسم تماضر توفيق لمعانا وتألقا مراقبا للتنفيذ الإذاعي ومشرفا على البرنامج الأوروبي والبرامج الأجنبية بالإذاعة ومساعدا للمراقب العام، وأول سيدة تتيح لها كفاءتها وقدراتها الإذاعية ممارسة هذه المهام جميعا، لذا فقد كان طبيعيا أن تختار تماضر توفيق، قبل افتتاح التليفزيون المصري بثلاث سنوات، لتكون ضمن أول بعثة إلى الولايات المتحدة لدراسة الفن التليفزيوني في 1957 ولتسافر في بعثة ثانية إلى أمريكا في عام 1960 لدراسة الاخراج التليفزيوني لتصبح بعدها أول مخرجة في تاريخ التليفزيون.
 
وسرعان ما يصبح وجهها التليفزوني هو الوجه الأكثر شهرة بين الناس ويطغي هذا الوجه على تاريخها الإذاعي الرائد والمجيد فالناس يتابعونها على شاشة التليفزيون،من خلال برنامجها التليفزيوني الناجح «وجها لوجه» الذي يناقش المشكلات التي تهم الجماهير في موضوعية وجرأة، ومن خلال إشرافها على القناة الثالثة التي سميت بالثقافية، ومبادرتها إلى ابتكار عشرات الأفكار لبرامج تليفزيونية جعلت من قناتها، شبه المتخصصة، منافسا قويا للقناتين الأولي والثانية واستقطبت هذه القناة، بفضل ثقافة تماضر توفيق وقدرتها الفذةعلى الاختيار، كثيرا من الكتاب والأدباء والمفكرين والعلماء، ليكونوا هم معدي برامجها ومقدميها وضيوفها والمسؤولين عنها ويتألق الدور الذي تقوم به مراقبا عاما للبرامج الثقافية ومشرفا على البرامج التعليمية ومديراللمراقبة العامة للتخطيط والمتابعةووكيلا للتليفزيون لشئون البرامج، فرئيسا للتليفزيون في عام1977.
 
ولم تكن طيلة هذه المسيرة الحافلة وحدها فقد كان إلى جانبها ثلاثة من جيل العمالقة الرواد: سعد لبيب، وسميرة الكيلاني، وعباس أحمد، ولا ينسيها هذا العمل الاداري والبرامج عشقها الأساسي للثقافة، خاصة ما يتصل منها بتأصيل الثقافة التليفزيونية التي كان المتاح منها بالعربية قليلا جدا بل نادرا، فتترجم للقارئ العربي ثلاثة كتب أساسية في هذا المجال هي:«العمل التليفزيوني»و«فن التليفزيون»و«التليفزيون وأثره في حياة الأطفال» وفي قمة انشغالها بمسؤولياتها كرئيس للتليفزيون، وبحثها الدائب عن الجديد، فكرا وتناولا وأداء، كان حماسها لاختيار 3 من الإذاعيين لتقديم برامج تليفزيونية تثري الوجه الثقافي للتليفزيون، الذي كان في ذلك الحين باهتا وغير مؤثر، هم: «سناء منصور، ونادية صالح، وفاروق شوشة».
 
وظلت تشغل منصب رئيس التليفزيون في الفترة من 1977 حتى 1985 إلى أن توفيت «زي النهاردة» في 8 يونيو 2001 ورثاها الصحفي أحمد بهجت في عاموده اليومي صندوق الدنيا فقال إنها «لم تكن مجرد رئيسة للتليفزيون يعنيها شأن الإدارة وترتب أموره داخل إطارها ،إنما كانت نجما من نجوم الإذاعة وكانت روحا بثته في التليفزيون في بداية حياته ونشأته،كانت تعرف ما الذي يعنيه التلفزيون، وأي قدرة تتمثل في شاشته الصغيرة.
 
وكتب عنها الشاعر فاروق شوشة في الأهرام في 17يونيو2001 أيضا يقول: «إنها لم تكن كغيرها من الرائدات في مجال العمل الاذاعي والتليفزيوني بل لا تكاد تشبههن في شيءفهي أكثرهن وعيا وثقافة واستنارة وهي أكثرهن جرأة وشجاعة في الحق والتمسك بما تراه عدلا وصوابا حتي النهاية وهي أكثرهن انضباط في العمل وحرصا على الجدية وبعدا عن المجاملة وكراهية للنفاق والمداهنةثم هي أكثرهن إيمانا بالعقل،وإعلاء لشأنه في كل ما تواجهه من قضايا ومواقف أما انتماؤها الريفي الأصيل للوطن،أرضا وناسا، فقد رضعته مع طفولتها منذ مولدها وبقي هذا الانتماء للوطن وغيرتها من أجله وايمانها بالرسالة التي ارتضتها لنفسها في سبيله ملمحا من ملامحها الأساسية حتي النفس الأخير ولم يكن يحبها الجهلاء والأدعياء لأنها سرعان ما تكشف زيفهم وادعاءهم وكان يرهبها المنحرفون والفاسدون لأنها كانت تواجههم مباشرة بفسادهم وانحرافهم»...!!