الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. اعدام جان دارك حرقا
  • ٠٧:٤٧
  • الاربعاء , ٣٠ مايو ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم.. اعدام جان دارك حرقا

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢٥: ٠٧ ص +02:00 EET

الاربعاء ٣٠ مايو ٢٠١٨

 اعدام جان دارك حرقا
اعدام جان دارك حرقا

 فى مثل هذا اليوم 30 مايو 1431م..

لم تكن جان دارك بطلة تاريخية وشخصية أسطورية فقط بالنسبة للفرنسيين، بل هي أيضا شخصية عالمية كانت وقد تم تناول سيرتها في أكثر من فيلم، منها «آلام جان دارك»، ويعد من أشهر 100 فيلم في السينما العالمية كما ظلت مصدر إلهام للعديد من المبدعين الفرنسيين، ولا تزال مصدر إلهام لعدد من السينمائيين منذ مطلع القرن العشرين ومنهم الايطالي روبرتو روسيليني في الفيلم الذي أنجزه عنها عام 1954 وكان من بطولة الممثلة الشهيرة إنجريد برجمان.
 
وقد أنتجت السينما الفرنسية أفلاما كثيرة حول جان دارك قام بها عدد كبير من المخرجين من بينهم المخرج روبير بروسون في 1962 وجاك ريفات في 1994 و قامت بدور البطولة النجمة الفرنسية ساندرين بونير أما فيلم المخرج لوك بوسون والذي تمّ إنجازه عام 1999 فيتناول الحروب التي خاضتها جان دارك مسلطاً الضوء عليها كمقاتلة.
 
لقد كانت دارك واحدة من أشهر وجوه حرب المائة عام بين الفرنسيين والانجليز والتي استمرت من عام 1337 حتى عام 1453 وكانت جان دارك من رموز مقاومة الاحتلال الإنجليزي، ويجمع المؤرّخون على أنّ جان دارك ولدت في كنف أسرة مزارعة ومتوسطة الحال، ولا يزال منزلها قائما حتى الآن على الرغم من التعديلات التي أدخلت عليه على مدار الزمن وتروي الأسطورة أنّ جان دارك، ومنذ طفولتها، كانت تستمع إلى أصوات تخاطبها وتطالبها بترك مسقط رأسها تلبيةً لنداء الواجب الوطني الذي يدعوها إلى طرد الإنجليز.
 
في البداية اعتقد البعض أنّ الطفلة مصابة بالجنون لكن مثابرتها وإصرارها على تلبية المهمة التي ظنّت أنّها موكلة بها دفع المقربّين منها إلى تعديل موقفهم وإرسالها مرتدية الثياب العسكرية مع مرافقين الى مدينة شينيون حيث كان يقيم الملك شارل السابع.
 
استغرقت الرحلة أحد عشر يومًا واجهت فيها الكثير من المشقات بسبب سيطرة الإنجليز على البلاد. بعد لقائها بالملك أعلنت أنها جاءت لتحرير مدينة أورليان وقد أرسلها الملك مع جيشها لتحرير أورليان وفي طريقها، وحررت العديد من المواقع والحصون وتمكّنت من فك الحصار عن المدينة في الثامن من مايو 1429 ومنذ ذلك التاريخ تحتفل المدينة بهذه الذكرى وباستعادتها لحريتها على يد جان دارك .
 
وفي غضون أيام قليلة من تحريرها بعد حصار دام أكثر من 6 أشهر وتوالت الانتصارات وكان الهدف منها طرد الإنجليز من فرنسا وتوحيد جميع المحافظات الفرنسية تحت حكم الملك شارل السابع، لكن الهزيمة جاءت في مدينة كومبياني حيث أسرت جان دارك على يد الجنود البورجونيين (نسبة الى منطقة بورجوني) وكانوا من أتباع الإنجليز ثمّ تمّ تسليمها إلى هؤلاء فحوكمت بتهمة السحر والشعوذة وأحرقت حيّة وهي في التاسعة عشرة من عمرها في مدينة رووان في منطقة النورماندي كان ذلك «زي النهاردة » في 30 مايو 1431.
 
ومثّل جان دارك شخصية نسائية استثنائية جعلها موتها أسطورة خالدة فصارت بطلة وأيقونة كتب عنها بعض أشهر المؤرخين والأدباء والمفكرين والفلاسفة ومنهم ميشليه وفولتير، واستوحى من سيرتها المسرحيون والسينمائيون الفرنسيون والأوروبيون، كما تصدر عنها باستمرار الكتب التاريخية التي تروي قصة حياتها وموتها.
 
وخرجت الكثير من الأعمال الأدبية التي تروى قصتها، ومن أشهر هذه الأعمال قصيدة «كريستين دو بيزان» في 1429 وكانت جان داراك لا تزال على قيد الحياة وحملت عنوان: «جان دارك » وكذلك المأساة المسرحية التى وضعها الأديب «شولر» عام 1801وجاءت تحت عنوان: «عذراء أورليانز».
كما وضع «شارل بيجى» في عام 1897المأساة الثلاثية التى حملت عنوان: «جان دارك » وفي عام 1928 أنتج «كارل دريير» فيلم «آلام جان دارك»، ولأن جان دارك قروية وفلاحة فرنسية، بالأساس وشديدة الإيمان فلقد كانت ملحمتها شديدة الخصوبة وشكلت إغواء للمخيلة القروية التى نسجت حولها الأساطير...!!