الأقباط متحدون - بهذه الطرق استطاعت السعودية غزو مصر ثقافيا
  • ١٤:٣٧
  • الاثنين , ٢٨ مايو ٢٠١٨
English version

بهذه الطرق استطاعت السعودية غزو مصر ثقافيا

محرر المتحدون ن.ى

أخبار وتقارير من مراسلينا

٥٩: ٠٨ م +02:00 EET

الاثنين ٢٨ مايو ٢٠١٨

ارشيفية
ارشيفية

كتب - محرر الأقباط متحدون ن.ي
نشر موقع "رصيف 22"، تقريرا مطولا عن كيف قامت السعودية بغزو مصر ثقافيا، حيث بدأ ذلك في خمسينيات القرن العشرين حين فتحت السعودية أبوابها للإخوان المسلمين الهاربين من المواجهة مع نظام عبد الناصر، لافتة إلى أنه في هذه الفترة كانت الحرب مستعرة بين معسكر "تقليدي محافظ" ينعته الناصريون بالرجعية، ومعسكر "تقدمي اشتراكي" يفصل الدين عن السياسة ويتبنى فكرا متحررا فيما يخص المرأة والحريات الشخصية.

أما في عصر السادات، فقد توافدت العمالة المصرية على السعودية ودول الخليج المتعطشة للكفاءات والأيدي العاملة لتستثمر فوائض النفط بعد حرب 1973 في مشاريع داخلية. وبعد سنوات من العزلة والحياة تحت نظام اشتراكي ذي اقتصاد موجه تعرف الملايين من المصريين العاملين في السعودية على نمط حياة استهلاكية ذات سوق مفتوحة براقة الألوان تزخر بكل متطلبات الرفاهية، حيث بدأ الانكسار السياسي والحاجة الاقتصادية يلعبان دورا في هضم الواقع الجديد لدى المصريين في السعودية.

في مواجهة هذا، لم يعد الأزهر رائداَ في التقريب بين المسلمين. بل أصبحت أهم أولوياته الآن وضع ثقله الديني ضد التشيع كجزء من صراع النفوذ في المنطقة بين السعودية وإيران، كما انتشر الحجاب في مصر مقارنة بما كان عليه قبل خمسة عقود يوضح لنا إلى أي مدى أصبحت النظرة إلى المرأة محكومة بزيها، وإلى أي حد تراجعت الحريات الشخصية في مقابل القيود الاجتماعية الدينية التي فرضها التأثير السعودي.

وأشار الموقع إلى أن الزخم السلفي القادم من السعودية بنظرته الصارمة للاسلام تصادم مع تراث مصري تراكم من تاريخ يزخر بألوان الطيف الديني المتعددة. هذا الصدام مشابه لما حدث حين فتح الوهابيون النار على حراس بعثة الحج المصرية وحطموا المحمل المصري عام 1925 لأنه حسب رؤيتهم الدينية شرك وليس من الاسلام في شيء.

ويرى الباحث المصري عبد السلام زهران أن "الإختراق الثقافي والإجتماعي الذي أحدثته هجرة المصريين لدول الخليج لا يمكن إختزاله في إرتداء الجلاليب البيضاء ذات الياقات المنتشاة أو اصطحاب الخادمات السريلانكيات والفلبينيات عند عودة الأسر المصرية لقضاء إجازة الصيف في مصر ولا إنتشار قيم المجتمع الاستهلاكي، فهذه التغيرات قد تكون إنعكاسا غير مباشر للتحولات العالمية حولنا، ولكن ما يؤلمنى هو إنحسار قيم التسامح والمودة والرحمة والبساطة، وإلاهتمام بالمظهر دون الجوهر"، مشددا على أن قوة الفكرة قد لا تكون بالضرورة نابعة من عمق أيديولوجي وإنساني يسهل انتشارها، بل قد تكون بكل بساطة نتاجا لقوة اقتصادية رديفة تفرضها على مجتمعات أخرى.

الكلمات المتعلقة