الأقباط متحدون - هم يحاربونها!!!
  • ٠٦:٣٤
  • الثلاثاء , ١٧ ابريل ٢٠١٨
English version

هم يحاربونها!!!

د. مينا ملاك عازر

لسعات

٠٠: ١٢ ص +02:00 EET

الثلاثاء ١٧ ابريل ٢٠١٨

صوره_أرشيفية
صوره_أرشيفية

د. مينا ملاك عازر

 في سلسلة المقالات السابقة المعنونة بسؤال هل نحن نحارب السلفية أم نحارب الإرهابيين؟ كتبت ما يمكن كتابته ويتأتى للجريدة نشره، فلم أتطرق أبداً لمحاولة قتل مساعد مدير أمن الإسكندرية، تلك المحاولة التي سبقت الانتخابات وتزامنت مع عمليات سيناء 2018، التي تجتاح كل حدود الجمهورية، لأن تلك العملية في منظورها الواضح تؤكد أننا وأن اجتسسنا جذور الإرهاب من منطقة ما في الجمهورية لن نقضي عليه في باقي الربوع، لأن ما يتسبب في إعادة نمو الإرهاب موجود وهي البيئة السلفية الحاضنة للإرهاب، كما أنني لم أستطع الإشارة لمساهمات الجبهة السلفية في دعم الدولة المصرية والحكومة أثناء الانتخابات الرئاسية، فحشود السلفيون في مطروح والإسكندرية والبحيرة حيث بؤر نشاطهم العميقة وجذورهم الضاربة في الأرض تشهد بهذا، بغض النظر عما قيل أنهم خدعوا الدولة وكانت حشودهم العلنية لدعم الدولة ولإظهار الطوابير لكن المضمون كان في غير صالح المرشح المرجو والمتفق على دعمه، إذ أبطل السلفيون أصواتهم بحسب بعض التكهنات، ولأني لست متأكد من إبطالهم أصواتهم ولكني متأكد من غدرهم وخيانتهم المعتادة والتي سبق وأن فعلوها في التعامل مع الدولة البوليسية نظام مبارك حين غدروا بها في ثورة يناير، ووضعهم يدهم بيد الإخوان ثم انقلابهم على الإخوان ليتحالفوا مع ثوار الثلاثين من يونيو، فأنا أثق في غدر السلفيين وأتقبل مفهومهم للتعاون مع الدولة لكن ما لا أفهمه تعامل الدولة معم وارتكانها عليهم، المهم كل هذا لو سقناه في سياقه الطبيعي يجعلنا نتفهم لماذا نحن نحارب الإرهابيين ولا نحارب السلفية بل نتعاون معها.


المؤسف هنا بقى، أننا لو عبرنا البحر الأحمر لضفته الأخرى حيث الجذور الأولى للسلفية الوهابية، نجد حرب جادة على أفكارها وتعاليمها ومكافحة لإرهابها الفكري الذي أصاب المرأة بغض النظر عن مدى جدية هذا، وأنه قد يكون مداعبة للغرب ولإرضائهم إلا أنه يحدث، هم يحاربونها بحق بقرارات تمكين للمرأة وباختلاط بين السيدات والرجال في الإستادات والسماح لها بقيادة السيارات وغيرها، والاهتمام بفن الاوبرا والسينما، ونحن ننتظر المزيد من التنازلات السعودية للعائلة المالكة لإظهار الأمور أكثر مرونة والعقول أكثر تفتح، والفرصة للتحالف أكثر قابلية للاغتنام.
 
وهنا تكمن المفارقة، أن تقوم السعودية بتوقيف أكثر من خمس وثلاثين الف معلم شريعة أظنهم مصريين لأنهم يعلمون التعاليم السلفية، وقد ترحلهم وتتخذ قرارات أكثر انفتاحاً في الوقت الذي مصر ترضيهم وتغض البصر عن أفعالهم واجتماعاتهم وخطاباتهم التكفيرية لآكل الفسيخ وشاري الرنجة، والمهنئ بالعيد لغير المسلم، كل هذا عادي وطبيعي في ذهنية الدولة المصرية التي تتحالف مع جبهتهم وجذورهم الفكرية وترفع السلاح على من رفع السلاح منهم، وكأن ذلك طبيعي وعلينا تقبله.
 
المختصر المفيد عايزين تحاربوا الإرهاب، قصوا جذوره ولا تتعاونوا معه خلونا ننضف بقى، ونتقدم فكرياً وإنسانياً كفانا مواربة للأبواب، ومسك العصا من المنتصف.