الأقباط متحدون - فى مثل هذا اليوم.. السفارة المصرية تلغى حفل استقبال نازلى فى نيويورك.. والملكة: «أم ترومان مش هتموت»
  • ٢٢:٤٢
  • الثلاثاء , ٢٢ مايو ٢٠١٨
English version

فى مثل هذا اليوم.. السفارة المصرية تلغى حفل استقبال نازلى فى نيويورك.. والملكة: «أم ترومان مش هتموت»

سامح جميل

في مثل هذا اليوم

٢٧: ٠٧ ص +02:00 EET

الثلاثاء ٢٢ مايو ٢٠١٨

حفل استقبال نازلى فى نيويورك
حفل استقبال نازلى فى نيويورك

 سعيد الشحات يكتب: ذات يوم.. 22 مايو 1947م.. 

 
ستشاط النقراشى باشا، رئيس الحكومة المصرية، غضبًا وهو يقرأ برقية السفير المصرى فى لندن عبدالفتاح عمرو، وعبر عن غضبه بقوله لمن حوله: «أنا مش عارف ألاقيها منين ولا منين؟.. هل أنا أشتغل مع عقلاء مجانين؟.. كيف تقرر الملكة نازلى «أم الملك فاروق» السفر إلى نيويورك فى نفس الوقت الذى أسافر فيه لعرض قضية مصر على مجلس الأمن»، جاء غضب «النقراشى» حسب كتاب «الملكة نازلى غرام وانتقام» للكاتب الصحفى رشاد كامل «دار المنتدى - القاهرة»، فور قراءته للبرقية، فلماذا؟
 
للقصة مقدمات تبدأ من مغادرة «نازلى» مصر إلى أوروبا بعد مقتل حبيبها أحمد حسنين باشا، رئيس الديوان الملكى، وزوجته «عرفيًا» بعد وفاة زوجها الملك فؤاد، واصطحبت فى خروجها ابنتيها الأميرتين فائقة وفتحية، ومن أوروبا احتدمت الخلافات بين الملكة وابنها فاروق، وفى محطة هذه الخلافات تزوجت فائقة، وفتحية بموافقة وتخطيط والدتهما لكن على غير إرادة شقيقهما فاروق، ولأن هذه الفضائح تدور داخل الأسرة الملكية، كانت بالطبع مادة مثيرة للصحف، ورأى النقراشى أن انتقال الملكة من لندن إلى أمريكا وتصرفاتها هناك ستؤدى حتمًا إلى خطف الأضواء منه ومن عرضه لقضية استقلال مصر من الاحتلال البريطانى أمام مجلس الأمن، ولأن «النقراشى» فكر على هذا النحو، فكر فى نفس الوقت كيف يتفادى هذه المشكلة؟ فطلب من السفير عبدالفتاح عمرو أن يحاول إقناع الملكة بعدم السفر إلى أمريكا لكنها صممت، ومساء السبت 10 مايو 1974 وصلت إلى نيويورك، وهنا وجد النقراشى أنه أصبح أمام واقع جديد، فبعث رسولًا إليها يهنئها بسلامة الوصول، ويرجوها أن تترك مدينة نيويورك، وأن تنسى مؤقتًا خلافاتها مع ولدها فاروق، حتى تمر مهمة الوفد المصرى فى مجلس الأمن بسلام.
 
ردت «نازلى» بأن وعدت بالصمت، لكن وقبل أن يطمئن «النقراشى» لوعدها فوجئ ببرقية تذيعها وكالات الأنباء، تقول: «إن سفير مصر فى أمريكا محمود حسن سيقيم حفلة استقبال فى فندق «ولدورف استوريا» بنيويورك مساء مثل هذا اليوم «22 مايو 1947» تكريمًا للملكة نازلى، فغضب النقراشى، ووفقًا لرشاد كامل فإنه رفع الأمر للملك فاروق، قائلًا: «اتفقت مع الملكة نازلى على ألا تفتح فمها، وألا يظهر اسمها فى أمريكا فكيف تقام لها حفلة تكريم؟»، فحاول الملك تطويق الأمر بعد أن خطر بباله أن والدته ستفضحه فى أمريكا، ومن هنا جرى اتصال تليفونى بين قصر عابدين والسفارة المصرية فى أمريكا أجراه حسن يوسف وكيل الديوان الملكى، طالبًا من السفير إلغاء الحفل لأن الظروف الحالية لا تسمح بمثل هذه الحفلات فى نيويورك، غير أن السفير رد على يوسف بأنه وزع الدعوات وكتبت الصحف عن الحفل، مما سيشكل حرجًا بالغًا فى حال إلغائه، وقال السفير: «اتصلوا أنتم بالملكة، وإلا فإننى أضع استقالتى بين يدى الملك، واستقالتى موجودة عند رئيس الحكومة من وقت طويل فأرجو اعتبارها سارية من اليوم».
 
رد حسن يوسف على السفير: «هذه الحفلة يجب ألا تقام بأى ثمن، وعليك أن تتصرف»، وبناء على ذلك استخدم السفير مناوراته، وحسب شهادة الكاتب الصحفى مصطفى أمين عن هذا الموضوع وينقلها رشاد كامل، قال السفير لها، إن والدة الرئيس الأمريكى «ترومان» مريضة جدًا، وتصدر نشرات طبية عن صحتها كل ساعتين، ويخشى أن تموت فجأة فيتم تأجيل الحفلة، ولهذا فمن الأحوط أن يتم تأجيل الحفل من الآن، لكن السفير فوجئ بها تقول له: «إن شاء الله لن يحدث شىء من هذا، إننى أنتظر هذه الحفلة بفارغ الصبر، ولا أظن أن أم ترومان ستموت، إنها سيدة عجوز، وهذه أزمات تحدث للسيدات العجائز ولا يمتن منها»، وأخيرًا لم يجد السفير إلا مصارحة الملكة، فحدثها عن أن هذه رغبة السراى، فما كادت تسمع كلمة «السراى» حتى انفجرت غاضبة: «السراى مش عايزة حفلة لى، السراى تعترض على تكريم أم الملك، لن أقبل هذه الإهانة».
 
بعد جهد انتهى الأمر إلى تأجيل الحفل، وتم إبلاغ حسن يوسف، وفى يوم 22 مايو «الموعد المقرر للحفل» أذاع القصر الملكى بيانًا قال فيه: «ورد فى بعض الأنباء البرقية الأخيرة أن سعادة محمود حسن باشا سفير مصر فى أمريكا سيقيم حفلة استقبال فى فندق «والدروف استوريا» بنيويورك لجلالة الملكة نازلى، ونفت المصادر العليمة ما جاء فى هذه البرقية».........!!