الأقباط متحدون - كيف يوقعون بك؟ دليلك إلى الأخبار الزائفة!
  • ١٦:٠٣
  • السبت , ١٢ مايو ٢٠١٨
English version

كيف يوقعون بك؟ دليلك إلى الأخبار الزائفة!

٣١: ٠٧ ص +02:00 EET

السبت ١٢ مايو ٢٠١٨

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

تجمع مؤيد لداعش في ولاية ميشيغن!

هكذا ورد الخبر. الحقيقة: التجمع كان ضد التنظيم وليس مؤيدا له.

مشكلة الأخبار الزائفة قضية مثارة في الولايات المتحدة منذ سنوات، وهناك عدة مواقع شهيرة ترصد الأخبار المضللة من بينها Factcheck.org، الذي أضاف خاصية تتيح الإجابة على تساؤلات القراء. حقيقة تجمع ميشيغن كان واحدا من الأسئلة التي تلقاها الموقع ووجد أنها مبنية على خبر زائف.

المشكلة ليست أميركية فقط. الشرق الأوسط أرض خصبة لنظريات المؤامرة والأخبار الزائفة. والسبب المباشر هو الانتشار الخارق للسوشيال ميديا التي تمكن من شاء أن يقول ما يشاء!

فتش عن فيسبوك
تقول شركة فيسبوك إنها تبذل جهودا كبيرة لمنع انتشار الأخبار الزائفة، لكن دراسة لموقع "باز فييد" وجدت أن هذه الجهود لم تؤت ثمارها، إذ رصدت زيادة التفاعل على مواقع التواصل الاجتماعي مع الأخبار الزائفة في 2017 مقارنة بـ2016.

وتبدو واضحة زيادة تأثير هذه المواقع في الولايات المتحدة، وقد أظهرت دراسة لمركز بيو للأبحاث أن غالبية الأميركيين (62 في المئة) يعتمدون على السوشيال ميديا في معرفة الأخبار.

وبينت نتائج استطلاع أجرته المفوضية الأوروبية على حوالي 27 ألف شخص في أوروبا أن 25 في المئة منهم يعتبر أن الأخبار الزائفة عقبة في طريق الديمقراطية، وقال 4 من بين كل 10 أشخاص إن الأخبار الزائفة تصلهم يوميا.

عماد خزري، الأستاذ المساعد في جامعة كينت، وزميل مركز بيركمان كلاين للإنترنت والمجتمع بجامعة هارفارد، قال لموقع "الحرة" في تحليله لانتشار الأخبار الزائفة إن الوسائط الاجتماعية ساهمت في انتشار محتويات إخبارية أقل جودة ونشر أخبار تجذب آراء معينة، ما زاد حدة الاستقطاب، وفي هذه الأجواء أصبحت حتى وسائل إعلام كبيرة تقع في أخطاء بسبب الحرص على الانتشار بسرعة.

وذكر أنه خلال السنوات الـ20 الماضية ظهرت قوى غير ديمقراطية، أو قوى أخرى من داخل النظم الديمقراطية في عدة مناطق من العالم لتوجيه الرأي العام وتضليله، وأصبح هناك العديد من اللاعبين المعادين للديمقراطية يمتلكون أجندات مختلفة. ويقول إن هؤلاء يستخدمون طرقا مختلفة للتحكم في تداول المعلومات من بينها استخدام " الأخبار الزائفة".

وفي مقال بموقع EJN، المعني بأخلاقيات الصحافة، يشير الكاتب أيدن وايت إلى "الضرر الذي يلحق بالثقة العامة بسبب الفبركة المتعمدة وتداول وتسويق المعلومات المضللة"، ويعتبر ذلك "قوة مدمرة في وسائل الاتصالات الحديثة... وتهديدا للديمقراطية كما يتضح من الدور الذي لعبته القصص المزيفة في الانتخابات الرئاسية الأميركية والاستفتاء البريطاني".

كلنا نفعلها؟
وفي تصريح لموقع "الحرة"، أشار المحامي والخبير في قضايا الشفافية وحرية المعلومات مارك زيد إلى قضية أخرى مرتبطة بالموضوع وهي "إساءة استخدام" مصطلح "الأخبار الزائفة" في الولايات المتحدة، مشيرا إلى أن وصف الأخبار الصحافية بأنها زائفة من دون إثباتات، وتوجيه الرأي العام بذلك، هو أيضا تضليل.

وقال المحامي الأميركي إن عددا من السياسيين يحرصون على إخفاء الحقيقة وعدم الاستجابة للنقد المشروع ويتهمون الآخرين بنشر أخبار زائفة "لإزالة المصداقية" عنهم.

خلف الأبواب المغلقة
تتعمق المشكلة في الشرق الأوسط حيث تنتشر نظريات المؤامرة وتدار السياسة خلف الأبواب المغلقة، ورأى الخبير الإعلامي المصري ياسر عبد العزيز في تصريح لموقع "الحرة" أوجه تشابه بين القضية في الغرب والشرق الأوسط، لكنها تتعمق في الأخيرة لعدة أسباب أهمها عدم وجود "تربية إعلامية" تشجع على التحقق من الخبر.

الخبيرة الإعلامية هناء الرملي، قالت لموقع "الحرة" إن من أهم أسباب انتشارها محاولة بعض الجهات تضليل الرأي العام، أو قيام أفراد بتعديل وتكييف الأخبار لتكون أكثر انتشارا وكسب عدد أكبر من المتابعين، وإعادة نشرها من قبل آخرين.

وتشير إلى أنه في كثير من الأحيان يتم نشر مقاطع فيديو وصور لضحايا الحروب ثم يتضح أنها تعود لأحداث سابقة أو وقائع حدثت في دول أخرى "فيتم فبركة الخبر لتعزيز ثقة المتلقي بأنه خبر صحيح".

عماد خزري رأى أن عدم وجود مصداقية للقنوات الرسمية، ساهم في تداول المعلومات عبر وسائل التواصل الاجتماعي حتى لو كانت معلومات "غير حقيقية"، وهو ما ساهم أيضا في تعميق حدة الأزمات التي تعج بها المنطقة مثل الصراعات العرقية والطائفية.

يقول الباحث الأميركي: "عندما لا تسمح بقنوات ذات مصداقية، تخرج هذه القنوات ويتم استغلالها لخلق محتوى استقطابي".

وقال الباحث المتخصص في مجال تداول المعلومات إن بعض وكالات الأنباء ذات المصداقية استغلت هذا الفراغ لتوفير مساحة من الأخبار الصادقة.

وأشار خزري إلى أن تقييد الحريات في دول المنطقة أضعف قدرة المتلقي على تحديد الجيد من السيء.

نظريات المؤامرة
الخبير الإعلامي المصري ياسر عبد العزيز رأى في تصريح لموقع "الحرة" أن الأخبار الزائفة وجدت بيئة خصبة في المنطقة بسبب قلة درجة المعرفة، وأشار أيضا إلى انتشار نظريات المؤامرة وعمليات التحفيز التي تقوم بها المليشيات الإلكترونية التي تتبع جماعات مصالح سياسية واقتصادية معينة.

عبد العزيز أشار أيضا إلى عدم وجود "ملامح تربية إعلامية" في الشرق الأوسط، ضمن برامج التعليم تستهدف ترقية مهارات التلقي، وقال إن البرامج الحالية تركز فقط على فكرة صناعة الخبر وكيفية ترويجه دون التحقق منه، "لذلك يصبح الجمهور فريسة للأخبار الزائفة".

وأشار أيضا إلى قلة الثقة في وسائط الإعلام التقليدية لأنها ليست متعددة ومتنوعة لذلك يلجأ المتلقي إلى وسائل التواصل الاجتماعي، رغم أنها تهدف إلى الظهور والانتشار أكثر من تداول معلومات موثقة.

عبد العزيز دعا إلى الضغط على وسائل التواصل الاجتماعي، مثلما تم الضغط على فيسبوك وتويتر وتم إغلاق ملايين الحسابات عليهما.

ورأى أن المسألة في الغرب والشرق الأوسط متشابهة، لكن الغرب "أكثر نضجا في التعامل معها لأنه يعالجها من منطلق ثقافي وتنموي وعلمي وليس مؤامراتي".

تنوية هام: الموقع غير مسئول عن صحة أو مصدقية أي خبر يتم نشره نقلاً عن مصادر صحفية أخرى، ومن ثم لا يتحمل أي مسئولية قانونية أو أدبية وإنما يتحملها المصدر الرئيسى للخبر. والموقع يقوم فقط بنقل ما يتم تداولة فى الأوساط الإعلامية المصرية والعالمية لتقديم خدمة إخبارية متكاملة.