الأقباط متحدون - الأهرامات حدوتة كل عصر
  • ١٠:١٩
  • السبت , ١٧ فبراير ٢٠١٨
English version

الأهرامات حدوتة كل عصر

مدحت بشاي

بشائيات

٥٥: ٠٣ م +02:00 EET

السبت ١٧ فبراير ٢٠١٨

الأهرامات حدوتة كل عصر
الأهرامات حدوتة كل عصر
كتب : مدحت بشاي
medhatbeshay9@gmail.com
 
عقب حفل توقيع اتفاقية كامب دافيد قال " مناحم بيجن " الرئيس كارتر قام بمجهود أكبر من المجهود الذي قام به أجدادنا في بناء الأهرامات"، بينما اكتفى السادات بضحكة ساخرة للأسف .. و بعد توقيع معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979 زار رئيس بيجن مصر وقال إنه سعيد لزيارة مصر لأنه سوف يشاهد الأهرام التي بناها أجداده اليهود – على حد قوله -، وبالفعل طلب زيارة الأهرام ، وبعد أن وقف أمامها صاح وهو ينظر للأهرام "يا عظمة أجدادي"، هذه المزاعم استطاع بيجن زرعها في عقول الإسرائيليين ودعمتها افلام هوليوود الأمريكية التي صورت أن بناة الأهرام كانوا عبيداً !!!
 
ولكن في عام 2010 اكتشف د. زاهي حواس موقع أثري في محيط منطقة الأهرام يحوي مقابر للعمال الذين بنوا الاهرام ، و قد تبين من خلال الحفريات انهم كانوا عمال ماجورين وليسوا عبيد يهود لان بناء الأهرام كان في عصر الدولة المصرية القديمة أي قبل ظهور اليهودية بمئات السنين.
 
ومن جانبه أكد أستاذ علم الأثار بالجامعة العبرية بالقدس"اميحاي مازار" – صحيفة "يو أس نيوز" - أن بناة الأهرام لم يكونوا من العبيد اليهود قائلاً "لم يكن يوجد يهود في مصر إبان حقبة بناء الأهرام مثلما يزعم بيجن وأفلام هوليوود." وجاءت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية لتؤكد عدم وجود أي صلة لليهود ببناء الأهرامات الثلاث في تقرير لها عام 2011 عقب إلغاء الحكومة المصرية لمراسم احتفال ما يعرف بـ "مولد أبو حصيرة " بقولها " اليهود لم يشاركوا من الأساس في بناء الأهرام والمعابد الفرعونية القديمة ، لذا ليس لهم الحق في المطالبة بالحق المزعوم في أحقيتهم للأهرام."
 ومنذ أيام قليلة ، أعلن وزير الآثار الكشف عن مقبرة يرجح أنها لسيدة تدعى حتبت من الدولة القديمة ترجع للأسرة الخامسة أي منذ 4 آلاف و400 عام وهي « كاهنة للمعبودة حتحور ». جاء ذلك خلال المؤتمر الصحفي الذي عقده الوزير بمنطقة آثار الهرم للإعلان عن تفاصيل الكشف الأثري الجديد بمنطقة الجبانة الغربية غرب الهرم الأكبر (خوفو)..ويأتي ذلك استمرارا لسلسلة الاكتشافات الأثرية الجديدة التي تعلن عنها وزارة الآثار باستمرار في جميع أنحاء الجمهورية.وأشار الوزير إلى أن البعثة المصرية، برئاسة الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، نجحت في اكتشاف تلك المقبرة التى عثر على مقتنيات تلك السيدة منذ أكثر من 109 سنوات وموجودة حاليا في متحف برلين، لافتا إلى أن الحفائر في تلك المنطقة بدأت منذ أكتوبر الماضي ويستمر العمل فيها.وأوضح أن هذا الكشف هو الأول في العام 2018 ومن المقرر خلال الأسابيع المقبلة الإعلان عن كشف أثري مهم .
 
من جانبه، ذكر الأمين العام أن تلك المقبرة للكاهنة حتبت يرجح أنها ليست المقبرة الأساسية للكاهنة فهي مصنوعة من الطوب اللبني بطبقة ملاط ولكن المقبرة الأساسية التي عثر على مقتنياتها قديما مرجح أن تكون في ذات المنطقة وتكون بالحجر بالكامل.وأضاف أن المقبرة بها مناظر فريدة منها القرد المستأنس الذى يرقص أمام فرقة موسيقية وغيرها من النقوش.
 
والاهتمام بأخبار منطقة الأهرامات نتابعها ــ للأسف ــ على فترات متباعدة ، رغم أهميتها التاريخية على النطاق العالمي ، وعبر العهود المختلفة ، كنا نتابع الكثير من القرارات الحكومية حول إعادة تخطيط المنطقة ووعود كثيرة ،ولكن ما يتم على الأرض لا يوازي بأي حال من الأحوال ما تستحقه من اهتمام وتعظيم لقدرها .
 
وعلى صفحات مجلة " الرسالة الجديدة " كان للكاتب " جمال مرسي بدر " مقالًا بعنوان " الأهرام .. في كتب الأوائل " عام 1954 .. أقتبس لك عزيزي قارئ موقعنا " الأقباط متحدون " ..
 
" مازال للكشف الأثري الجديد في أهرام الجيزة دوي كبير في مختلف أقطار العالم فقد علق علماء المصريات على هذا الكشف أهمية كبرى وتوقعوا أن يكون ـ متى ظهرت نتائجه كلها ـ أهم كشف أثري مصري منذ اكتشاف مقبرة توت عنخ آمون .وقد يكون من الطريف المفيد بمناسبة هذا الكشف الأخير أن نرجع إلى ما أوردته كتب المؤرخين والرحالة العرب الأوائل عن أهرام الجيزة ـ تلك الآثار الخالدة التي لم يفت أحد ممن كتبوا عن مصر أن يتناولها . .. " .
 
ويحدثنا في موقع آخر عن علم الآثار بمفاهيم زمانه " ولما كان علم الآثار بشكله الحديث مجهولاً لدى القدماء كانت كتاباتهم عن الأهرام تقتصر على وصفها وسرد بعض ما يتناقله الناس عن أخبار بناتها والغرض من إنشائها وهي أخبار تختلط فيها الأسطورة بالتاريخ ، على أن لوصف قدامى مؤرخي العرب للأهرام قيمة تاريخية كبرى  في التعريف بما كانت عليه الأهرام في عهودهم وما طرأ عليها من تغييرات بحكم الزمن وفعل عوامل التعرية .ولعل أقدم ما وصل إلينا من كتابات قدامى المؤرخين عن الأهرام ما أورده أبو الصلت أمية بن عبد العزيزبن أبي الصلت الأندلسي الذي أقام في مصر من سنة 489 إلى سنة 506 هجرية فقد كتب " الرسالة المصرية " في وصف رحلته  إلى مصر وإقامته فيها : وكان مما قاله عن الهرم أنه " جسم جسيم من أعظم الحجارة مربع القاعدة مخروط الشكل ارتفاع عموده ثلثمائة ذراع ونحو سبعة عشر ذراعاً يحيط به  أربعة سطوح مثلثات متساوية الأضلاع طول كل ضلع منها أربعمائة ذراع وستون ًذراعاً وهو مع هذا العظم من أحكام الصنعة وإتقانها في غاية من حُسن التقدير بحيث لم يتأثر بعصف الرياح وهطل السحاب وزعزعة الزلازل وهذه صفة كل واحد من الهرمين الكبيرين المحاذين للفسطاط على ما شاهدناه منهما " ويسترد فيصف الأهرام وصف شاهد عيان يعطينا صورة دقيقة عن حالتها في عصره فيقول " واتفق أن خرجنا يوماً إليهما فلما طفنا بهما واستدرنا حولهما كثر تعجبنا منهما .. " ، " ورأينا سطوح كل واحد من هذين الهرمين مخطوطة من أعلاها إلى أسفلها بسطور متضايقة متوازية من كتابة بانيها لا تُعرف اليوم أحرفها ولا تُفهم معانيها .. " .