الأقباط متحدون - البركة فى تقريرك يا باشا!
  • ١٢:٠٩
  • السبت , ٥ مايو ٢٠١٨
English version

البركة فى تقريرك يا باشا!

مقالات مختارة | وسيم السيسي

٥١: ٠٦ م +02:00 EET

السبت ٥ مايو ٢٠١٨

وسيم السيسي
وسيم السيسي

كتب الأستاذ أسامة غريب عن نجاح وشهرة محمد صلاح، وكيف أنه ذهب لبلاد شعارها: نحن لا يهمنا لونك أو دينك، يهمنا أن تعطى هذا البلد أفضل ما عندك، وسيعطيك هذا البلد أفضل ما عنده «توماس جيفرسون». سمعت أن أحد الأندية رفض محمد صلاح لأن ساقيه لم تعجبا من رآه!!، وكلنا يذكر ما قاله أساتذة كلية العلوم جامعة الإسكندرية عن أحمد زويل بعد حصوله على جائزة نوبل: عندنا منه كتير!!.

كما نذكر د. فاروق الباز وكيف عُوقب لأنه كان يستخدم المعمل بعد الرابعة مساءً، وهذا استهلاك للكهرباء!.

وهناك قصة متواترة عن الدكتور مجدى يعقوب، أن رئيس القسم كتب تقريراً عنه أنه لا يصلح أن يكون جراحاً!، وتمر الأيام، ويصبح مجدى يعقوب أسطورة الطب فى العصر الحديث، فذهب رئيس القسم بابنته للدكتور مجدى، وبعد شفائها قال والد الفتاة للدكتور مجدى: أنت فخر لمصر بل للعالم كله!، فكان رد الدكتور مجدى: البركة فى تقريرك يا باشا!.

قابل زوج ابنتى دكتور جورج زاهر أحد أبطال كرة القدم، وسأله إذا كان ممكنا أن يشترك لاعب موهوب فى كرة القدم فى أحد الأندية المصرية؟، سأله الكابتن: ما اسمه؟ قال جورج: مايكل، فكان الرد: انسى!.

لقد وضعت يدى على سر متاعب مصر! انكسر ميزان العدالة بين المسلم والمسيحى، فانكسر بعد ذلك بين المسلم والمسلم بسبب الطبقة الاجتماعية، أو القرب من السلطة أو القوة المالية، توارت العدالة، فتوارت الكفاءة، فتدهورت أحوال مصر!.

هو ذا خطاب العرش، يتلوه الملك فى مصر القديمة على كل كبير وزراء يتقلد هذا المنصب:

اعلم أن الوزارة مُرة الطعم وليست حلوة!، اعلم أن احترام الناس لك لا يأتى إلا بإقامتك للعدل!، إياك أن تقرب منك إنساناً لأنه قريب منى! أو تبعد إنساناً عنك لأنه بعيد عنى!، بل ليكن القرب منك أو البعد عنك بسبب الكفاءة وليس بسبب أى شىء آخر، «جيمس هنرى برستد - فجر الضمير».

كتب الدكتور محمود السقا، أستاذ القانون فى جامعة القاهرة، فى كتابه «فلسفة وتاريخ القانون المصرى فى مصر القديمة»:

كان القانون المصرى فى عصر الفراعنة:

مثالياً فى قواعده. عادلاً فى أحكامه. عالمياً فى مراميه. نقياً فى مبادئه. صافياً فى مواده.

بُنى على العدل والأخلاق، فكان علامة مضيئة من علامات الحضارة المصرية، كما كان دهشة للمؤرخين قاطبة لعظمة هذا القانون وسبقه الحضارى.

كان القانون يصاغ فى محكمة العدل المسماة «دار حوريس الكبرى» فى عبارات واضحة، سليمة، مختصرة فى صيغة بلاغية وفى منتهى الإتقان.

وينعق الجهلة كالبوم: فراعنة! كفرة! ظلمة، سُخرة.. يا فرعون مين فرعنك.. إلى آخره من جهالات هذه الحفريات الحية، ويرددها البعض كالببغاوات.

لقد انتقلنا من فوق الأشجار والكهوف إلى إنسان متحضر، و«الحضارة هى احترام الآخر»، بقانون إلهى «جنة أو نار». وقانون بشرى «حرية أو سجن أو إعدام».

إنه القانون الذى يحقق العدالة، أى الكفاءة، فى أركانسو أراد مستر براون إدخال بناته مدرسة للبيض، رفض الناظر والمحافظ رفضا نهائياً بدخولهما المدرسة لسواد بشرتيهما، أحاطت البحرية الأمريكية أركانسو بما فيها من مظاهرات بين البيض والسود، ضُـربت أركانسو لأنها فى حالة عصيان مدنى، دخل المحافظ والناظر السجن بحكم عشر سنوات، دخلت البنتان المدرسة فى حراسة القوات الأمريكية!، هذه هى سيادة القانون يا سادة وعقبالك يا مصر.
نقلا عن المصري اليوم

المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع